الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هي فوضى

مصطفى الهود

2021 / 10 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


هذا عنوان فيلم مصري من إخراج المخرج الراحل العبقري يوسف شاهين ويعتبر آخر عمل فني له (هو إنتاج مصري فرنسي مشترك، كعادة يوسف شاهين في أفلامه) وشاركه في الإخراج المخرج خالد يوسف مع نخبة من نجوم الفن المصري وأبرزهم من أدى دور البطولة الفنانة منة شلبي( بدور الشابة نور) التي ترفض حب حاتم وكل ضغوطه التي يمارسها عليها وعلى والدتها من أجل كسب قلبها) والراحل خالد صالح (بدور أمين الشرطة حاتم) وبطبيعة الحال كل الكادر الذي عمل مع الراحل يوسف شاهين كانوا سعداء كون هذا المخرج مخرج عبقري وكبير له رؤية خاص وبصمة واضحة بأعماله، تدور أحداث الفيلم في الزمن الحالي ويروي قصة تدور بشكل أساسي حول شخصية واحدة، كما يبرز الفيلم الفساد المتجسد في القمع المباشر والرشوة والمحسوبية وتزوير الانتخابات والسيطرة الغاشمة للسلطة والكبت الجنسي. كما يبرز الفيلم نوعا من المقاومة وصولا إلى ثورة جماعية في النهاية.) وبشكل مختصر حول منتسب بوزارة الداخلية برتبة مفوض في مركز شرطة في حي من أحيان مصر القديمة ويقوم هذا المفوض باستغلال منصبه البسيط أشد استغلال حيث يقوم بالسيطرة على كافة أهل المنطقة أو المحافظة بشكل أدق وتكون لديه علاقات من كافة الضباط ومن شدة هذه العلاقات لا يخشى أحدا إن كان صغيرا أو كبيرا كون القانون وضباط المركز في جيبه الصغير كما يقال، ويقوم أهالي الحي أو المنطقة بالشكوى عليه في باقي المراكز الشرطة لكن دون فائدة لأنه صاحب نفوذ كما أسلفنا، ويقع في حب الفنانة منة شلبي ويعتدي عليها وفي نهاية العمل ينتفض عليه الشارع البسيط ويقومه بقتله داخل مركز الشرطة، هنا بين المخرج الراحل الفساد الحكومي وشخص الحالة ووضع الحلول من خلال انتفاضة الشعب، ونضع الضوء على واقعنا الحالي وواقع أغلب الدول التي يحكمها المفسدون واللصوص، فنرى كيف يتم استغلال أي منصب في الدولة حتى لو كان بسيطا كمسؤول شعبة أو ملاحظ الى آخره من الترفيعات والعلاوات الحكومية، وهذه الفوضى أدت الى الفساد وتخلخل أركان الدولة لأن القانون أصبح أمرا ثانويا أو حتى لا يذكر في كثير من النزاعات وأيضا أخذت العلاقات والدور العشائري هو البديل عن المحكمة ومجلس القضاء، ومن هنا أصبحت التجارة الرابحة هي المناصب ربحا يدر أموالا بشكل كبير، وأذكر حادثة كنت واقفا قرب رجل يبيع الخواتم والسبح والأحجار الكريمة المقلدة حين جاءه رجل يطلب منه أن يشتري حجرا لجلب الرزق فسألته ماذا تعمل قال موظف حكومي فقلت له إذا أنت رزقك في مرتبك الشهري فماذا يفعل هذا الحجر وقال بكل تلقائية أنا أطلب زيادة الرزق من خلال عملي مع المراجعين لدائرتي فكلما كانت المراجعات كثيرة كلما زاد رزقي، على أية حال من هنا أصبحت الفوضى كبيرة في مجتمعنا وغياب القانون ولا أعرف لماذا كلما ذكرت كلمة قانون تذكرت الفيلم الهندي قانون أعمى بطولة الممثل أميتاب باباجان، فأقول عندما غابت الفقرة القانونية التي تقول من( أين لك هذا )أصبحت السرقة متاحة أمام أنظار الجميع بدون خوف ولا وجل، أين الحل، الحل وضعه المخرج يوسف شاهين في المشهد الأخير حين انتفض الحي السكني بأكمله على المفوض الحرامي وقتلوه، عسى أن تحصل انتفاضة بدون قتل ولكن هيهات بس الله كريم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التجسس.. هل يقوض العلاقات الألمانية الصينية؟ | المسائية


.. دارمانان يؤكد من الرباط تعزيز تعاون فرنسا والمغرب في مكافحة




.. الجيش الأمريكي يُجري أول قتال جوي مباشر بين ذكاء اصطناعي وطي


.. تايلاند -تغرق- بالنفايات البلاستيكية الأجنبية.. هل ستبقى -سل




.. -أزمة الجوع- مستمرة في غزة.. مساعدات شحيحة ولا أمل في الأفق