الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جسر اللَّوْز 11

علي دريوسي

2021 / 10 / 21
الادب والفن


لم أرد على إيميل إيمان الأخير ولا على إيميلها ما قبل الأخير ولم يعاقبني الرب على فعلتي هذه كما تنبأت هي، بل على العكس فقد كافأني باللقاء معها. اِلتقينا هي وأنا، صرنا أصدقاء تجمعنا الأسرار والخيانات والحكايات والمسكنات وبقينا كذلك إلى أن ماتت.
عرفتْ أشياء كثيرة عني وعرفتُ كل شيء تقريباً عن أدق تفاصيل حياتها الخاصة والعامة رغم شطحاتها أحياناً وما لم أعرفه عنها منها مباشرة استنتجته من سياق أحاديثها ومكالماتها معي ومراسلاتها لي.
لم أرد على إيميلات إيمان الأخيرة لغاية ما في نفسي وإنما لأنني كنت في الحقيقة مشغولاً حتى أذنيّ بأموري الخاصة والمعقدة. كان قد انتهى عقد عملي البحثيّ في الجامعة دون أن أدافع عن أطروحة الدكتوراه بعد وكنت ملزماً بالبحث عن فرصة عمل في إحدى الشركات الصناعية لأنني قررت البقاء في ألمانيا وفضلت أن يكون مكان عملي الجديد أبعد ما يمكن عن ذكرياتي المؤلمة في تلك المدينة التي تعرفت فيها على زوجتي الورقية.
شاءت الأقدار أن أقترب جغرافياً من مدينة بون حيث تعمل وتدرس إيمان. حصلتُ على فرصة عمل رائعة في إحدى الشركات العاملة في مجال تصميم وتصنيع العنفات الهوائية. استأجرتُ شقة متواضعة غير مجهزة بحاجة إلى دهان وأثات ومطبخ وإضاءة. أرسلت عنواني الجديد إلى إيمان وبعد حوالي الساعة اتصلت بي من سوريا. صوتها وتلك المفاجأة أبهراني. أحسست بها وبشوقها للعودة في أسرع وقت إلى غرفتها في ألمانيا.
بعد بضع أسابيع على استقراري في المدينة الجديدة عادت إيمان من سوريا. هاتفتني، تواعدنا على اللقاء في عطلة نهاية الأسبوع في بيتي، واِلتقيتها لأول مرة في محطة القطار وكانت حكاية حب ولّوْز لم تنتهِ إلا بموتها المشؤوم.

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية


.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-




.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ


.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ




.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني