الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ويحكم أيها الأوغاد

حميد حران السعيدي

2021 / 10 / 24
التربية والتعليم والبحث العلمي


لقد قتلتم الجمال بهدم هذا الصرح الجميل وشطبتم على عنوان من عناوين الخصب والنماء ووأدتم بنت العراق الطاهره بجاهليتكم يا اوغاد السياسه ونفايات التاريخ ...
كليتي الحبيبه ... لم أك من فتيانك المدللين ولكني تلمست في اروقتك معاني اخرى للجمال وصور جديده للعلاقات وسلكت طرق للمعرفه وفتحت بصيرتي على مسارات جديده للتعبير عن حب الوطن والناس .
عرفت في قاعاتك الدراسيه ان ثمة أفق اوسع للمعرفه وفي ممراتك المزدانة بالأزهار وعاليات الشجر تعلمت اسلوب أخر لألقاء التحيه .
في مدخلك تعلمت ان (الزي الموحد) دالة إلتزام بقانون يلغي الفوارق في باحة الحرم الجامعي وفي شخوصك من التدريسيين وجدت أن همهم المشترك هو إيصال المعلومه لافرق بهذا بين الدكتور (قيس حسام الدين جمعه أبن وزير داخلية النظام الملكي وابن أخت نوري السعيد ) والدكتور (فاضل عبد الكريم الكادر الشيوعي المتقدم) فكلاهما في قاعة الدرس حريص على ان يوصل مافي ذخيرته .
أيتها الجميلة الغناء كأني الآن في سويعات إحدى سفراتنا العلميه في باصات ال (BLU Bird) يتوسطنا الدكتور محمد عبد الهادي دگله وهو يغني (دخل عيونك حاكينا لولا عيونك ماجينا) وترتسم على وجوه الزميلات إبتسامات حييه ولنعرف إن هذا العالم الخبير الذي لعب دور كبير في وضع الخطط الزراعيه للكثير من بلدان العالم يمتلك صوت رخيم وروح شفافه غيرت كارزماه الصارمه في قاعة الدرس فتحول الى نسخه من (وديع الصافي) .
أنتقل الى ذلك النادي الجميل في نهاراته وتلك الجلسات الطيبه التي جمعتنا على المذاكره إستعدادا لأمتحان نتبادل فيه المعلومه ويدلي كل منا بدلوه فنجتهد ونتقاطع ونحتكم لأكثرنا إجتهادا ... او نجلس في لحظات إسترخاء نحتسي اكواب الشاي ونتغنى بقصائد الشعراء ... وفي لياليه حيث نتجمع نحن أبناء المحافظات أمام شاشة التلفاز نتابع مؤيد البدري وكامل الدباغ وإعتقال الطائي وخيريه حبيب في برامج الرياضه في إسبوع والعلم للجميع والسينما والناس ... نسرق من وقت مذاكرتنا مانخصصه لتلك البرامج ثم نعود الى الأقسام الداخليه .
في دار السينما الواسعه نذهب لنشاهد بعض الأفلام وقد تشهد تلك القاعه حفلات غناء او عروض مسرحيه أو معرض رسم لتطبع بذاكرتنا كل جميل .
أعيش الآن لحظات من ذاكرة التجوال في شوارعك الجميله وممراتك وسط تلك الأشجار المرتفعه وشجيرات الجوري والجمال ورمان الزينه والأزهار العشبيه وهي تنتشر على أديم الأرض وتبعث عطرها فوقها .
أيتها الساحرة الوديعة الغافيه على تلك المساحه الممتده بين نهر (ابو غريب) والشارع الدولي الذي يوصل بغداد بدمشق وعمان مرورا بالرمادي والعديد من المدن العراقيه ، ايتها المعطاء السخيه التي تعلمنا فيك وفي حقولك التي تتجاوز ال500 دونم من الاراضي الخصبه لتحتضن غابات اصطناعيه ومزارع فواكه وخضروات وحقول دواجن وبيوت زجاجيه ومختبرات علميه تحتوي على أحدث مايشهده العالم آنذاك من الأجهزه ومواد التدريب العملي العلمي ، يامن كنت شاهد أحلامنا وخوفنا وقلقنا وإيماننا وثباتنا ... ايتها الرائعه أوجعنا أنك قد خطفت ونزلت من علياء كونك صرح علمي الى أرض جرداء بعد التجريف ليحيلك الجهله الى مشروع إستثماري سكني بعد كل هذا التاريخ الحافل بالجد والأجتهاد ... وداعا كلية الزراعه جامعة بغداد ولا عتب على من لايجيد الحفاظ على نفائس الوطن ومعالمه الجميله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وجع...وجع...وجع
جلال عبد الحق ( 2021 / 10 / 25 - 16:57 )
حديثك الشيق جدا و العذب جدا موجع جدا
شيء لايصدق
وهذا الذي يحدث عندكم يحدث في كل قطر عربي
تصور عندنا وصل التجريف انهم قاموا بالاستيلا على سطوح وسقوف مباني الوزارات والمصالح الحكومية وبنوا عليها شقق سكنية وقاموا بتأجيرها بالدولار على المواطنين الكالحين
واشياء اخرى لاتصدق تحدث كل يوم في بلد عربي
تحياتي ومودتي

اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE