الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-مشروع صدقات العريس-خطوة رحمانية لافتة تستحق كل الاحترام !

احمد الحاج

2021 / 10 / 22
المجتمع المدني


لايختلف اثنان على أن آثارهم وأقوالهم وأفعالهم في حياتهم وقبل رحيلهم أو مماتهم وأثناء وجودهم في -زمكان ما - هي التي ستتحدث بالنيابة عنهم لاحقا وتحيي ذكراهم العطرة بين الأحياء مستقبلا على الدوام، فأحسن آثارك وأقوالك وأفعالك واترك بين يدي الأحياء والزملاء والأقران والأصدقاء والأقرباء والجيران قبل مغادرتك إياهم بموت أو سفر أو هجرة أو رحلة عمل من الآثار الطيبة ما يجعلهم يذكرونك بكل خير في مجالسهم وليس العكس ، فلعلك لن تلقاهم بعد رحيلك ذاك ايا كان نوعه وأسبابه ودوافعه ابدا !
ولا أشك للحظة بأن من أجمل الأعمال الرحمانية واللفتات الانسانية التي تترك أثرا طيبا هي تلك التي يتم إنجازها على أرض الواقع أولا وقبل الحديث عنها وحث الناس على فعلها لتكون بمثابة سنة حسنة وعمل صالح يحتذى حذوه يصلح للاقتداء والتقليد قربة لله تعالى وخدمة للصالح العام ، ولعل ما قام به أحد العرسان الجدد ليلة عرسه من التبرع بخمسين وجبة غذائية مطبوخة ومسلفنة الى أحد فروع "سواعد الاطعام" في مصر وتحديدا الى "مطبخ الخير" فرع محلة روح غربيه، لتوزيعها بين الفقراء والجياع والمتعففين، يمثل خطوة تستحق الثناء والدعاء والاستنساخ .
والأجمل هو،أن "مطبخ الخير" هذا وعقب هذه الخطوة الرحمانية الرائعة التي قام بها العريس مشكورا بدأ يروج لهذه الفكرة بين الناس ويشجع عليها ليقلدها بقية المتزوجين الجدد في يوم الوليمة وليخصصوا جزءا من وليمتهم تلك الى مطابخ الخير المجانية وذلك ليبدأوا زواجهم بدعاء الخيرين وثنائهم ،إن لم يكن بلسان المقال، فبلسان الحال ولاريب .
والأجمل هو تلكم التعليقات الجميلة التي دعت كلها الى العريس بالخير واليمن والبركة وسعة الرزق والذرية الصالحة والبركة في ليلة دخلته .
وأعتقد جازما بأن ما ذكر آنفا من شأنه أن يصنع أملا لرفع الهمم في زمن شح فيه ذكر ما يبهج النفوس،ويسعد القلوب،ويمسح الدموع ، ويربت الاكتاف ،ويعلي الهمم ،وجل ما ينشر على المنصات ومواقع التواصل يدفع الى الاحباط والى الاكتئاب والى التقوقع ، ولعل من صور الأمل الرائعة في زمن كثر فيه اللغو وقل فيه العمل هي ثلاث مفاجآت مفرحة جاءت متتابعة بعيدا عن - صخب السياسة ، وعن ضجيج الساسة - حصلت خلال أيام قلائل في العراق بعثت برسائل أمل جدية كبيرة تصلح للوعظ والارشاد والتربية والتعليم والتنمية البشرية عندنا بدلا من الاستشهاد الدائم والدائب والحصري العجيب والغريب وعلى دوام ( اما بقصص مغرقة في القدم حتى من دون ذكر اسماء الاشخاص ولا المصادر ولا المراجع ولا تسمية الزمان والمكان وكأننا ببعضهم وهو يصر على التعتيم من خلال التعميم والتعويم ...واما بقصص تنمية بشرية كلها أو جلها مستلهمة من المجتمع الغربي تحديدا ، ربما لأن قصصها كلها مترجمة أو مقتبسة عن كتب ومواقع ونصوص وكتيبات اجنبية ) انها رسالة لرفع الهمم موجهة الى القانطين والكسالى والمحبطين والمكتئبين والمثبطين والمخذلين،وجماعة "قد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي "، لتبدد تلكم المفاجآت من غيوم الاحباط والاستسلام والتخاذل ما بددت بكل ما تعني الكلمة من معنى..!
المفاجأة الاولى تمثلت بحصول عامل النظافة احمد مثنى ،من العاصمة الحبيبة بغداد على معدل ٩٦٪. في امتحانات البكالوريا الفرع العلمي الإحيائي ، ما يؤهله لدخول احدى كليات الطب التي يحلم بها منذ مرحلة الابتدائية ، ولطالما كان يجيب على سؤاله عن حلمه في المستقبل كما جرت عليه العادة " شتريد تصير من تكبر ؟! " فكان يجيب " طبيب "وقد صار قاب قوسين أو ادنى من حلمه ، وقد افرح خبر حصوله على هذا المعدل العالي من دون دروس خصوصية ولا اضافية ولا معاهد تقوية دراسية ، ولا-عطالة بطالة- لأن احمد المكافح يعمل بشرف من اجل لقمة العيش الحلال وكان يخرج يوميا للعمل في تنظيف الشوارع من الساعة السادسة مساءا وحتى منتصف الليل ليتفرغ بعدها للدراسة ليلا ونهارا بعد وقبل العمل الحلال ليكفي نفسه واهله ، بدلا من مد اليد والتسول والانشغال بمواقع التواصل والاتصال من غير هدف ولا رسالة ولا عمل جدي يذكر كما يفعل الملايين من اقرانه ..أقول لقد أفرح خبر نجاحه بتفوق وبعث الأمل في صدور كل عمال النظافة وصار ايقونتهم بحق ودافعهم للعمل والتعلم والجد والمثابرة..بل وقد بدد احمد الصورة النمطية لدى بعض المتكبرين والمتغطرسين والمترفين ونظرتهم الاستعلائية ازاء عمال النظافة والخدمة والشرائح المسحوقة ..لقد تفوق احمد على الاف مؤلفة من أبناء المترفين والمتغطرسين والمتكبرين في دراسته ولقنهم ولقننا جميعا درسا لن ننساه ابدا مفاده "ليس بالمال وحده يتفوق الانسان وينجح البشر،ومن يتهيب صعود الجبال ،يعش ابد الدهر بين الحفر" !
اما المفاجأة الثانية فتمثلت بحصول الشابة -الضريرة-ايناس، من محافظة البصرة على معدل ٩٩٫٦٪ في الامتحانات الوزارية / الفرع الادبي وكانت تتلقى تعليمها بالتلقين والسماع وعن طريق لغة برايل ...فمنحت بذلك أملا كبيرا لكل المكفوفين ومن على شاكلتهم من ذوي القدرات الخاصة والصم والبكم .
اما المفاجأة الثالثة فتمثلت بكفالة الطفل المعنف الذي تعرض للتعنيف الاسري الشديد وشغلت قصته وسائل الاعلام فضلا عن الرأي العام ، وتم احتضانه في البيت الآمن لهشام الذهبي ، وقد تم ضمه الى بقية اولاده وبناته ليتم رعايته وتعليمه وتنمية مواهبه وصقل قدراته ليكون عنصرا نافعا في المجتمع كما هو الحال مع بقية المكفولين، مبارك للجميع وبالتوفيق والنجاح الدائم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بينهم نتنياهو و غالانت هاليفي.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة


.. بسبب خلاف ضريبي.. مساعدات الأمم المتحدة عالقة في جنوب السودا




.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د


.. في قضية ترحيل النازحين السوريين... لبنان ليس طرفًا في اتفاقي




.. اعتقال مناهضين لحرب إسرائيل على غزة بجامعة جنوب كاليفورنيا