الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أضواء على حلقة تدمر الشهيرة من برنامج الاتجاه المعاكس

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2021 / 10 / 25
الصحافة والاعلام




أرسل لي الصديق الدكتور والإعلامي السوري فيصل القاسم، رابطاً لمقال يتطرق فيه الكاتب السيد فتحي بيوض، لكواليس وخفايا والاستعدادات اللوجستية لحلقة مميزة وتاريخية من برنامجه الشهير "الاتجاه المعاكس، الذي دخل تقريباً يوبيله الفضي، وبلغ عمره 25 عاماً، وقمت بنشر الرابط على صفحتي بالفيسبوك، ويلقي فيه الكاتب الزميل بعض الأضواء على إنجاز وسيرورة الحلقة وصيرورتها أيضا. ووجدت أنه، وبدوري، من واجبي أيضاً إلقاء بعض الضوء، ومن زوايا، أخرى على هذه الحلقة المميزة والتاريخية...

وللعلم، أولاً، هذه حلقة للتاريخ من أيام اللولو من 15 عاما محذوفة من التيوب وأرشيف الجزيرة.

وبداية لا بد من الإشارة إلى أن هذا المستعرب المقاوم الضيف المقابل، أحمد الشاطر، هو من التيار المقاومجي العروبي وأحد أزلام الأنظمة المستعربة المنكوبة بالفكر البدوي والتي تعرضت –أي الأنظمة- لاحقاً للدمار الكامل والحروب الأهلية، وهو كان من أشهر أزلام القذافي فوهبى على مبدأ (اعطوه ثلاثين ناقة)، منصباً أمنياً استخباراتيا كبيرا بجامعة قريش المستعربة وقتها وهو منصب الأمين العام لما يسمى "الاتحاد الطلاب العرب" (رجاء ممنوع الضحك والمسخرة) وهو عبارة عن تكتل وتجمع للمخبرين وأبواق ومحاسيب الأنظمة المستعربة، وكان بمثابة جائزة ترضية للقذافي ( كانت المناصب والوظائف ولا نزال لا توزع بناء على الكفاءات والخبرات والشهادات بمستعمرات قريش كلها بل توزع بناء على اعتبارات التحاصص الاستثماري والتنفيعي والربحي وكمحاصصات وغنائم قبلية وعائلية وراثية، فالأنظمة العربية والمستعربة تعتبر انقضاضها على الدول وسطوها على مؤسسات ما كانت تسمى بـ"الأوطان"، ووجودها هناك هو عبارة عن "غزوة" وسطو على الحكم وكل ما ينتج عن ذلك هو مغنم)..يومها بعد الحلقة وكنا سهرانين على العشاء على شرف محافظ حمص أنا وهو والدكتور فيصل القاسم والسيد إياد غزال محافظ حمص فجاءه اتصال من القذافي وفهمت أنه أكل علقة ساخنة منه، و"بهدلة" لأنه لم يتمكن من التصدي لهجمات الضيف السوري "العلماني"، والعياذ بالله، والمشاكس والمزعج.، ووقتما قام السيد المحافظ مشكورا، (كان رجلاً طيباً جداً ودوداً دمثاً وسخياً بدرجة لافتة الله يذكره بالخير)، بدعوتنا، كما أسلفت، لعشاء فاخر (مشاوي وخلافه)، في ميريديان تدمر، بـُعيد الحلقة مباشرة، رفض هذا المستعرب شرب الخمر والبيرة، باعتبارها منكراً ورجشاً من عمل الشيطان، ولكن محسوبكم، اعتبرها شراباً طهوراً كما ورد بالقرآن، وكرع 5 زجاجات "بودوابزر" حلالا زلالا تيمنا بالآية الكريمة وكلوا واشربوا مما رزقناكم حلالا طيبا....

كانت غرفة السيد الشاطر، ملاصقة لغرفتي بالفندق، وكان دائم الصلوات بالليل، ويقرأ القرآن، ويقوم بتجويده وتلاوته، ولا أدري لماذا وكأنه في صلاة تراويح (ربما كان يدعو لربه أن تمر الحلقة بسلام على خير)، ما سبب لي قلقاً وعدم قدرة على النوم، من سماع صوت القرآن وكثرة الصلوات. ولا أعرف أيضا أين كانت غرفة الدكتور فيصل، وربما خُصّص له جناحاً رئاسياً ملكياً كالعادة. (في حلقات دمشق كان ينزل بالفوسيزونو،...... أرزاااق ياعم)...

ويومها علمت، أيضاً، وفيما بعد، ان خالد مشعل، ما غيره، زعيم الفرع الاخواني الفلسطيني المعروف باسم حماس، ورئيس الجناح السياسي لإخوان ما تسمى بـ"فلسطين" كان يتابع الحلقة، فغضب فاستشاط واستـُغضب غضباً شديداً لوصفي للعصابة المتأ....خو.نة، إياها، بـ"الزعران" فاشتكاني للسلطات "المختصة" (مختصة بمطاردة الفقراء والشرفاء) معبراً عن استيائه من وصفه وعصا...........بته بـ"الزعران" وهو في اوج مجده وعزه وسطوته وحضوره السوري حيث كان يتنقل بموكب رئاسي فخم، مرافقة وحاشية وزمامير، ما اثار سخط وغضب الجميع وألـّبهم علي وخاصة جماعة المعلاق الكبير، وحضرت، بعدها، إلى أحد مراكز "السلطات المختصة" في اللاذقية، للاستجوب، كالعادة، فيما تحدثت به، وإلقاء الضوء وتفسيره، ويومها كان هناك ضابط أمن كبير برتية عميد كمسؤول أول هناك،، لكنه وللحقيقة، من أنبل وأطيب من عرفت من ضباط أمن، ومشهود له بأخلاقه وأدبه، ولا يزال على رأس عمله، على ما أعتقد، وهو اليوم برتية لواء في مركز مرموق بما يسمى عندنا بـ"الأمن الوطني"، وكان يومها بمنتهى الأدب والتهذيب والذوق والاحترام واللباقة العالية، وبكال صدق، ولا أقول هذا الكلام، لأية غاية، إلا إحقاقاً للحق، وللأمانة التاريخية.

ويومها ايضا ونظرا لما احدثته الحلقة من دوي وتزلزل فكري وإعلامي هائل، وصل صداه للإعلام الأجنبي، اذا نادرا ما تحدث ضيف بتلك الجرأة والمباشرة، ونظراً لما تركته ته من صدى وتداعيات على مستويات عدة قام "تلفزيون ميمري" (MEMRI TVMiddle East Media Research Institute)، معهد الشرق الأوسط لأبحاث الميديا، وهو اكبر مركز امريكي متخصص بشؤون ومتلبعة الميديا الشرق اوسطية الهامة، بترجمة الحلقة والتعليق عليها بمقال مطول باللغة الانكليزية...

هذا الكلام من 15 سنة من على مدرج تدمر الشهير، مباشرة وعلى الهواء مباشرة، وبالهواء الطلق، (أول وآخر حلقة من الاتجاه المعاكس تبث بالهواء الطلق خارج استديو)، وقبل عصر الفيسبوك، و"السوشلة"، وقت ما كان البعض يتجرأ على الغناء والدندنة والدلعنة (دلعونا)، لوحده بالحمام أو كتابة تعليق باسم مستعار على مقال لبثينة شعبان في جريدة الشرق الأوسط المملوكة للملك سلمان (وقتها أميراً لمنطقة الرياض)، وحيث كانت تصول وتجول هناك-أي على صفحات الجريدة السعودية- وتتحفنا بمقالات تبشيرية لوذعية صميدية عن التضامن والعروبة والأشقاء العرب والوحدة العربية....

رابط ميمري بالانكليزي
https://www.memri.org/tv/liberal-syrian-author-nidhal-naisa-arabs-only-contribution-civilization-was-invention-zero-they








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا احد يستطيع ان يصف العرب مثلك
Mahmoud saed ( 2021 / 10 / 25 - 12:18 )
اسلوبك جميل في الوصف لا يضاهيه احد
اعتقد ان مقالاتك يجب ان تكون في خانة النخبة
هذه ليست مجاملة انها الحقيقة فأنت بارع في الوصف و التحليل
تقبل احترامي و تحياتي


2 - Mahmoud saed
نضال نعيسة ( 2021 / 10 / 25 - 13:20 )
لا أدري بالضبط ما هي سياسات الحوار المتمدن واستراتيجيته ومعاييره لكني متيقن تماما أنه منحاز ولديه محتباة لكتاب وكاتبات بعينهم رغم أني قرأت لهم ولم أجد لهم وبهم ذاك التميز والاستثناء رغم
أنني من مؤسسي الحوار المتمدن منذ حوالي العشرين عام

وأترفع عن الكتابة بالابواق الرسمية البدوية وجماعات قريش الخالدة المهم ما علينا بالنهاية التاريخ هو الحكم وأن تصل الرسالة والكلمة وأن المقال انتزع اعجابا من مثقف محترم وإنسان عقلاني واعي ومدرك وذواق... وتلك اكبر هدية وأثمن تعويض


3 - كافي عنصريه
في هذا الموقع ( 2021 / 10 / 25 - 14:17 )
يجري بانتظام شتم واحتقار العرب-بتعميم مقصود من قبل مرتزقه اوغاد ومعتاشين على موائد الاخرين

اخر الافلام

.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد


.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ




.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا


.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد




.. طرحتهم أرضًا.. الشرطة الأميركية تعتقل طلاباً خلال مظاهرة مؤي