الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراهقة متأخرة

محمد عبد الحليم عليان
كاتب و مؤلف للقصة القصيرة

(Eng.mohamed Abdelhaleim Alyaan)

2021 / 10 / 22
الادب والفن


فتاة جامعية في عامها الأول بكلية الحقوق
والدها توفي منذ بضعة أعوام و تركها مع والدتها المريضة
بالدور الأرضي من منزلهم مكتب محام شهير
علمت من حارس العقار برحيل سكرتيرة المحامي
فتفتقت في ذهنها فكرة العمل معه مكانها
و كأنها تتدرب و من باب آخر تساعد في نفقاتها التي زادت بعد دخولها الجامعة
إتصلت بالأستاذ الشهير لتحديد موعد للمقابلة
نزلت من شقتها متأنقة لتلتقي بالأستاذ الكبير
رجل في منتصف عقده الخامس رياضي قديم ممشوق مفتول يكسو رأسه الشعر الأبيض
مهندم جداً و دقيق و لماح جداً زوجته طبيبة مشهورة و له إبنان ضابط و قاض و إبنة في الجامعة،،،
إتفقا علي مواعيد العمل و الراتب و أعطاها قائمة بأسماء العملاء المهمين بالمكتب
و الذين يستقبلون بطريقة خاصة و يقابلونه شخصيا
و عرفها بأدوار شباب المحامين معه بالمكتب
فهذا للإداري و آخرين للمدني و التجاري و الجنائي و هكذا
بدأت عملها سعيدة جداً،،
و أبدت نشاطا غير عادي و كذلك أبدت إهتماما بالأستاذ الكبير
فقد رأت فيه صورة والدها رحمه الله
فهمشت دور الساعي فيما يخص الأستاذ
أصبحت تعد له قهوته بنفسها و أدخلت العصير
الطازج و الحليب الدافيء لقائمة مشروباته
بل أصبحت تعد له وجبة خفيفة تقدمها له
عندما تسنح فرصة بذلك
إهتمام لم يعهده من قبل حتي من زوجته المنشغلة دائما و إبنته المرفهة المدللة
فقربها منه و سمح لها بالتحدث عن حياتها
فحكت له عن زميلها الذي ارتبطت به
و أنه في سنته النهائية و وعدها بأن يتقدم لخطبتها بمجرد تخرجه فمكانه في النيابة محجوز
إستمر التقارب و الإنسجام بينهما
هي تراه والدها و هو يري فيها حياة لم يعشها
حتي جاءته باكية فقد رفض والد زميلها ارتباطه بها
هنا جذبها نحوه ليمسح دموعها،، ضمها نحو صدره محدثا إياها بألا تحزن لو كان زميلها رجلا
لإستمسك بها
ضغطها بقوة نحو صدره و كانت مستلسمة ضعيفة
بينما يدور داخله صراع هل يضمها بقوة و يقبلها
فقد أراد ذلك بشدة و لكنه لم يستطيع
أخذ في إحكام ذراعه و إرخائه مترددا عدة مرات حتي تركها و قد هدأت دموعها
كانت شرارة ما قد إشتعلت في داخله
في إحدي الليالي طلب منها الانتظار لترتيب بعض الملفات بعدما انصرف الجميع
كان جالسا علي المكتب و هي تقف بجواره
ترتب الملفات فتسللت يده لتلامس يدها
فلم تبتعد فإحتضنت يده يدها فتسمرت و لم تجذبها فجذبها هو من يدها لتستقر جالسة علي ساقيه ليقبلها قبلة حارة جداً و بعدما استمتعت بالقبلة دفعته و أسرعت مبتعدة و هو يعتذر و ما أن قاربت الباب حتي عادت و ارتمت في حضنه لتقبله هي قبلة أشد سخونة
طلبت منه الزواج فتعلل أنه لا يستطيع في الوقت الراهن
توالت الأيام و ازداد تقاربهما
فى يوم عطلة المكتب تعلل كل منهما لأهله بحجة غياب و إصطحبها لشقة صغيرة يملكها
و دار ما دار و نظر لعينيها و بدلا من أن يرى سعادتها
وجد دمعة تذكره بوعده لها بالزواج
مرت السنوات و تكررت اللقاءات و تخرجت الفتاة من الجامعة و طلبت منه الزواج ثانية فرفض بشدة معلنا لها أنه سيسعى لتعمل هي مع زميل له فى مكتب آخر لصعوبة أن تتعامل مع الموكلين كمحامية بعدما تعاملوا معها كسكرتيرة لسنوات
أدركت تملصه منها شعرت بمرارة و غصة فى حلقها فالآن فقط أدركت المهانة و الذل لمن فرطت فى شرفها
رفضت عرض العمل و كذلك رفضت أن تستمر فى لقياه و رحلت منكسرة تجر خزي ما إقترفته بنفسها
تلملم نفسها و تمضي في طريقها املا أن تنظف ما طالها من دنس مراهقة متأخرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدني عن عمر يناهز 81 عامًا


.. المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى الفنان الكبير صلاح السعدني




.. الفنان هاني شاكر في لقاء سابق لا يعجبني الكلام الهابط في الم


.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي




.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع