الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسرائيل لا تعترف بمغربية الصحراء ، لكنها تعترف بالبوليساريو كجبهة ، وحتى كجمهورية

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2021 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


ما يعجبك في إسرائيل ، انها تجيد جيدا جر الأطراف للاعتراف بها ، لكن دون تبادلهم شيئا يوازي قيمة اعترافهم الدبلوماسي بها .. أي انها تأخذ كل شيء ، ولا تخسر أي شيء .. في حين ان الأطراف الأخرى ، ومن بينها النظام المغربي خسر كل شيء ، ولم يربح أي شيء ..
ان مناسبة قول هذه الحقيقة ، هو ما صرح به القائم بأعمال السفارة ( السفير ) الإسرائيلية بالرباط / المغرب ، حين دعا اطراف النزاع ، النظام المغربي ، وجبهة البوليساريو الى الحوار المباشر بينهما ، لا يجاد مخرج سياسي لنزاع الصراع الغربية الذي جاوز الخمسة وأربعين سنة ، دون حل يرضي الجميع ..
انْ تدعو إسرائيل عن طريق سفيرها لذا النظام المغربي ، بالحوار والمفاوضات المباشرة بين النظام المغربي الذي الى اضر بالصحراء ، وافقدها مصداقيتها الوطنية ، وبين جبهة البوليساريو التي تطالب بالسيادة الكاملة على الأراضي المتنازع عليها .. لهو موقف إسرائيلي واضح من النزاع ، وليس فقط رسالة مشفرة ، وهي واضحة وبالفم المليان ، ولا تحتاج الى جهد في التحليل ، او الاستنباط .
انْ تدعو إسرائيل الى المفاوضات المباشرة لحل نزاع الصحراء ، انّ إسرائيل تحتفظ بنفس المسافة من كلا اطراف النزاع . وبخلاف ما تروج ابواق النظام السلطاني ، فهي تعترف بالبوليساريو كجبهة ، وتعترف بها كجمهورية ، لان إسرائيل لم تحدد الصفة القانونية للبوليساريو . هل هو جبهة او هو جمهورية .. وهذه المراوغة الدبلوماسية الفنية . من جهة انّ تمد إسرائيل يدها الممدودة للنظام الجزائري الذي نطق مرتين مؤخرا بلفظ دولة إسرائيل .. وهنا حين ترديد كلمة دولة ، وامام الفضائيات الجزائرية ، فهو اعتراف جزائري بإسرائيل الدولة .. ومن ثم لا شيء يستبعد ان يربط النظام الجزائري ، مع الدولة الإسرائيلية كما وصفها ، علاقات دبلوماسية ، خاصة وانّ تل ابيب تنظر الى الجزائر ، وليس الى النظام الجزائري ، ككيان اقوى واهم من النظام المغربي الذي تآكل ، عندما استنفد دوره بنهاية الحرب الباردة ، واضحى عالة على الدول الديمقراطية التي أصبحت تشكل أحادية القطبية .. ومن جهة يكون موقف إسرائيل من خلال سفيرها ، يؤكد الموقف الإسرائيلي من نزاع الصحراء ، الذي هو اعتماد المشروعية الدولية ، وهي قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ سنة 1960 ، القرار 1514 . وقرارات مجلس الامن منذ سنة 1975 .. وهذا اصطفاف إسرائيلي واضح مع موقف حلفاءها ، الاتحاد الأوربي ، الولايات المتحدة الامريكية ، روسيا ، كندا ، الاتحاد الافريقي .. لخ من النزاع الدائر بالمنطقة .. وهنا نذكر الى ان تل ابيب تخندقت الى جانب الحلفاء ، عندما اعترف Trump بمغربية الصحراء . وذهبت بعيدا مثل حلفاءها ، عندما لم تصف جبهة البوليساريو بالمنظمة الإرهابية ، وهي التهمة التي سوق لها البوليس السياسي المغربي DGST ، وفشل .. لان البوليساريو معتمدة في كل العواصم والمدن الاوربية ، وبواشنطن ، وبالأمم المتحدة ..
فهل تأكيد دولة إسرائيل التي أصبحت دولة عظمى ، كل العرب المهزومين يترجون بركتها ، عندما يسرعون الى الاعتراف بها من دون مقابل .. حيادها من نزاع الصحراء الغربية ، واحتفاظها بنفس المسافة بين النظامين المغربي ، والجزائري ، وجبهة البوليساريو .. كان تأييدا لموقف النظام الجزائري ، حين اعلن المقاطعة التامة للمائدة المستديرة ، التي من المفروض ان تجمع اطراف النزاع ، النظام المغربي ، وجبهة البوليساريو .. وهذا يعني ان إسرائيل ومن خلال تصريح سفيرها المعتمد عند النظام المغربي .. فكما تعترف بالنظام المغربي ، فهي تعترف بالبوليساريو كجبهة ، وكجمهورية ..
وعندما لا تعترف إسرائيل بمغربية الصحراء ، بدعوى ان النزاع بيد الأمم المتحدة ، وبيد مجلس الامن ، وهي هنا تعلن صراحة انها ليست مع أطروحة مغربية الصحراء ، وانّ الحل الذي ترتضيه ، يبقى الحل الاممي الذي يركز فقط على الاستفتاء وتقرير المصير .. وحين تتخذ إسرائيل مثل هكذا مواقف مكيافيلية مُبلّدة للنظام المغربي ، وهي تعرف ان نتيجة الاستفتاء قد تتجاوز 99 في المائة نحو الاستقلال ، كاستقلال موريتانية .. وتعرف ان ذهاب الصحراء ، يعني احداث تغيير جذري في خريطة المغرب الجغرافية ، ويعني سقوط الدولة ، وليس فقط النظام الذي اضر بالصحراء عندما تجاهل الصحراويين ، واهتم بثرواتهم التي زادته ثراء فاحشا في ثراء افحش ... ومع ذلك تتمسك بحل الاستفتاء وتقرير المصير ، ولا تعترف بمغربية الصحراء ، ولا تعتبر البوليساريو كمنظمة إرهابية ، التهمة البوار الذي فشل فيها النظام السلطاني ، من خلال بوليسه السياسي الفاشل .. فإسرائيل التي انساقت مع موقف الاتحاد الأوربي ، وموقف واشنطن ، وكل دول العالم من الازمة التي خيمت على النظام المغربي ، والدولة الاسبانية ، واعتبرت ان سبتة ومليلية تشكلان الحدود الاوربية الافريقية ... لا تعير النظام المغربي اية قيمة ، او أهمية ، واعتبارا .. وانها كما استعملته في الماضي في خدمة قضاياها الاستراتيجية ( مؤتمر الجامعة العربية في سنة 1965 الذي تسبب في الهزيمة الماحقة في سنة 1967 ) ، فإنها تستعمله كذلك الآن كواجهة ، قد تفيد في نسج علاقات دبلوماسية بين النظام الجزائري ، وبين إسرائيل الدولة .. وهي العبارة التي استعملها النظام الجزائري مؤخرا مرتين متتاليتين .. دون ان ننسى لقاء بوتفليقة في احد اللقاءات الدولية ايهود باراك عن الحكومة الإسرائيلية .. ولو كانت إسرائيل الدولة تحترم وتقدر النظام المغربي ، ولا تريد ازعاجه او ارباكه .. لماذا اخذت كل شيء ولم تعط أيّ شيء عندا جاهر النظام المغربي بإخراج علاقاته معها الى العلن ، مقابل اعتراف Trump ، وليس الولايات المتحدة الامريكية ، وليس اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء / المقلب الذي سقط فيه النظام المغربي المراهق والغبي .. والآن يؤدي الفاتورة اضعافا مضاعفة بإخفاء رأسه في الرمل .. أي يتهرب من مواجهة الامر الواقع ..
واذا كان البيت الأبيض قد رمى باعتراف Trump في الرف ، ولم يعره اهمية ، ولا اهتماما ، وكأن اعتراف Trump كان مجرد أضغاث أحلام .. فالسؤال . ماذا حقق النظام المغربي من اخراج علاقاته مع الدولة العبرية الى العلن ، وهي لا تعترف بمغربية الصحراء ، وتعترف بالبوليساريو كجبهة ، انْ لم يكن كجمهورية ، وتحتفظ بنفس المسافة بينهما .. بل كيف نفسر او نفهم تصريح سفير إسرائيل لذا النظام المغربي ، بضرورة جلوس النظام المغربي وجبهة البوليساريو ، ومن دون شروط ، للتفاوض من اجل إيجاد حل سياسي ينهي النزاع ... انه موقف صريح ، وليس بموقف غريب . لان من لا يختمر عقلية الساسة الإسرائيليين ، وهي عقلية براغماتيكية نفعية ، وليست طوباوية ، تمزج من الغرب ومن الشرق .. قد لا يستوعب الأهداف الاستراتيجية التي تشتغل عليها الدولة العبرية ، التي تبني وترسم سياساتها ، على امد ثلاثين او أربعين سنة قادمة .. وهنا . كيف ننسى ان حسني مبارك الصهيوني اكثر من الصهاينة انفسهم ، رغم الخدمات الجليلة التي اسداها لتل ابيب على حساب الامن القومي لمصر ، وقضية الجندي شاليط الذي اختطفته منظمة حماس الاخوانية ناطقة بما فيها ... فعندما تم ابعاده من الرئاسة ، بعد انتفاضة الشعب المصري الذي نجح في ابعاد الرئيس ، واحتفظ بالنظام الذي انتج الرئيس .. عندما نفق ، وصفه بنيامين نتنياهو ، ووصفه قادة إسرائيليون بالدكتاتور الذي اساء الى شعبه ....
فغذا عندما يصبح النظام الجزائري يعترف بالدولة الإسرائيلية ، وهو الذي استعمل مؤخرا مرتين كلمة دولة إسرائيل ...واسرائيل تنظر الى الجزائر ليس بنفس النظرة التي تنظر منها الى النظام المغربي .. فما سينتظره النظام المغربي المعزول من اساءات من قبل القادة الإسرائيليين ، سيكون اضعاف الوصف الذي لحق احد عملائهم حسني مبارك عندما نفق ..
ولنا بطرح السؤال .. الا يعتبر موقف تل ابيب من الصحراء التي لا يعترف بمغربيتها ، ويعترف بالمشروعية الدولية التي تعترف بجبهة البوليساريو كممثل شرعي وحيد للشعب الصحراوي ، القرار 34/37 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في سنة 1979 ، وموقف تل ابيب بعدم الاعتراف بالبوليساريو كمنظمة إرهابية ، سائرة في ذلك على منوال حلفاءها في الاتحاد الأوربي ، وبواشنطن ... وموقفها المتماهية مع الاوربيين ، وواشنطن ، والعالم عند مساندة الدولة الاسبانية في ازمتها مع النظام المغربي .. والتأكيد على اسبانية سبتة ومليلية ... وتصريح سفير الدولة الإسرائيلية لذا النظام المغربي ، بضرورة جلوس اطراف النزاع . أي البوليساريو والنظام المغربي ، ومن دون ذكر النظام الجزائري الذي سيقاطع الحضور بدعوى ان النزاع لا يعنيه ... هو عزلة إسرائيلية ، اوربية ، أمريكية ، روسية ، كندية ، وافريقية ... حقيقية للنظام المغربي ، الذي اصبح وبمباركة العالم ، يواجه البوليساريو ، ولا يواجه النظام الجزائري الذي يقف وراء النزاع المفتعل منذ اكثر من خمسة وأربعين سنة خلت ...
ان دعوة إسرائيل من خلال سفيرها المعتمد عند النظام المغربي ، بضرورة جلوس اطراف النزاع البوليساريو ، والنظام المغربي ، ومن دون شروط ، لا يجاد مخرج ، اوحل لأقدم النزاعات لتي لم تعد منسية ، وتم احياءها بعد خمول وسبات دام احدى وثلاثين سنة .. ومن دون ذكر النظام الجزائري الذي يقف وراء هذا الصراع المفتعل .. هو خدمة ومساندة قدمتها تل ابيب للنظام الجزائري عن موقفه بمقاطعة لقاءات الطاولة المستديرة ، التي لن تجتمع ابدا في غياب النظام الجزائري .. ويكون تصريح سفير الكيان الصهيوني لذا النظام المغربي ، مؤكدا على ثنائية النزاع ، ولا على ثلاثته او رباعيته ... ويكون التصريح هذا ، يساند ويدعم طرح النظام الجزائري المتبرئ من اية علاقة له بنزاع الصحراء ..
إسرائيل البراغماتية النفعية اخذت كل شيء ، ولم تعط ولم تتنازل عن أي شيء ... والنظام السلطاني المغربي اعطى كل شيء ، ولم يأخذ أي شيء ..
القرار المقبل لمجلس الامن ، سيكون زلزالا للنظام المغربي الذي اصبح وحيدا في جانب ، والعالم من الاتحاد الأوربي ، واشنطن ، إسرائيل ، الاتحاد الافريقي ، روسيا ، كندا ، الصين ، مجلس الامن ، الأمم المتحدة .... الخ في جانب ..
فهل وصل العد العكسي لرقمه الأخير ، في حل نزاع عمر لأكثر من خمسة وأربعين سنة مضت ..
والسؤال للنظام المغربي .. امام هذه الورطة .. ما المخرج ، وما العمل بعد ان اضر بخرجاته المتعددة ، والمتناقضة ، والغير مقبولة دوليا ، قضية الصحراء المغربية ، التي نريد ان تبقى مغربية انصافا للتاريخ ، وليس للنظام الذي تعامل معها كحاجب يقيه السقوط الذي هدده طيلة السبعينات ، وحتى النصف الأول من الثمانينات ....
فهل يستطع النظام السلطاني المغربي ان يهزم مجلس الامن ، والجمعية العامة للأمم المتحدة ، والاتحادات الدولية من الاوربية الى الافريقية ... لخ
القادم أسوأ لوحدة الأرض ، ولوحدة الشعب .. اما ذهاب الصحراء سيتبعها سقوط اكيد للنظام وللدولة ... مع انتظار المحاكمات عن اعمال الاستبداد ، والحگرة ، والطغيان .. وعن ضياع الأوطان .. اللهم كثر حسادنا ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عودة جزئية للعمل بمستشفى الأمل في غزة بعد اقتحامه وإتلاف محت


.. دول أوروبية تدرس شراء أسلحة من أسواق خارجية لدعم أوكرانيا




.. البنتاغون: لن نتردد في الدفاع عن إسرائيل وسنعمل على حماية قو


.. شهداء بينهم أطفال بقصف إسرائيلي استهدف نازحين شرق مدينة رفح




.. عقوبة على العقوبات.. إجراءات بجعبة أوروبا تنتظر إيران بعد ال