الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخطاء القرآن وأثرها في ترجمته إلى اللغات الأجنبية -ترجمة بيرغ نموذجا- الجزء السابع: تحريف أخطاء التقديم والتأخير -2-

عبدالإلاه خالي
(Abdelilah Khali)

2021 / 10 / 19
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


في المقال السالف عالجنا مفهوم التقديم والتأخير، وفي هذا المقال نتناول كيفية تجلي هذا الأسلوب البلاغي في الأدب العالمي وفي القرآن؟
طبع التقديم والتأخير ( hysteros proteros باليونانية[1] ) مسيرة الأدب العالمي بمختلف لغاته مخلّدا بذلك "صفحة رائعة في تاريخ الفقه اللغوي"[2].
ـ فألبير كامي يقول في روايته الطاعون: « دون أن يُعْرَف أَمِنَ الشمس أمْ مِن الطاعون هُم يحتمون »
» sans qu’on pût savoir si c’était de la peste ou du soleil qu’on entendait ainsi se protéger [3]«

ـ والروائي تشارلز ديكنز يقول في روايته "مذكرات بِيكوِيك" على لسان الحوذي: « إنه يَسقُط حينما يُنزَع من المركبة، ولكن حينما يُشَدّ إليها ويُمسَك بحزم ويُربَط بإحكام، لايسقُط »
»He always falls down when he s took out o the cab, "continued the driver", "but when he s in it, we bears him up werry tight, and takes him in werry short, so as he can t werry well fall down [4]«

- وجون بول سارتر في روايته الغثيان يقول: « شمس ساحرة، مع ضباب خفيف يعِد بطقس جميل هذا النهار »
» Un soleil charmant, avec une brume légère qui promet du beau temps pour la journée [5]«

- ونجيب محفوظ يقول: « وامتلأ الجو برائحة خشبية وأصوات النشر والدق والحك وقرقرة الجوز يدخنها أربعة زبائن جلسوا عند مدخل الدكان يتحادثون »[6].

- وتوفيق الحكيم يقول: « "وجود أغنياء وفقراء وسعداء وتعساء على هذه الأرض"!... من أجل هذه المشكلة وحدها ظهرت الرسل والأنبياء!... »[7].

- والشاعر الأندلسي ابن زيدون يقول متحسرا على معشوقته ولادة بنت المستكفي:
أَضْحَى التَنائي بَديلاً مِن تَدانِينا * وَنابَ عَنْ طِيبِ لُقْيانا تَجافِينا[8]

- وأبو فراس الحمداني في رائعته "أراك عصي الدمع" يقول:
بَلَى أنا مُشْتاقٌ وَعِنْدِيَ لَوْعَةٌ * وَلَكِنَّ مِثْلِي لا يُذاعُ لهُ سِرُّ [9]

- والمتنبي يقول:
عَلى قَدْرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ * وَتَأتي عَلى قَدْرِ الكِرامِ المَكارِمُ[10]

لاحظ - عزيزي القارئ – جمال التقديم والتأخير في هذه النصوص البشرية، فالإبداع باد تطرب له أذن كل سامع، لأن انزياح الكلمة عن مكانها الافتراضي إنما جاء لخدمة دلالة بلاغية من غير المس ببيان المعنى ووضوحه.
ولم يشذ القرآن عن القاعدة، فقد استعمل بدوره أسلوب التقديم والتأخير، لكنه لم ينتج بهذه الظاهرة غير التهافت والركاكة، وتهافته كما ركاكته لم يقتصرا على المفردة داخل الجملة بل تعدّياها إلى الجملة داخل الفقرة بل وإلى الفقرة داخل السورة![11]
فانظر كيف تقدم الحلّ على الإشكال في سورة البقرة، إذ أمر الإسرائيليين بذبح بقرة: ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً.. ﴾[12] دون ذكر السبب، حتى قيل بعد خمس آيات: ﴿ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَٱدَّارَأْتُمْ فِيهَا وَٱللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ﴾[13] ، فتبين أن السبب هو تمكينهم من معرفة القاتل بعد أن اختلفوا في هويته!
وانظر كيف قَدَّمَ النتيجة عن السبب في قصة لوط إذ قال: ﴿ فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرِينَ. وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَّطَراً فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ ﴾[14]! والصواب أن يقول: ( وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَّطَراً فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ. فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرِينَ )، لأن نجاة لوط وإغراق امرأته حدثان وقعا بعد العاصفة المطرية لا قبلها.
وانظر كيف قدم التعليم على خلق الإنسان في قوله: : ﴿ ٱلرَّحْمَـٰنُ عَلَّمَ ٱلْقُرْآنَ خَلَقَ ٱلإِنسَانَ ﴾[15]! الشيء الذي يجعلك تتساءل عن محل التعليم ما دام الخَلقُ لم يقع بعدُ؟!
وانظر كيف قدم النتيجة عن سببها في قصة إبراهيم: ﴿ وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴾[16]! والصواب تقديم البشرى وتأخير الضحك، لأن زوجة إبراهيم ما ضحكت إلا بعد أن بُشِّرَت بأنها ستحبل وقد بلغت التسعين من عمرها!
وانظر كيف قدم التفرقة على الاختلاف في قوله: ﴿ وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾[17]، مع أن الاختلاف هو الذي تسبب في الفرقة!
وانظر كيف قدم تنفيذ الوصية على أداء الدَّيْنِ في قوله: ﴿ يُوصِيكُمُ ٱللَّهُ فِيۤ أَوْلَٰدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ ٱلأُنْثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَآءً فَوْقَ ٱثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا ٱلنِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا ٱلسُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُنْ لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ ٱلثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ ٱلسُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَآ أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً ﴾[18]، مع أن أداء الديْن أولى وأسبق من إنفاذ الوصية شَرْعًا!
وانظر كيف أخّر الفجر في قوله: ﴿ .. وَكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلْخَيْطُ ٱلأَبْيَضُ مِنَ ٱلْخَيْطِ ٱلأَسْوَدِ مِنَ ٱلْفَجْرِ.. ﴾[19] مع أن الفجر لا سواد فيه! والصواب: ( وَكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلْخَيْطُ ٱلأَبْيَضُ مِنَ ٱلْفَجْرِ مِنَ ٱلْخَيْطِ ٱلأَسْوَدِ مِنَ اللّيْلِ.. ).
وانظر كيف زاوج بين الليل والنهار بشكل معطوب في قوله: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱبْتِغَآؤُكُمْ مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ﴾[21]! فتأخير الابتغاء يفيد أن الليل والنهار كلاهما للمنام![22]
وانظر كيف قدم الابتلاء على الخلقة في قوله: ﴿ إِنَّا خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً ﴾[23] مع أن الابتلاء لا يقع إلا بعد تمام الخلقة! فالصواب قوله: ( إِنَّا خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً لِنَّبْتَلِيهِ ).
وانظر لقوله: ﴿ لِّيُدْخِلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ ٱللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً ﴾[24]! وتأمَّل كيف جعل إدخال المؤمنين والمؤمنات الجَنَّةَ مقدَّما على تكفير السيئات، والصواب يقضي بأن يكون تكفير السيئات أولا، ثم دخول الجنة ثانيا إذ لا دخول للجنة إلا بعد تكفير السيئات!
وانظر لقوله: ﴿ ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ ٱلْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾[25]! وتأمل كيف قدم التسبيح على الإيمان ولا يكون التسبيح إلا بعد الإيمان!
وانظر كيف قدم الاستئناس على السلام في قوله: ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُواْ وَتُسَلِّمُواْ عَلَىٰ أَهْلِهَا ذٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾[26] مع كون السلام أسبق في الوجود إذ لا يحصل الاستئناس إلا بعد السلام واللقاء!
وانظر كيف قدم إراحة الإبل على تسريحها في قوله: ﴿ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ ﴾[27] مع أن التسريح سابق على الإراحة توقيتا، ولا رواح بدون سراح!
وانظر كيف قدم الإهلاك على مجيء البأس في قوله: ﴿ وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَآءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ ﴾[28] مع أن الهلاك ناتج عن حدوث البأس!

يتبع
الهوامش:
[1] ومعناها: "الأخير الأوّل"، أي: "الأخير أوَّلًا".
[2] Maria Kazanskaya. L hystéron-protéron dans le corpus servien. dans Fragments d érudition: Servius et le savoir antique. publié par Alessandro Garcea, Marie-Karine Lhommé & Daniel Vallat, Georg Olms Verlag. 2016. P 299.
[3] Albert Camus. La Peste. Epub. 1947. P 114.
[4] Charles Dickens. Posthumous Papers Of The Pickwick Club. by Chapman and Hall. London. 1837. P 6.
[5] Jean-Paul Sartre. La Nausée. Éditions Gallimard. 1938. P 118.
[6] نجيب محفوظ. أولاد حارتنا. دار الآداب. بيروت. الطبعة السادسة. 1986. ص 243.
[7] توفيق الحكيم. عصفور من الشرق. دار مصر للطباعة. 1938. ص 86.
[8] ديوان ابن زيدون. تحقيق يوسف فرحات. دار الكتاب العربي. بيروت. الطبعة الثانية. 1994. ص 298.
[9] ديوان أبي فراس الحمداني. شرح خليل الدويهي. دار الكتاب العربي. بيروت. الطبعة الثانية. 1994. ص 162.
[10] ديوان المتنبي. دار بيروت للطباعة والنشر. بيروت. 1983. ص 385.
[11] نعم، لم يَخْلُ القرآن من تقديم بليغ، فقوله: ﴿ وَجَآءَ مِنْ أَقْصَا ٱلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ.. ﴾ يحمل بلاغة ظاهرة في تقديم شبه الجملة ( مِنْ أَقْصَا ٱلْمَدِينَةِ )، إذ لو أخِّرت لتُوُهِّمَ أنها تتعلق ب"يسعى"، وَلَصَارَ المعنى أنّ الرجل جاء يجري من أقصى المدينة، لا أنّ الرجل المؤمن الذي جاء يجري هو رجل من أقصى المدينة؛ فالتقديم في هذه الآية يفيد أنّ بُعد الرجل لم يمنعه من الإيمان وأن رحمة الله تَسَعُ القريب والبعيد، ولو وقع التأخير ما حصلت هذه الفائدة. وللوقوف على بلاغة التعبير القرآني تأمّل ترجمة بيرغ للآية، إذ أخَّر ﴿ مِنْ أَقْصَا ٱلْمَدِينَةِ ﴾ فضاعت تلك الفائدة:
﴾ Så kom en mann løpende fra lengst borte i byen.. ﴿
أي:
( وجاء رَجُلٌ يسعى من أقصى المدينة.. )
وتتجلى البلاغة كذلك في قوله: ﴿ سَآءَ مَثَلاً ٱلْقَوْمُ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ ﴾، فتقديم "أنفسهم" يحصر الظلم فيهم، فلو قال: "كانوا يظلمون أنفسهم" لَشَمَلَ الظلمُ ظلمَهُم لأنفسهم ولغيرهم. يقول الشعراوي: [ وحين تجد معمولاً تقدم على عامله - قاعدة نحوية - فاعلم أن هناك ما يسمى بالقصر في علم البلاغة، وقد نقول: "يظلمون أنفسهم" ويصح أن تعطف قائلاً: ويظلمون الناس. ولكن حين نقول: أنفسهم يظلمون، فمعنى ذلك أنه لا يتعدى ظلمهم أنفسهم، ويكون الكلام فيه قصر وتخصيص، مثلما نقول: "لله الأمر من قبل ومن بعد"، أي أن الأمر لا يتعدى إلى غيره أبداً ]. وقد ضاعت فائدة هذا التقديم في ترجمة بيرغ إذ أخر "أنفسهم"، فتأمل:
﴾ Det står ille til med det folk som forkastet Vårt ord, og gjorde urett som rammet dem selv ﴿
أي:
( سَآءَ مَثَلاً ٱلْقَوْمُ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ يَظْلِمُونَ أَنفُسَهُمْ )
[12] سورة البقرة. الآية 67 وما بعدها.
[13] سورة البقرة. الآية 72.
[14] سورة الأعراف. الآيتان 83، 84.
[15] سورة الرحمن. الآيات 1، 2، 3.
[16] سورة هود. الآية 71.
[17] سورة آل عمران. الآية 105.
[18] سورة النساء. الآية 11.
[19] سورة البقرة. من الآية 187.
[20] سورة طه. الآية 70.
[21] سورة الروم. الآية 23.
[22] قال الزمخشري في الكشاف: [ هذا من باب اللفّ والنشر وترتيبه: ومن آياته منامكم وابتغاؤكم من فضله بالليل والنهار ]!
[23] سورة الإنسان. الآية 2.
[24] سورة الفتح. الآية 5.
[25] سورة غافر. من الآية 7.
[26] سورة النور. الآية 27.
[27] سورة النحل. الآية 6.
[28] سورة الأعراف. الآية 4.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رد موضوعي
العروصي شكيب ( 2021 / 10 / 21 - 08:46 )
ذكر الكاتب ان التقديم والتأخير في القران كله تهافت وركاكة. وهذا تعميم متطرف يجعل هذا البحث فاقدا للموضوعية ولشروط البحث العلمي. لقد تضمن القرآن التقديم والتأخير البلاغي، وما عليك إلا ان تطالع كتابات علماء الإسلام لتقف على وجوه البلاغة والاعجاز في التقديم والتاخير القرآني.


2 - اغرض القران
هلال السامرائي ( 2021 / 10 / 21 - 08:52 )
للتقديم والتأخير أغراض بلاغية متعلقة بالسياق ومقتضياته.
ومثال ذلك في القرآن قول الله تعالى: (ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم) (الأنعام: 151)، وقوله تعالى: (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم) (الإسراء: 31)، ففي الأنعام تقدم الوعد برزق الآباء قبل الأولاد وفي الإسراء تقدم الوعد برزق الأولاد قبل الآباء، فما السر في ذلك؟السبب في ذلك أن آية الأنعام جاء فيها النهي عن قتل الأولاد بسبب الفقر بدليل قوله تعالى (من إملاق) فالفقر واقع على الآباء لذلك اقتضى السياق أن يكون الوعد للآباء بالزرق قبل الأولاد، أما السياق في آية الإسراء جاء فيه النهي عن قتل الأولاد خوفاً من الفقر بدليل قوله تعالى: (خشية إملاق) الذي لم يقع عليهم بعد ولكنهم يخافونه بسبب كثرة الأولاد، فاقتضى السياق تقديم الوعد برزق الأولاد قبل رزق الآباء، وذلك من تمام بلاغة القرآن، وفي هذا المعنى قال أبو حيان في البحر المحيط: (وجاء التركيب هنا - أي في الأنعام- (نحن نرزقكم وإياهم) وفي الإسراء (نحن نرزقهم وإياكم)، فيمكن أن يكون ذلك من التفنن في الكلام.


3 - اغراض القران
هلال السامرائي ( 2021 / 10 / 21 - 08:59 )
ويمكن أن يقال في هذه الآية جاء (من إملاق) فظاهره حصول الإملاق للوالد لا توقعه وخشيته وإن كان واجداً للمال فبدأ أولاً بقوله: (نحن نرزقكم) خطاباً للآباء وتبشيراً لهم بزوال الإملاق وإحالة الرزق على الخلاَّق الرَّزاق، ثم عطف عليهم الأولاد، وأما في الإسراء فظاهر التركيب أنهم موسرون وأن قتلهم إياهم إنما هو لتوقع حصول الإملاق والخشية منه فبُدئ فيه بقوله: (نحن نرزقهم) إخباراً بتكفله تعالى برزقهم، فلستم أنتم رازقيهم وعطف عليهم الآباء وصارت الآيتان مفيدتان معنيين، أحدهما: أن الآباء نـُهوا عن قتل الأولاد مع وجود إملاقهم، والآخر: أنهم نـُهوا عن قتلهم وإن كانوا موسرين لتوقع الإملاق وخشيته، وحمل الآيتين على ما يفيد معنيين أولى من التأكيد) انتهى كلامه.


4 - تعقيب على علاء السامرائي
علاء الدين ( 2021 / 10 / 21 - 09:05 )
وهذا مثال آخر للتقديم والتأخير في القرآن الكريم زيادة في البيان وترسيخاً لهذا المعنى في الأذهان، وذلك في قوله تعالى: (ولله ما في السموات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم) (آل عمران: 129)، وقوله تعالى: (ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء والله على كل شيء قدير) (المائدة: 40).
ففي آل عمران قدم المغفرة على العذاب، وفي المائدة قدم العذاب على المغفرة، فما السر في ذلك؟!


5 - تعقيب على هلال السامرائي
علاء الدين ( 2021 / 10 / 21 - 09:08 )
الجواب أن المتأمل لسياق الآية في آل عمران يجدها مسبوقة بقوله تعالى: (ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون) (آل عمران: 128)، ومعنى الآية أن النبي عليه الصلاة والسلام لما قـُتل عمه حمزة رضي الله عنه في أُحُد ومُثِل به، أراد أن يمثل بهم كما فعلوا بعمه، فأخبره الله تعالى أن أمرهم لله عزَّ وجل، فإما أن يغفر لهم وإما أن يعذبهم، وترغيباً لهم في التوبة ذُكرت المغفرة قبل العذاب وختمت الآية بقوله تعالى: (والله غفور رحيم)، أما الآية في المائدة فقد سبقت بقول الله عزَّ وجل: (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالاً من الله والله عزيز حكيم فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم) (المائدة: 38-39)، والمراد تخويف السارق والسارقة من هذه الكبيرة، مع الوعد بالتوبة إن رجعوا وتابوا عن ذلك، وناسب ذلك أن يتقدم ذكر العذاب على المغفرة تخويفاً للناس وزجراً لهم عن ارتكاب هذا الذنب العظيم، لذلك ختمت الآية بقوله تعالى: (والله على كل شيء قدير)، أي قادرٌ على العقوبة وقادرٌ على المغفرة


6 - ام على قلوب اقفالها
اعمومو الحوراني ( 2021 / 10 / 21 - 09:19 )
أيها الجاهل هذه المواضيع قتلت بحثا وجوابا لدى العلماء فالقصد من تقديم التعليم وتأخير الخلق في قوله تعالى ( ٱ-;-لرَّحْمَـٰ-;-نُ عَلَّمَ ٱ-;-لْقُرْآنَ خَلَقَ ٱ-;-لإِنسَانَ ) هو التدليل على عظمة القرآن وتبيان أن الإنسان لم يخلق إلا لأجل تعلم القرآن. وذهب بعض العلماء إلى أن تعليم القرآن وقع على جبريل وبقية الملائكة وليس على الإنسان. وقد يكون المراد بالتعليم التأشير أي جعله علامة وآية..


7 - ام على قلوب اقفالها
اعمومو الحوراني ( 2021 / 10 / 21 - 09:24 )
أيها الجاهل لا خطأ في القرآن فزوجة إبراهيم ضحكت تعجبا من امتناع الضيوف عن الأكل من طعام هيآه بنفسيهما لهم. وقد تكون ضحكت من قوم لوط الغافلين بعد أن جاءت رسل الله لهلاكهم. وقد تكون ضحكت لظنها أنهم يريدون عمل قوم لوط. وقد يكون قوله: «فضحكت» يعني فـي هذا الـموضع: فحاضت..
أيها الجاهل قدم الوصية لأنهم كانوا يتساهلون في تنفيذها ويؤخرونها بخلاف الدين.


8 - و قد يكون
ايدن حسين ( 2021 / 10 / 21 - 09:48 )
اعمومو الحوراني
انت الجاهل و ليس الكاتب المحترم
كم مرة استعملت العبارة و قد يكون و قد يكون .. في تفسير هذا الكتاب المبين الذي لم يفهمه و لن يفهمه احد الى يوم الدين
و الدليل
فيه ايات متشابهات .. وابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله .. و ما يعلم تأويلها الا الله
هل لك ان تقول لنا .. لماذا ينزل الله ايات لا و لن يعلم تأويلها الا الله
هل للتسلي او اللعب او الحشو
بل هذه الايات ممنوع على الناس فهمها او تأويلها و يكون عملهم هذا ابتغاء للفتنة
..


9 - بلاغة التقديم والتاخير
عبدالعلي حامي الدين ( 2021 / 10 / 21 - 10:03 )
.التقديم والتأخير في القرآن كله بلاغة سيدي الكاتب


10 - التقديم القراني اعجاز
كرم كرم ( 2021 / 10 / 21 - 10:20 )
التقديم والتأخير بلاغة لغوية تميز القرآن عن غيره من الكتب، وانظر لقوله تعالى: ( وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـٰ-;-كِن كَانُوۤ-;-اْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ )
[ في هذه الآيات جميعها يقدم المفعول به (أنفسهم) على الفعل (يظلمون) ليجعل ما حصل لهم بما فعلوا هم أنفسهم فاستحقوا ذلك لأن وبال العصيان راجع عليهم ]. وهذه بلاغة إعجازية لم تتمكن أي ترجمة للقرآن نقلها


11 - الرازي
عبد الحسين سلمان ( 2021 / 10 / 21 - 13:40 )
وانظر كيف قدم التعليم على خلق الإنسان في قوله: : ﴿-;- ٱ-;-لرَّحْمَـٰ-;-نُ عَلَّمَ ٱ-;-لْقُرْآنَ خَلَقَ ٱ-;-لإِنسَانَ ﴾-;-[15]! الشيء الذي يجعلك تتساءل عن محل التعليم ما دام الخَلقُ لم يقع بعدُ؟!

في تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي: شرح واف للاية 1-2-3 من سورة الرحمن

https://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=1&tTafsirNo=4&tSoraNo=55&tAyahNo=2&tDisplay=yes&Page=3&Size=1&LanguageId=1


12 - ردود الكاتب على التعليقات
عبدالإلاه خالي ( 2021 / 10 / 21 - 17:04 )
.السيد العروصي شكيب: لو قرأت مقالي بإمعان لما كتبتَ ما كتبت
!السيد هلال السامرائي: عبِّر عن أفكارك ولا تجتر أقوال الغير
السيد علاء الدين عبِّر عن أفكارك ولا تنقل أقوال الغير، فالمثال الذي جئتَ به هو تتمة لموضوع
!موجود بالشبكة العنكبوتية نقل بعضَه صديقك هلال السامرائي
السيد اعمومو الحوراني: دعك من أقوال الفقهاء والمفسرين، إن هي إلا ترقيعات غرضها ستر
!عورات القرآن
!سيدي المحترم عبدالعلي حامي الدين: حبذا لو ذكرتَ لنا وجوه تلك البلاغة تعميقا للنقاش


13 - ردود الكاتب على التعليقات
عبدالإلاه خالي ( 2021 / 10 / 21 - 17:28 )
:السيد كرم كرم
لقد زعمت زعمين: الأول أن التقديم بالآية ( وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـٰ-;-كِن كَانُوۤ-;-اْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) بلاغة إعجازية، والثاني أن ما من ترجمة استطاعت نقل هذا التقديم
الزعم الأول لا أساس له، وما عليك إلا أن تلقي نظرة على ما سبق الآية وما لحق بها لتدرك أن كاتب القرآن لم يفعل ذلك إلا حفاظا على فواصل الآي النونية: ( تشكرون، المحسنين، خالدون، تعقلون، يبصرون، مهتدين )؛ فالفاصلة لدى هذا الكاتب أشبه بالقافية عند الشاعر يتشبت بموسيقاها تشبت الرضيع بحلمة أمه
أما الزعم الثاني فتنقصه الدقة لأن الترجمة النرويجية مثلا حافظت على التركيب القرآني وقدَّمَت المفعول به على الفعل. فتأمل
Albaqarah 57: ﴾-;- For Oss rammet de ikke med sin urett. Det -var-dem selv det slo tilbake på-;-. ﴿-;-
أي:
( وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـٰ-;-كِن كَانُوۤ-;-اْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ )


14 - ردود الكاتب على التعليقات
عبدالإلاه خالي ( 2021 / 10 / 21 - 17:48 )
:سيدي ايدن حسين المحترم
الشكر كل الشكر على ردك المفحِم! إن ما ذكره ذلك المعلق ( بكسر اللام لا بفتحها ) حجة عليه ولكن لا يفقهون


15 - نصيحة لغايات نجاح البحث
ابراهيم الثلجي ( 2021 / 10 / 21 - 22:02 )
اخي الكريم من حقك التدبر والتحقق لتخرج الى فضاء التاكد فالاعتقاد بما يرجحه عقلك
وللتحق طرق شتى ولكن لا تستعجل خدمة فكرة تراودك لانك ستذهب بعيدا لان المتحقق يجب عليه ان يكون حياديا حتى مع نفسه ليصل الى حقيقة يرجوها
فمثلا من اول كتابتك ولم تطرح بعد اي فكرة او تحليل ابتدات بالطعن والتحقير كانك معك ثار مع هذا الكتاب مما سيطفيء حرارة اي مجهود او بحث ستقدمه لاحقا
وكباقي التحريضات التي تعودنا عليها بان اصحابها اصحاب اجندة ومملة ايضا ليس لها اي هدف
فالقران لا يتبع لاي قواعد التي هي ذاتها اخذت من رتابة القران الكريم
ونقطة هامة عليك ان تعرفها جيدا لابحاثك بان كلام الله لا فيه لا تقديم ولا تاخير بل كلمات هذا هو محلها وانما فزلكة البعض عن حسن نية او سوئها خرج علينا بهذه المصطلحات
فاي تقديم ليس خادما للمعنى والمشهد هو خطا وفذلك لغوية تافهة لا تعطي جمالا ولا تظهر معنى الا في اشعار غناء العوالم والاعراس
اما عن ايدن فهذا خارج النص بيلخبط يمي شمال ويكذب كثيرا ليروج عن عقم فهمه
فمن اين اتى بانه لا يعلم تاويله الا الله ونقطة وسطر جديد فليه ما ياتي بالاية كاملة لو احب الفهم مش الفتنة والتدليس فقط


16 - الرازي-1
عبد الحسين سلمان ( 2021 / 10 / 22 - 12:15 )
السيد عبدالإلاه خالي المحترم
تحية طيبة لكم.

وبما أن حضرتكم بدأت بكتابة اجوبة على التعليقات , فهذا يعني انكم فتحتم باب الحوار.
في البداية : أنا موقفي من الدين هو موقف ماركسي والذي يعتبر الدين هو تزوير الواقع , وهذا ورد في الموضوعة الرابعة فيورباخ .
ولتسمح لي بالقول: أن اعتراضي هو ان حضرتكم دخلا في صراع مع مفردات قرأنية ( أكل عليها الدهر و شرب) وهناك العشرات من التفاسير المتضاربة والتي ( تدوخ) المرء حين يقرأها.
كتب حضرتكم مايلي:
وانظر كيف قدم التعليم على خلق الإنسان في قوله: : ﴿-;- ٱ-;-لرَّحْمَـٰ-;-نُ عَلَّمَ ٱ-;-لْقُرْآنَ خَلَقَ ٱ-;-لإِنسَانَ ﴾-;-[15]! الشيء الذي يجعلك تتساءل عن محل التعليم ما دام الخَلقُ لم يقع بعدُ؟!

بمعنى ان حضرتكم فهم من هذه الآية أن الله ( قدم التعليم على خلق الانسان) ؟؟

الجواب عند فخر الدين الرازي في تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير.
يتبع لطفاً....


17 - الرازي-2
عبد الحسين سلمان ( 2021 / 10 / 22 - 12:27 )
يقول الرازي:
فيه مسائل: المسألة الأولى: في وجه الترتيب وهو على وجهين أحدهما: ما ذكرنا أن المراد من علم علم الملائكة وتعليمه الملائكة قبل خلق الإنسان، فعلم تعالى ملائكته المقربين القرآن حقيقة يدل عليه قوله تعالى:{ إِنَّهُ لَقُرْءانٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَـٰ-;-بٍ مَّكْنُونٍ * لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ ٱ-;-لْمُطَهَّرُونَ } [الواقعة: 77 ـ 79] ثم قال تعالى:{ تَنزِيلٌ مّن رَّبّ ٱ-;-لْعَـٰ-;-لَمِينَ } [الواقعة: 80] إشارة إلى تنزيله بعد تعليمه، وعلى هذا ففي النظم حسن زائد وذلك من حيث إنه تعالى ذكر أموراً علوية وأموراً سفلية، وكل علوي قابله بسفلي، وقدم العلويات على السفليات إلى آخر الآيات، فقال: { عَلَّمَ ٱ-;-لْقُرْءَانَ } إشارة إلى تعليم العلويين، وقال: { عَلَّمَهُ ٱ-;-لبَيَانَ } إشارة إلى تعليم السفليين، وقال:{ ٱ-;-لشَّمْسُ وَٱ-;-لْقَمَرُ } [الرحمـٰ-;-ن: 5] في العلويات وقال في مقابلتهما من السفليات:{ وَٱ-;-لنَّجْمُ وَٱ-;-لشَّجَرُ يَسْجُدَانِ } [الرحمٰ-;-ن: 6].


18 - بلاغة التقديم والتأخير
عبدالعلي حامي الدين ( 2021 / 10 / 23 - 15:21 )
طلب مني الكاتب الإتيان بوجوه التقديم القرآني الدالة على بلاغة هذ الأسلوب في القرآن فها أنذا أقول تمثيلا لا حصرا: تخصيص الله بالعبودية في قوله تعالى { إياك نعبد إياك نستعين } أي: نخصك بالعبادة فلا نعبد سواك, ونخصك
بالاستعانة فلا نستعين بأحد غيرك.
وقال تعالى أيضا: { إن كنتم إياه تعبدون } أي: إن كنتم تخصونه بالعبادة دون .
غيره
أليست هذه بلاغة أسلوبية في التقديم والتأخير القرآني؟


19 - ردود الكاتب
عبدالإلاه خالي ( 2021 / 10 / 24 - 00:36 )
عزيزي إبرهيم الثلجي: البحث الأدبي يختلف عن البحث العلمي كثيرا والمنهجية أمّ هذا الاختلاف. علاوة على هذا أقول أن موقفي من القرآن إنما جاء بعد البحث لا قبله. كن أنت موضوعيا وامنح لنفسك الحرية في قراءة القرآن دون تقديس، ساعتها ستجد نفسك أمام كتاب بشري تملأه الأخطاء.

سيدي عبدالحسين المحترم: كنتُ أود سماع رأيك لا رأي الرازي خصوصا وأنت ماركسي على حد قولك. الغريب أنك أشرت لموقف ماركس من الدين في الموضوعة الرابعة فيورباخ حيث ذهب هذا المفكر العظيم ( ماركس ) إلى أن الدين هو تزوير للواقع، أفلا ترى أن الرازي زوّر واقع القرآن بإضافته لمنطوق الآية ما ليس منه إذ قال أن التعليم واقع على الملائكة لا على الإنسان؟!
آية أخرى: ﴿-;- واستعينوا بالصبر والصلاة ﴾-;-!!!


20 - ردود الكاتب
عبدالإلاه خالي ( 2021 / 10 / 24 - 00:40 )
السيد عبدالعلي حامي الدين المحترم: ما بدا لك بلاغة هو في الحقيقة تصرُّفٌ في ترتيب عناصر الجملة بغية الحفاظ على الفاصلة لا أقل ولا أكثر. فلو قال: ( نعبدك ونستعين بك ) لفَقَدَ النّظمُ الفاصلةَ النونيةَ، إذ جاء في الآية الأولى: ( الدين، نستعين، المستقيم، الضالين )، وفي الآية الثانية: ( يعقلون، تعبدون
لو قصد القرآن بهذا التقديم الاختصاص أي تخصيص الله بالعبادة والعون دون غيره لمَا قال في
!!! ( آية أخرى: ﴿-;- واستعينوا بالصبر والصلاة


21 - بلاغة التقديم والتأخير في القرآن
عبدالعلي حامي الدين ( 2021 / 10 / 26 - 08:17 )
وما العيب في الجمع بين البلاغة التخصيصية والحفاظ على القافية؟
ثم أين استهداف الفاصلة في الآية الكريمة: ﴿-;- بل الله فاعبد وكن من الشاكرين ﴾-;-، فقبلها قال: ( وَلَقَدْ أُوْحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى ٱ-;-لَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱ-;-لْخَاسِرِينَ )، وبعدها قال: ( وَمَا قَدَرُواْ ٱ-;-للَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَٱ-;-لأَرْضُ جَمِيعـاً قَبْضَـتُهُ يَوْمَ ٱ-;-لْقِيَـٰ-;-مَةِ وَٱ-;-لسَّمَٰ-;-وَٰ-;-تُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ-;- عَمَّا يُشْرِكُونَ )؟
ألم يكن بإمكان ( كاتب القرآن ) أن يقول: ﴿-;- بل اعبد الله وكن من الشاكرين ﴾-;- فيتجنب بذلك التقديم والتأخير وفي نفس الوقت يحافظ على نفس الفاصلة النونية؟
عزيزي عبدالإلاه خالي إن تقديم المفعول ( الله ) في هذه الآية هَدَفُهُ تخصيص االله سبحانه وتعـالى بالعبادة وحده دون غيره، وليس المحافظة على الفاصلة


22 - رد على السيد عبدالعلي حامي الدين
عبدالإلاه خالي ( 2021 / 10 / 28 - 18:50 )
دعني أقول أن الأغلبية العظمى من تقديمات القرآن سببها اهتمام الكاتب بالفاصلة، لكن هناك عوامل أخرى ارتبط بها هذا الأسلوب القرآني كالقُصُور اللغوي لدى كاتب القرآن وكالنقل الحرفي لتعابير الغير
أما تلك الغايات التي ملأ بها الفقهاء مجلداتهم ومنها غاية التخصيص التي ذَكرتَ في تعليقك فما هي إلا توهمات فصّلوها على تقديمات القرآن تفصيلا
نعم ورد بالقرآن تقديم بلاغي، لكنه تقديم منقول عن كتابات قديمة سابقة على زمن محمد كالشعر والنثر الجاهليين، فافهم مع التحية والتقدير



23 - جواب غير مقنع
عبدالعلي حامي الدين ( 2021 / 10 / 29 - 14:57 )
:السيد عبدالإلاه خالي! جوابك غير مقنع من وجهين
- الوجه الأول: عدم الموضوعية في ردك، فما كان رديئا اعتبرته خطأ، وما كان بليغا عددته منقولا عن شعر قديم أو نثر سابق
- الوجه الثاني: إنكارك لغايات التقديم والتأخير في القرآن. إن الإعجاز القرآني يتجلى في جمعه بين جمال النظم وبلاغة التعبير في التركيب الواحد، فالقرآن حافظ بواسطة التقديم والتأخير على فواصل الآي وفي نفس الوقت استهدف معاني سامية إضافية لا يؤديها التركيب اللغوي المألوف، وهنا تكمن البلاغة الإعجازية للقرآن
:تأمل سيدي هذه الغايات
تقديم الاهتمام والتهمم كقوله تعالى: ﴿-;- وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴾-;-، وقوله تعالى: ﴿-;- كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ ﴾-;-. والأصل: ( يجحدون بآياتنا ) و ( يظلمون بآياتنا )، لكنه قَدَّمَ ( آياتنا ) لبيان أهمية كلامه سبحانه وتعالى مع اعتناءه بالفاصلة الواردة في الآية


24 - جواب غير مقنع
عبدالعلي حامي الدين ( 2021 / 10 / 29 - 15:04 )
تقديم التشريف كقوله تعالى: ﴿-;- يُخْرِجُ ٱ-;-لْحَيَّ مِنَ ٱ-;-لْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ ٱ-;-لْمَيِّتَ مِنَ ٱ-;-لْحَيِّ ﴾-;-، وكقوله: ﴿-;- وَمَا يَسْتَوِي ٱ-;-لأَحْيَآءُ وَلاَ ٱ-;-لأَمْوَاتُ ﴾-;-، إذ قدم الحياة على الموت للتدليل على شرف الحياة، وفي نفس الوقت حافظ على القافية. ومن هذا التقديم أيضا قوله تعالى: ﴿-;- أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ ٱ-;-لْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ أَفَلاَ يَسْمَعُونَ. مَتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ ﴾-;- حيث قدَّم العاقل ( لكم ) على غير العاقل ( أنعامكم ) تشريفا للعاقل، وفي ذات الآن حافظ على الفاصلة


25 - انتظار الجواب
عبدالعلي حامي الدين ( 2021 / 11 / 4 - 08:43 )
حضرة الكاتب المحترم: هل إحجامك عن الرد يعني أنك اقتنعت بأن التقديم والتأخير في كتاب الله تعالى هو بلاغة إعجازية من رب العالمين

اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE