الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نداء برسم الاشقاء في أربيل قبل فوات الاوان

صلاح بدرالدين

2021 / 10 / 21
القضية الكردية


التوجه الى أشقائنا في كردستان العراق بخصوص الملف الكردي السوري ، وتحديدا بما يتعلق بمآلات الحالة اليائسة ( للمجلس الوطني الكردي ) في هذه الظروف البالغة الدقة والخطورة ، هو الطريق الأنسب ، والاسرع لتدارك الامر ، ومعالجته ان لم تكن متاخرة ، وذلك لسببين وجيهين ، الأول : هوقيام رئاسة الإقليم على مدى عقد من الزمن ، بدعم واحتضان المجلس كمكون كان يعتبر انه يمثل تطلعات الكرد السوريين ، والثاني : رغم ازمة أحزاب وهيكلية المجلس الداخلية ، والفساد المستشري ، والفشل السياسي ، فاننا نعتقد مازال ضمن صفوفه ، وبين مناصريه ، طاقات وطنية ، يجب الحفاظ عليها ، واعتمادها في حاضر نضال الكرد السوريين ، ومستقبلهم .
لسنا الان في مجال تسجيل ملاحظة حول مسألة هنا ، وقضية هناك ، او بصدد اصلاح اعوجاج في هذا الجانب وذاك في هيكلية المجلس ، بل وصلت الأمور الى درجة من الخطورة تجعلنا طرح التساؤل التالي : هل انتهى مبرر وجود المجلس الوطني الكردي كجسم تنظيمي ، وسياسي ؟ وهل آن الأوان لطي صفحته بعد عشرة أعوام من نشوئه الاشكالي بالأساس في مدينة القامشلي بموجب صفقة – تسوية بين المرحوم – جلال الطالباني – وأجهزة نظام الأسد ؟ ووقوفه كل هذه المدة وكجسم كسيح ، بدون إرادة مستقلة ، يتكئ على عكازة الإقليم ؟ واستمراره – إعلاميا – وافتراضيا ، وشكليا بقوة الدفع المستعار ؟ .
المجلس امام مسؤولية الاخلال بوعوده للكرد السوريين
أولا – أطلق القيمون على المجلس صفة ( الممثل الشرعي لكرد سوريا ) ومنحوا املا تحول الى سراب ، ووعودا للكرد السوريين منذ بدايةاعلانه ، من ضمنها توحيد الحركة الوطنية الكردية ، وتوحيد الخطاب السياسي الكردي ، ولكن أي من ذلك لم يتحقق .
ثانيا – سجل المجلس على نفسه الالتزام بإرادة الكرد السوريين بعد ان أزاحت احزابه عن الطريق تنسيقيات الشباب ، وتيارات ثورية ، وشخصيات مناضلة ( ٢٠١١ – ٢٠١٢ ) ، التي شكلت تهديدا لسلطة النظام ، ثم وعد بتحقيق طموحات الكرد القومية المشروعة ، وإيجاد حلول لقضيته ولكن أي من ذلك لم يتحقق .
ثالثا – تعهد المجلس باستعادة الدور الوطني السوري للكرد ، وقيامهم بدورهم جنبا الى جنب القوى الديموقراطية السورية على قاعدة الاعتراف بهم وجودا وحقوقا ، واحترام شخصيتهم ، وتثبيت الشراكة الوطنية الحقيقية في القرارات المصيرية لمستقبل الشعب ، والوطن ، ولم يتحقق أي من ذلك .
رابعا – تعهد المجلس برعاية توحيد كل القوى والتيارات السياسية الكردية الموالية منها للأحزاب ،والمستقلة تحت مظلة واحدة ، ومشاركة الجميع في نضال الحركة الكردية بالوسائل الديموقراطية المدنية السلمية ، ولكن لم يتحقق شيئا من ذلك .
خامسا – عندما ظهر المجلس كان في الساحة الكردية مجموعة أحزاب لاتتعدى العشرة،والان وصل عد التنظيمات الى اكثر من مائة ، وتضاعفت الانشقاقات ، وازدادات العداوات الكردية الكردية ، وتصاعدت العصبيات الحزبوية الضيقة ،والمناطقية ، والعشائرية ، وانخفضت نسبة الكرد بمناطقهم اكثر من ٣٠٪. ، وليس للمجلس أي مشروع لاعادة المهجرين ، والنازحين من كردستان العراق الى ديارهم ، الا يتحمل المجلس مسؤولية الانقطاع عن الوسط الجماهيري ، والتخلف عن نشر الوعي القومي الديموقراطي الإنساني ، وترك الساحة الكردية لقمة سائغة للمغامرين ، وامراء الحرب ، وتجار الوطنية ؟ .
سادسا – ظهر في المجلس حالة مرضية سلبية جديدة وهي استئثار مجموعة محدودة جدا غير كفوءة بالتحكم والقرار ، والتفرد بالصرف المالي ، واغتناء فئات قيادية ، واتخاذ القرارات دون الرجوع الى أصول العملية التنظيمية الديموقراطية والرأي الجماعي ، مع ضيق الخناق على العناصر المثقفة الكفوءة المخلصة ، خصوصا من المنتمين السابقين الى الأحزاب اليسارية المناضلة واخص بالذكر بعض أعضاء الاتحاد الشعبي السابقين .
سابعا – توجه المجلس بالبداية الى تحقيق تفاهمات مع – ب ي د – وابرم معه اتفاقيات أربيل ، ودهوك من اجل الشراكة والمحاصصة من دون تحديد أوجه الخلاف ، وبعد عدم التزام الطرف الاخر بتنفيذ ماتفق عليه ، لم يعلن المجلس للشعب الكردي والمحيط ماحصل بشفافية وتفصيل ، ثم مالبث ان راهن على تحقيق مقترح السيد مظلوم عبدي للتفاوض وتحقيق اتفاق جديد من دون توضيح مضمونه ، وكان شيئا لم يحصل ، والان تعلو أصوات من مسؤولين بالمجلس باعتبار الأولوية لمواجهة ب ي د وجماعات ب ك ك السورية ، وفي المحصلة النهائية وعلى ضوء المواقف المتناقضة ، والافتقار الى خطط ،. وبرامج وسياسات مدروسة بشأن التعامل مع هذا الطرف فان المجلس الضعيف المتهالك يتحمل المسؤولية الكاملة في انتقال مسلحي ب ك ك الى سوريا ، وسيطرتهم على الوضع بالكامل .
ثامنا – ماذا يعني البعض من مسؤؤلي المجلس " بمواجهة جماعات – ب ك ك. – السورية " ؟ فقط هنا نعيد الى الاذهان بوقوف غالبية الكرد السوريين ضد التسليح ، والتسلح ، والعسكرة ، والدرس الأهم في تجربة الثورة السورية هي عدم جدوى الحلول العسكرية ، والوسيلة الوحيدة المجدية في مواجهة الخصوم ، والاعداء ، هي التسلح بالفكر ، والثقافة ، والسياسة الصائبة ، ثم تعبئة الجماهير ، ومنظمات المجتمع المدني ، وإعادة بناء الحركة الكردية على أسس سليمة .
تاسعا – ضعف وهزالة المجلس ، وافتقاره الى الحد الأدنى من الادراك السياسي ، وانعدام الديموقراطية في تعاملات أعضائه ، كل ذلك ادى الى نجاح الطرف الاخر في تحقيق سياساته ، وكمثال من عشرات ثبت الطرف الاخر نفسه كممثل لكرد سوريا في المنابر العالمية البحثية والإعلامية حيث يشار اليه بممثل الاكراد ، في حين ان كل الدعم السياسي ، والمالي ، والدبلوماسي المقدم من الإقليم ذهب سدى ، وخرج المجلس من المشهد فهو لم يصبح شريكا لجماعات ب ك ك ، ولا معارضا على ارض الواقع ، وبقيت غالبية قيادته خارج المناطق الكردية السورية .
عاشرا – لم يعد للمجلس حاضنة شعبية كردية سورية حتى باعتراف أعضائه ، ومابقيت حتى الان بفضل مشاعر الناس الطيبين تجاه الزعيم الراحل البارزاني ، الذين تعرضوا للخديعة بان المجلس يمثل قيم ونهج البارزاني الكبير ، وهذه نقطة هامة تحتاج الى التوقف عندها ، فالمجلس لايستطيع مثلا تنظيم مظاهرة جماهيرية واسعة في اية مدينة او بلدة ، وعندما تستجيب الجماهير عن قناعة فلاشك انها ستكون كالسيل الجارف لاتحسب الحساب لا - لجوانين شورشكير. - ولا للاسايش و لا لاية قوة اخري .
حادي عشر – معظم ادبيات وكتابات المجلس ، تدور حول برقيات التعازي ، والمجاملات ، وكيل المدائح الممزوجة بعبارات النفاق والمبالغات المخجلة ، وكذلك خطاب الشكوى الذي اصبح مملا ، وسرد مظلوميات أعضاء المجلي على ايدي الطرف الاخر ، وبالاجمال تخلو من مبادرات بشان توحيد الحركة، ولاتحمل أية بحوث ، واطروحات نقدية ، حول الحاضر ، والمستقبل ، والمصير ، الى درجة ان قيادات المجلس تحظر على الأعضاء التعاطي مع مشاريع ، والتحاور مع مطلقي مبادرات تهدف توحيد الحركة الكردية .
كل هذه البنود السالفة الذكر ، وغيرها الكثير لانود التطرق اليها الان ، فان المجلس عاجز عن الإجابة المقنعة عليها ، وعلى جميع التساؤلات الصادرة عن الكرد السوريين ، ونخبهم ، ووطنييهم ولابد هنا من التوضيح انني لاأحمل أية ضغينة شخصية تجاه أحد بل لدي أصدقاء ، ورفاق ، واحبة ، في صفوف المجلس ، كما انني لست باحثا عن موقع بديل لاحد ، ولست بوارد الانخراط بالعمل الحزبي ، فقط ما اطرحه هو مايمليه علي ضميري الوطني لاداء واجبي تجاه وطني ، وشعبي ، وقضيتي المستمر منذ اكثر من ستة عقود ، ، وبمثابة قراءة لرؤى ، وانطباعات الغالبية من شعبنا وهي حقائق دامغة .
عودة الى التساؤل التاريخي : مالعمل ؟
في الحالة الميئوسة منها هذه ليس امام قيادة المجلس الا التسليم للواقع ، وتدارك الوضع قبل الانهيار الكامل ، والاقدام على الاستقالة الجماعية ، وتقديم الاعتذار للشعب الكردي ، والدعوة الى عقد مؤتمر وطني كردي سوري انقاذي ( هذا في حال اذا ارادت الحفاظ على البقية الباقية من حطام المجلس ) ، وذلك في مكان آمن ، ومناسب ، ولكن ماذا عن هذا المؤتمر ، ومقدماته ، وآلياته ، ووسائله ، ومضمونه ، وأهدافه ؟
لان قيادات أحزاب المجلس فشلت ، ولم تنجز مهامها ، فعليها ان تعرف مقدار وزن احزابها ، وحجمها ، وتاثيرها في عملية الإنقاذ ، وادراك الدور المقبل للوطنيين المستقلين ، والمناضلين المبعدين ، الذين يشكلون الكتلة التاريخية للانقاذ ، وقيادة المرحلة ، والخطوة الأولى يجب ان تكون في تشكيل لجنة تحضيرية قوامها من ثلثين من المستقلين ، وثلث من أحزاب المجلس ، ولدى التصويت يرجح صوت الغالبية أي خمسين زائد واحد حسب الأصول الديموقراطية ، وتكون من مهام اللجنة الاعداد للمؤتمر المنشود ، واختيار المندوبين ، وتحديد المكان ، والزمان ، وصياغة مشرويع البرنامج ، والنظام الداخلي ، والمشروع الكردي للسلام ، وانتخاب مجلس قيادي لمواجهة التحديات الماثلة .
ملحوظة : بحسب قناعتي من الأفضل ومن حيث المبدأ ، ان تشارك في المؤتمر الأحزاب الكردية السورية كافة ، بشرط الالتزام بقبول نتائجه مسبقا ، ولكن بسبب توجه أحزاب جماعات ب ك ك السورية الاندماج في مؤسسات النظام ،. وحمل مفاهيم غير واضحة مثل ( شمال شرق سورية ) او ( الامة الديمقراطية ) ، وعدم التزامها بنتائج مثل هذا المؤتمر الكردي المنشود ، فانها تتحمل مسؤؤلية انعزالها عن صف الحركة الوطنية الكردية السورية ، وابتعادها عن مساعي ترتيب البيت الكردي التي نوليها الأولوية بهذه المرحلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا


.. اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بتهمة الرشوة




.. هل ستطبق دول أوروبية نموذج ترحيل طالبي اللجوء؟ | الأخبار


.. تقرير أممي يبرئ -الأونروا- ويدحض ادعاءات حكومة نتنياهو




.. كيف قارب أبو عبيدة بين عملية رفح وملف الأسرى وصفقة التبادل؟