الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقاسيم لموال الليل

كاظم الخليلي
(Kadhem Alkhalili)

2021 / 10 / 22
الادب والفن


أشعلت الليلة ُ للسهرانِ بدرا ً
وتمايلَ النهرُ على نغماتِ شاعرة ٍ
وأشتهى الكأسُ براقْ
داعبَ الوجدُ هدوءَ أروقةِ المساءِ
وأستعذبَ الجوريُ نسيما ً خاملا ً
سرت ونبض القلب في الشريان أشواق
تململَ النومُ بحلم التوتِ
وتداخلت أنفاسُ بنفسجة ٍ
لم ينم الوجع القديمِ إنما الحزنُ أفاق ،
سبكَ الصبارُ من شوكاته للنجم ِ أقراطا ً
وتعلقَ المسكُ بأهداب صنوبرة ٍ
فتثاقلَ الصبرُ من الفراق
همست ظلمة ُ ساعات إقتدار الليل للتمرِ بملحمة ٍ
غطت الروحَ بقداح ٍ ندي ٍ غامق ٍ
دبّت بأطراف ستار الوقتِ رجفة ُ العناق
قامت الأنوارُ في موكبها الأخاذ ِ
فاطرة ً سحابات الغبارِ عن الذكرى
والعينُ الى عمق المصابيحِ تساق
(لاترى الأبصارُ إن وقفتْ بوجه النور،
لكن من يسهر ظلام الليل يـُبصر طلعة الأنوار).
لمحة ٌ ..
إرتجفَ الموالُ باللحنِ الحزين ِ
"وقطارُ الليل ِ" من ألمٍ يصيح : أي المحطات عراق ؟
عراق ...
سرت في اللحظة عبرات ٌ
وأستبدَ الصمتُ في الدمعاتِ
وتمنى اللحنُ من صوت مغنيه إنعتاق
تذكر الفجرُ فِراشَ النوم فوق الماء محترقا ً
هامسا ً ...
أي المحطات عراق ؟ ..
تركَ الرمانُ تيجانه للدودِ
عفرَ الأحمرُ خديه مع الطين
لقد اختفى المحراثُ من الراياتِ
ورأسُ الثور منبوذ ٌ قد شابَ ورديا ً
وغدى لهبُ النار يـُذاق
تزحفُ الأنهارُ في الرمل ِ
وضمور النخل مـُستشر ٍ
تسرحُ في أرجاءهِ القوارض
بلدٌ بالإنسانِ قد ضاق
تدحرجت مرآةُ القلوبِ الى هاوية الجبل القتيلِ
سقطَ الشِعرُ على روثةِ جاموس ٍ
خرجَ الكلامُ عن السياق
قذفت رياحُ البحرِ بطفيلياتٍ الى الرأس ِ
صعدت بتعفنِ القاعِ الى واجهةِ الأحداث ِ
بصمة ُ حبرٍ من السبابة العمياء على الأوراق
جمعت قوائمُ الترشيح المتساقطين في مستنقع التحالفات
طـُرحَ الشرفُ الضمير من معلن الأهدافِ وصامت النيات
فقـُسِمت لقمة ُ قوت الشعبِ بين نُهابٍ وسُرّاق
خلافاتٌ على الأسماء
صراعاتٌ على الألقاب
وعلى إختلاس خيرات البلادِ وذلهم وفاق ...
يا حضن أمي يفرشُ عرش المساء
يا نجمة الصبح على جبهةِ الآباء
يا من لم تلد أمي من أخوةٍ ورفاق
صعدت الى الأرضِ بتموز من الموت حبيبته ُ
قام نيسانُ مع الزهرِ مبعوثا ً الى الأجواء
وتدفقَ الماضي من سنين الدهرِ أنغاما ً موشحة ًعلى السطوح ِ والأسواق ،
لاتذكرهُ فرحة ٌ
لايذكرهُ نصرٌ
لايذكر إلا مع الحزن العراق ...
تسكتُ الطبولُ إجلالا ً
يتشحرجُ المزمارُ معقوفا ً على الحناجر
تهرعُ دمعة ٌ حمراء من ألم ٍ
يرتجفُ الموالُ باللحنِ الحزين ِ
"وقطارُ الليل" من ألمٍ يصيح : أي المحطات عراق ؟
عراق ...
غدرا ً
مع الدماءِ على ترابِ أرضهِ مهدورا ً يُراق
ظلما ً
خاسرٌ إلا بأعداد ضحاياه السباق ،..
يا مثقلا ً بالعمرِ والظلال
يا واقفا ً صبرا ً كما تقفُ الجبال
يا واهبا ً بحضرتكَ الهوى ورّاق
ينافسُ البدرُ نجومَ الليلِ للسهرِ الى ليلاتك
وتشتهي الشمسُ على صباحكَ الإشراق
يا روضة الفرات
يا دجلة العشاق
يا قبلة الشعراء
يا لحنا ً تغنيه مواويلٌ بنبض القلب ِ يا عراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس


.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني




.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/