الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقال رقم 200 : دور الحدث الأمني في النظام الطائفي

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2021 / 10 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



لا أظن أننا نجازف بالكلام أن " الأحداث الأمنية " على انواعها و في توقيت وقوعها ، مثلت ضابط إيقاع لمراحل العيش المشترك في إطار شبه " الدولة اللبنانية " . ينبني عليه أن بالامكان القول دون حرج أن ما قبل " الحادث الأمني ليس كما بعده " .

أعتقد أن هذا الأمر هو معطى يتوافق عليه الجميع . و لكن من البديهي أن لا أستعرض هنا سلسلة " الأحداث الأمنية " التي قادت تدريجيا إلى الأوضاع الراهنة في البلاد ، فذلك يتطلب استرجاع تفاصيل يضيق بها هذا المقال . فما انا بصدده في الواقع هو مداورة " الحدث الأمني " الأخيرفي الذهن ، الذي راح ضحيته في محلة الطيونة ـ بيروت ،عدد من المواطنيين ، على الارجح انهم من لون طائفي واحد ،قتلوا برصاص مواطنين غيرهم من لون طائفي آخر ،هذا ما لم يثبت العكس.

يحسن التذكير توخيا للدقة ، أن الناس دخلوا في 4 آب 2020 ، في مرحلة ما بعد تفجير مرفأ بيروت الذي جرى بينما كان أهل السلطة منشغيلين في تحصين مواقعهم بعد أن اعترفوا فجأة بان الدولة التي يمسكون بزمام الأمور فيها مند سنوات 1990 باتت مفلسة و أن العملة الوطنية فقدت تغطيتها أو تكاد و انهم لا يتحملون أية مسؤولية عن ذلك ، فالمسؤولية " تقع على الطليان " كما يقول اللبنانيون في معرض الصفح عن زعمائهم عندما يغدر بهم الأخيرون. هذا من ناحية أما من ناحية ثانية فمن المعلوم أن التفجير أطاح بالحكومة من جهة ( استقالت الحكومة في آب 2020 ، وكانت قد عينت في 21 كانون أول من العام نفسه ) و كشف من جهة أخرى النقاب عن " ملف النيترات " الدي يمكننا أن ننعته "بالإجرامي المافياوي " في مجال الترويع و غياب القانون .

إذن من المفروض ألا يكون ما بعد" مجزرة الطيونة " الأخيرة،كمثل ما قبلها ، علما أنها جاءت تتويجا لسلسلة من " الأحداث الأمنية " كان من بينها الإعتداء على شبان بتهمة المشاركة في تظاهرة للحزب الشيوعي ، و على نازحين سوريين كانوا متوجهين بالسيارات ، إلى سفارة بلادهم في بيروت. حيث من الملاحظ أنه كان لحزب القوات اللبنانية دورا رئيسيا في جميعها .

أغلب الظن استنادا إليه ، أن الغاية من اطلاق الرصاص في محلة الطيونة التي يسكنها مسيحيون على متظاهرين مسلمين مارين ، قاصدين قصر العدل ، و قتل عددِِ منهم ، دون أن يُبلّغ عن ضحايا بين السكان المحليين ، هي التجييش الطائفي ، أو بكلام أوضح تجييش المسيحيين ، كون المبادرة إلى التصدي للمتظاهرين صدرت كما يُستنتج من تقاطع الروايات ، عن حزب القوات اللبنانية المسيحي المنافس للتيار الوطني المؤيد لرئيس الجمهورية ، على زعامة المسيحيين .

لا بد من الإشارة ألى أن وهج المنافسة الإنتخابية ، النيابية في آذار مارس القادم ، يحمو في ظل إفلاس سياسي ووطني ، ملازم للإفلاس المالي و الإقتصادي ، حيث يحاول الحكام التنصل من المسؤولية عن الإفلاس في القطاعين على وقع ، الإنفجارات و الإشتباكات بالإضافة إلى العوامل والضغوط الدولية . مهمايكن فمن نافلة القول أن هذا كله يعكس معطى ثابتا مفاده ان استقرار النظام الطائفي هو من استقرار الطوائف المكونة له . ليس في لبنان في الحقيقة ، صراع بين الطوائف ، فما نشهده هي في الواقع صراعات داخل الطائفة الواحدة غايتها توحيد الطائفة تحت قيادة أو زعامة فردية مطلقة . ينبني عليه أن النزاعات بين الطوائف هي جوهرها ، نزاعات شكلية ، غايتها تجييش الطائفة ، لعل ذلك يساعد على تحقيق لحمتها و ترسيخ زعامتها . الرأي عندي ن أزمة لبنان كدولة هي أزمة وجودية ، لأنه يستحيل في هذا الزمان ، حصر الناس في طائفة على اساس ديني أو عرقي، و إخضاعهم لمزاجية زعيم واحد ، و لأن النظام الطائفي لا يقوم من دون طوائف صلبة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟


.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على




.. شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة الجزار في مدينة غز


.. قوات الاحتلال تقتحم طولكرم ومخيم نور شمس بالضفة الغربية




.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية