الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التخريب الغربي للتغيير السوداني

المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)

2021 / 10 / 26
السياسة والعلاقات الدولية


هذا نص عن ضرورة تغيير السياسة الخارجية لدول غرب أوروبا وأمريكا في العالم الثالث ومحاسبة مسؤوليها عن تسببهم في الكارثة الحاضرة في السودان بتأسيسهم وهندستهم لأمورها ودعمهم لقواها فترة طويلة.



1- تصريحات غلط:

(أ) كلام متناقض:
بعد فرمان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان في 25 أكتوبر 2021 بإنهاء جزء من شراكة الدم صدرت تصريحات أميركية وأوروبية عن السودان تتكلم عن ضرورة وأهمية الحوار بين طرفي "شراكة الدم" ! وإلتزام أطراف الشراكة الدموية بـ"الوثيقة الدستورية" لتحقيق أهدافها في الإنتقال إلى وضع ليبرالي! يحاولون جعل الوثيقة الدستورية ومتوالياتها أساً للحل بينما كانت هي واحدة من بدايات الأزمة.

(ب) تصريحات تجاوزها الواقع:
تتجاهل التصريحات الأميركية والأوروبية أو ترفض حقيقة إن شعب السودان في نشاطه الحاضر ضد الفرمان العسكري ونخبته قد تجاوز أسلوب "الانتقال" و"الوثيقة الدستورية"، وأن سياسة تلتيق الأمور الرئيسة في السودان قد أوصلت حالته إلى تدهور سريع في كل المجالات ومن ثم تحتاج هذه التصريحات إلى مراجعة إنتقادية داخل الهيئات والدول التي تعبر عنها.

(ج) تصريحات تدين سياسية إداراتها:
تتجاهل التصريحات الأميركية والاوروبية أو ترفض حقيقة إن الوضع السياسي المختطف من الشعب السوداني في أبريل 2019 بعناية أميركية وبريطانية وفرنسية وأدوات إفريقية وعربية قد قيد مطالب الشعب (المدنية والمحاسبة وتحسين المعيشة) بمشروع شراكة الدم وسياسة الهبوط الناعم ( تغييرات طفيفة للوصول إلى إنتخابات ليبرالية عجزت في كل بلاد العالم عن حل الأزمات الرئيسة) كما أودى بشعار (حرية سلام وعدالة) إلى هاوية المحاصصات والغنائم. وأن هذا التأسيس والدعم الأميركي الأوروبي لشراكة الدم قد ألقى السودان في أزمات متفاقمة لم ولن تنفع لعلاجها مصالحات أو ترجيحات بين النخب أو تصريحات ضغط دولي.

كشفت التصريحات الديبلوماسية الغرب أوروبية والأميريكية في شؤون السودان عن تخلف الإدارات الإستراتيجية لدولها في مجالات معرفة وإحترام ودعم التغييرات التي تطالب بها مجتمعات ودول المنطقة، وإرتباطها المريض بالتغييرات الفوقية الشكلية ونهج إقصاء الحل الجذري والتغيير الشعبي.




2- طبيعة تخلف السياسة الغربية في المنطقة السودانية ونتائجه:

(أ) الظاهرة:
منذ السبعينيات لم تسمح الإدارات السياسية الغرب أوروبية والأمريكية - بحكم طبيعة تنظيمها وصراعات نفوذ النخب التجارية والمالية والعسكرية والبيروقراطية داخلها ولأسباب أخرى صهيونية وامبريالية- لم تسمح بحدوث تغيير جذري موجب في أي دولة من دول المنطقة، بل ترجح أسلوب التغييرات الشكلية والتلتيق في إطار ديكتاتورية تماسيح السوق.

(ب) النتيجة السلبية:
رغم نزيف المساعدات على حساب الخواجة دافع الضرائب أو نزيف المشتروات على حساب مواطن العالم الثالث، تركت هذه السياسة الضعيفة السوقية كل دولة من دول المنطقة في حالة جامعة بين الإستعمار الداخلي والحديث وإدمان التسول الخارجي، وهي حالة إلتهابية تحرق إنفجاراتها المستمرة المصالح الإستراتيجية لكل دول العالم في التنمية والتعاون والأمن والسلم.

(ج) هندسة التخلف ونتائجها:
صممت الإدارات الإستراتيجية والسياسية في دول غرب أوروبا وأمريكا ونفذت وكررت سياسة "إقصاء الحل الجذري" وهي تعرف تمام المعرفة إن التغيير الجذري الشامل والمتكامل والسريع هو العلاج الوحيد للأزمات القائمة في دول المنطقة.

بقيام إدارات دول غرب أوروبا وأمريكا بحصار وتهميش أو إقصاء سياسة الحل الجذري في كل دولة من دول المنطقة وخاصة في السودان تخلفت دولها سياسةً وثقافةً عن مستوى حاجات ومطالب مجتمعات المنطقة وعن الإسهام الضروري في تشييد الأدوات الإستراتيجية الضرورية لبناء واقع ومستقبل حافل بالحوار والتعاون الموجب، بل صارت تعاني من ويلات سياسات المنطقة في كل مجال بداية من الإقتصاد والمعيشة ونزاعات الحكم وليس نهاية بموجات التطرف والكراهية والعنف أو موجات الهجرة.




3- بداية الحل:

(أ) الحاجة إلى ذهنية جديدة:
لتدعم الإدارات الغربية تحقيق الشعب السوداني للعلاج الجذري لأزمات السودان تحتاج ذهنية السياسة الخارجية في دول أميركا وبريطانيا وفرنسا وتوابعها إلى إنهاء إرتباطها بفكرة تهميش وإقصاء الحل الجذري. وإلى إبتعاد موظفيها وتابعيها عن أسلوب التغييرات الفوقية الطفيفة والتلتيق خاصة بعد فشل مشروع شراكة الدم وأسلوب الهبوط الناعم في السودان ومختلف صوره في دول العالم الثالث ووصوله إما إلى طريق مسدود أو إلى تكرار الفشل القديم.

(ب) التحقيق في طبيعة التمادي في الغلط:
لعلاج هذه الإختلالات الإستراتيجية في السياسات الخارجية للدول الغربية في منطقة السودان مهم أن تقوم كل دولة من الدول الغربية المتدخلة في شؤون السودان بإحالة مخططي ومشغلي سياستها في السودان إلى مجالس تحقيق.

(ج) نشاط عالمي لدعم محاسبة المسؤولين في غرب أوروربا وأمريكا على الكارثة التي صنعوها في السودان:
مهم قيام هيئات شعبنا وأصدقاءها في مختلف دول العالم بمطالبة هيئات الدول الغربية بمحاسبة مسؤولي سياستها الخارجية في السودان والمنطقة عن الكارثة التي قضوا عامين ونصف عام في صناعة ورعاية ودعم قواها وسياستها ثم صاروا اليوم يتكلمون فشلها/فشلهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط