الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى لا يظلَّ التنويريون بين أنياب الظلاميين!

فاطمة ناعوت

2021 / 10 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في ظل "الجمهورية الجديدة" التي تُشيّد على العلم والعدل والتنمية والتنوير وإعمال العقل ونشر قيم الوعي الديني المحمودة لمحاربة قوى الظلام التي تهدم الأوطان وتشوه الدين الإسلامي العدل، نناشد المُشرّع المصري ومجلس النواب بإلغاء المادة-98 من قانون العقوبات المصري، المعروفة باسم "ازدراء الأديان"، تلك المادة الهلامية المطاطة التي حوربنا بها وحوربتْ بها من قبلنا عقولٌ نيّرة تحبُّ اللهَ وتحبُّ الوطنَ، ويُحارب بها اليوم أحد المفكرين الإسلاميين من أبطال حرب أكتوبر المجيدة ضد الغاشم الصهيوني، فيتم نهشُ جسده الواهن بالملاحقات القضائية الكيدية التي رفعها ضده نفرٌ ممن يسعون للشهرة وإرضاء قوى الظلام في مصر. نطالبُ بإلغاء تلك المادة أو وضع ضوابطَ محددةٍ لها لكيلا يتخذها الأدعياء الظلاميون وتجارُ الدين والإخوان فرسًا حرونًا أرعنَ يدهسون به كل عقل يفكر لصالح الدين وصالح الوطن.
لا يكف الظلاميون والمهووسون بالشهرة عن الملاحقات القضائية الكيدية ضد المفكرين والتنويريين والمثقفين الذين يسعون لإعلاء قيم العلم والعدل والحق والوطن؛ وكلها قيم عُليا أمرنا اللهُ تعالى بإعلائها والحفاظ عليها. المادة 98، أو "ازدراء الأديان"، وضعت في الأساس لحماية المسيحيين من تغوّل المتطرفين الإسلاميين، فتحولت مع الوقت إلى سيف على رقاب التنويريين، عصفت بقامات فكرية عملاقة مصرية وعربية لصالح تجار الدين الأدعياء الذين يرتزقون من غفلة الناس وتشويه الدين وهدم الوطن. كُفِّر وسُجن وقتل مستنيرون كبارٌ ومفكرون إسلاميون وطنيون كانوا يسعون بكل ما يملكون من علم ومعرفة وإيمان إسلامي عميق، إلى نُصرة الإسلام بتنقيته من الدسائس التي زرعها فيه بعض الفقهاء لتكريس فكرة أن الإسلام يدعو إلى العنف والنقل الغيبي غير العقلي ويشرعن الترويع والظلم لغير المسلم، والدينُ بريء من كل هذا، بل يدعونا اللهُ لإعمال العقل والعدل والرحمة والبناء والارتقاء ونبذ الفتن، وهو ما يرفضه من يلاحقوننا بالقضايا ويسعون إلى سجن كل عقل يفكر ويدعو إلى العدل المجتمعي والتسامح الديني والارتقاء بالوطن. المحتسبون الذين يلاحقوننا بالقضايا الكيدية لتكميم الأفواه، لا يقدمون للوطن إلا ترويع المثقفين وكل ذي رأي من أجل تعطيل مسيرة الوطن نحو الارتقاء والتنمية التي يصنعها الرئيس السيسي والقيادة السياسية في "الجمهورية الجديدة" منذ سنوات سبع. لا يليق بنا في الجمهورية الجديدة التي يشيدها الرئيسُ السيسي على العلم والعقل والتنوير وإعلاء كلمة الله العدل أن تُحاكم فيها العقول النيّرة التي تبني الأوطان من قِبل الظلاميين الذين يسعون إلى هدم مصر وتقويض كل سبل التنمية الراهنة ومحاربة دعوة السيسي لنشر الوعي الديني وفهم المعتقد بجوهره لا بمظهره.
وأدعوكم لتدبّر البيان الرفيع الذي أطلقته وزارة الأوقاف مؤخرًا للدعوة إلى "إعمال العقل". حيث أعلن البيانُ أن (العقل هو مناطُ فهم النص الديني الشريف، وأننا مأمورون بالنظر والتدبُّر في كتاب الله المقروء وهو القرآن الكريم، وكتاب الله المنظور وهو الكون الواسع. وأن عدم إعمال العقل في فهم النص من أهم أسباب التطرف الفكري.) في خطبة الجمعة أول أكتوبر 2021، من مسجد الإمام البوصيري بمحافظة الإسكندرية، قال فضيلة الدكتور/ “محمد مختار جمعة" وزير الأوقاف إن إعمال العقل يستند على نصوص من الكتاب والسنة حيث أمرنا الحقُّ سبحانه بالتدبر في كتابه حين قال: “كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليتدبروا آياتِه وليتذكّر أولو الألباب". ولأهمية "العقل" أحاطه القرآن الكريم بسياجات من الحفظ والرعاية، وجعله الشرعُ الحنيف من الكليات الستّ التي يحرم الاعتداء عليها، لأن العقل هو مناطُ فهم النص، وعدم إعمال العقل في فهم النص من أهم أسباب الإرهاب. كما أكّد فضيلته على حتمية إعادة قراءة النص في ضوء مستجدات العصر؛ لأن الإسلام فتح باب الاجتهاد واسعًا. فقد أقرَّ نبينا (ص) مبدأ الاجتهاد حتى في حياته. فعندما بعث الرسولُ سيدَنا مُعَاذ بن جبل إلى اليمن قال له: "كيف تقضي إذا عَرَضَ لك قضاءٌ؟"، قال: أقضي بكتاب الله، قال: فإن لم تجده في كتاب الله؟، قال : أقضي بسُنَّة رسول الله، قال: "فإن لم تجده في سُنَّة رسول الله؟"، قال: أجتهدُ رأيي ولا آلو. والمراد بقوله: "ولا آلو" أي : لا أقصِّر في الاجتهاد والنظر في المسألة. واختتم معالي وزير الأوقاف بضرورة فهم مرامي النصوص ومقاصدها، محذِّرًا من المتحجرين الذين يقفون عند ظواهر النصوص ولا يتجاوزن الظاهرَ الحرفيَّ لها.
ودائمًا نثقُ في قضائنا المصري المستنير العادل الذي ينصرُ التنويريين أصحاب الرأي المنادين بإعمال العقل ضد ناثري الفتن مشوهي الدين هادمي الأوطان. “الدينُ لله والوطن لبُناة الوطن.”
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قانون ازدراء الأديان
عبد الفادي ( 2021 / 10 / 20 - 19:18 )
اقتراح الغاء قانون ازدراء الأديان بلا شك هو اقتراح حضاري يؤدي الى تقدم المجتمع بطريقة نقد النصوص الدينية بقصد الإصلاح ، ولكن تبقى المشكلة قائمة حتى بإلغاء هذا القانون لأن النصوص القرآنية نفسها تزدري الأديان الأخرى ، فتصف اهل الكتاب مثلاً بالمغضوب عليهم والضالين وتنعتهم بعبارة شر البرية ... الخ ، فإن كان الغاء هذا القانون يريح التنويريون وينقذهم من أنياب الظلاميين فمن ينقذ الأديان الأخرى من ازدراء النصوص القرآنية لهم ؟ اما تأييدك يا استاذة فاطمة للقول بحتمية إعادة قراءة النص الديني في ضوء مستجدات العصر؛ فهذا يعني اللجوء الى التأويل لكي يتعلم إله القرآن من البشر الثقافة العصرية ويترك افكار البداوة ، وكما يقول المثل : حيّرتنا يالأقرع منين نبوسك . تحياتي استاذة فاطمة


2 - اجراءات ضرورية
كمال ابراهيم ( 2021 / 10 / 21 - 10:37 )

أولا - استبدال قيادات الأزهر الحاليين بقيادات جديدة مستنيرة مع البدء فى إعداد قيادات
مستقبلية شابة أكثر تحضرا وأكثر استنارة
ثانيا - الغاء قانون ازدراء الأديان باستفتاء شعبى ثم تزوير النتيجة لصالح الإلغاء لأن الشعب سيعارض الإلغاء بضغط من المشايخ
!!
ثالثا - اطلاق مشروع تنوير العامة من خلال إعادة إحياء مكتبة الأسرة ونشر المكتبات وتعظيم قيمة جوائز الإبداع والابتكار فى كل المجالات واصدار تشريعات واضحة صريحة كفيلة بحماية الحرية فى التعبير وإبداء الرأى
رابعا - الغاء المعاهد الأزهرية وتحويلها الى مدارس حكومية تابعة لوزارة التربية وقصر التعليم فى جامعة الأزهر على التعليم الدينى فقط
خامسا - عمل مسابقة لاختيار أحسن وزير تعليم يمتلك أفضل رؤية من بين الحالمين بالمنصب بصرف النظر عن السن
سادسا - تعديل اسم مصر ليصبح : ( مصر ) بدلا من جمهورية مصر العربية .. فهى أكبر وأقدم وأعظم من أن تنسب الى شىء اخر يعرفها واسمها فى كل الكتب السماوية هو ببساطة : مصر
سابعا - تغليظ الأحكام القضائية ضد كل من يعتدى على الحرية الدينية لأى مواطن أو يهدد أمنه وأمانه

اخر الافلام

.. ماريشال: هل تريدون أوروبا إسلامية أم أوروبا أوروبية؟


.. بعد عزم أمريكا فرض عقوبات عليها.. غالانت يعلن دعمه لكتيبه ني




.. عضو الكنيست السابق والحاخام المتطرف يهودا غليك يشارك في اقتح


.. فلسطين.. اقتحامات للمسجد لأقصى في عيد الفصح اليهودي




.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال صبيحة عي