الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السودان 🇸🇩 أصبح له مناعة من الانقلابات ، لن يمر أبداً …

مروان صباح

2021 / 10 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


/ بدايةً ، عمت شوارع الخرطوم التظاهرات ، وكانوا الناس يجبون شوارع المدنية رغم معرفتهم وتيقنهم أنهم على موعد مع الموت ، هنا 👈 العبرة ، وهنا أيضاً 👉 العديد من صفوة الدلالة وكرامة الناس ، لقد أثبت الشعب السوداني أن زمن العرب مازال يدخر الكثير من الطاقات ، وبالرغم من الدورات المدهشة ، التى أعتقد البعض أنها أخلت الحياة من معناها ، إلا أن مع كل جديد ، يثبت هذا الشعب الطيب أصالته واستعداده على تقديم التضحية تلو الأخرى ، بالطبع ، الفارق هنا 👈 كبير وعميق ، بل لا أعتقد 🤨 بقدر أنني أجزم ، بأن الأغلبية الساحقة من السياسيين في العالم أو على وجه التحديد في المنطقة العربية ، لا يميزون بين العسكرية الأمريكية 🇺🇸 التى تدير إدارة البيت الأبيض 🏡 والعسكرية العربية التى اعتادت الوصول إلى سدة الحكم عبر الدبابات ، أي باختصار ، بالانقلاب على إرادة الشعوب ، والفارق هنا 👈يقتصر شرحه على أن الجالس خلف المكتب البيضاوي قد يكون على الأغلب خريج الكلية الحربية أو أمضى وقتًا في الجيش أو أيضاً شارك في الحروب أو في عمليات استخباراتية خاصة ، لكنه ما هو مؤكد ، لقد تكونت بنيويته في مجتمع قائم على التنافسية والحياة الديموقراطية ، ثم أمضى زمنًا بين جدران الجامعات العريقة والتى ينتمي لها أهم النخب العالمية في الفلسفة والفكر الاجتماعي ، بالإضافة ، أن هذه الجامعات تعتبر واحة تنافسية للحزبين الديمقراطي والجمهوري ، أي أن الطالب هناك 👉 يكتسب في أول عمره دروس عميقة عن حيوية الديمقراطية ، التى تجعل من أي شخص يتعرف على الفارق بين الحكم الرشيد والاستبداد ، أما في المقابل ، هو الجانب العربي أو أيضاً وبالأحرى يمتد هذا النوع بين الدول النامية عامة ، فالمجتمعات والكليات العسكرية لهذه البلدان سواء بسواء فاقدتين للحدود الدنيا لمعرفة الحكم الرشيد وتداول السلطة أو الإنتاج أو الفكر التراكمي الذي يخلق أفكار 💡 للمجتمع خلاقة والتى تساهم في تعزيز قدراته الشخصية وتعكس بصفة عامة على التطور ، بل ، وهو صحيح حسب التجربة الطويلة ، فالعسكرية العربية الشيء الوحيد التى استطاعت انتاجه ، هو الاستبداد ، وبالتالي ، الخلاصة كما نشاهدها في السودان 🇸🇩 ، الحكاية محصورة بين النياشين والأوسمة على الصدور ، بالرغم أن العسكرية السودانية انهزمت في جميع حروبها الحدودية أو الحكومية مع الجهوية والقومية ، لكن من حق المرء أن يتعجب ، وعجبه يكمن في ذاك السؤال ، ما هو الاستحقاق الذي يستحقه العسكري العربي لكي يُنشن صدره أو يوسمه .

وكما يتوجب الإشارة له ، ولعل من الخير العودة للتاريخ الحديث ، فالقصة الخلفية تتيح للمراقب فهم القادم ، منذ عام 1955م ، يخوض السودان 🇸🇩 حروب أهلية ، الأولى والثانية ، حرب العصابات في الجنوب التى نادت بالانفصال نتيجة الاستبداد والمظالم والعنصرية ، وامتدت الحروب بلا هوادة وسجلت مئات الألف من الضحايا إلى أن الثورة التى قامت في الخرطوم وأسقطت الرئيس الانقلابي ( البشير ) وضعت حد لهذه الدماء ، وهنا للتاريخ ، المراقب يُسجل ، فجميع الإدارات التى حكمت السودان 🇸🇩 ، أثبتت عدم قدرتها على التعامل مع مشاكل التنوع العرقي ومعالجة ملف الاقتصاد ، فكانت الانقلابات العسكرية الدليل الأوضح على تعريض البلد للتقسيم ، تماماً 👌 كما حصل مع الجنوب ، خسر السودان من أمنه القومي وجعل مصر في مرمى 🥅 الأهداف المجهولة ، فبلد مثل السودان 🇸🇩 يمتلك حالياً وهذا ليس بخافي على أحد وبالأخص عن مصر 🇪🇬 ، 6 جيوش على أرضه ، وهي أهم وأحد مشاكله العالقة والتى أسس لها البشير ، وكان الأخير في السنوات ما قبل خلعه قد دفع بتأسيس قوات الدعم السريع ، وبالتالي ، تركيبة الماضي التى كانت مسؤولة عن فكفكت الجامع السوداني وقبلت بتقسيمه ، لأنها ببساطة عجزت أن تكون إدارة جامعة للدولة والجغرافيا ، واليوم ترسم هذه الطبقة الفاسدة ، وهنا للتنويه ، فسادها لا يقتصر على المال ، بل هي فاشلة 😣 على كافة المستويات باستنثاء رص النياشين والأوسمة على صدروها ، إذنً ، ترسم ومن جديد معركتها مع الشعب ، معركة من الجدير تسميتها بالوجودية ، وبالتالي ، بادئ ذي بدء ، لم يكن إدعاء العسكر في الآونة الأخيرة وتصديهم للانقلاب المزعوم حقيقي ، بل هو سيناريو مفبرك من قيادة الجيش من أجل 🙌 هذه اللحظة التى تم التخطيط لها ، نعم 👏 يراد للسودان العودة بالعقارب الساعة إلى عهد الاستبداد .

ولا يجوز للمرء أو أن يكتفي القارئ العادي أو المختص بالقول أن النزاع يدور حول طريقة الاصلاحات ، بل ما هو المطلوب ، الالتزام بالدقة في توصيف هذه الطبقة المستبدة والفاسدة والتى لا تخبئ طابعها القديم المتجدد ، لقد تعالى الشعب السوداني في كل مرة على جراحه من أجل إيصال السودان 🇸🇩 إلى بر الأمن ، تجاهل تاريخ العسكر المخزي ، الفساد والهزائم وضياع جزء كبير من أرض السودان ، وايضاً ، الحروب المجنونة ومن ثم أخيراً ، عض على جراحه عندما قفز على حادثة مجزرة فض الاعتصام ، بالفعل ، نيابةً عن الشعب ، أخذت القوى المدنية قرار بتجاوز جميع السوابق من أجل إعلاء مصالح السودان 🇸🇩 العليا والوصول بالبلد إلى اليوم الديمقراطي ،( الانتخابات) ، لكن هذه الطبقة كانت واليوم مازالت مستمرة بمنع تحرير السودان وطي صفحة الماضي ، فجاؤوا بفكرة جديدة ، وكما أعتقدوا أن إجراءات التى أستخدامها الرئيس التونسي 🇹🇳 قد تصلح في السودان ، وبالتالي ، هذه الخطوة تشير وهي دالة صريحة على محدودية تفكيرهم ، فحكومة عبدالله حمدوك ، استطاعت تحقيق 🤨 انجازات وفي عام واحد ☝ ما لم تحققه أي دولة عربية في 100 عام ، وهي حكومة ينظر 👀 لها في الغرب وفي أروقة البنك الدولي على أنها ذات كفاءة عالية وتتحلى بالاختصاص وقادرة على صنع السلام الأهلي ، وبالفعل ، تحقق ذلك ، لأن الأطراف المتصارعة ، شعروا بأن في الخرطوم أصبح لديهم حكومة جامعة وتتمتع بالشفافية وحققت إنجازات جذرية على الصعد الحريات ودمقرطة المجمتع وباشرت في وضع أسس لاقتصاد وطني هادف ، لكن هيهات أن تستوعب هذه الطبقة أن جميع النياشين التى وضعوها على صدورهم ، ليست سوى إشارات على فشلهم وفي كافة المستويات ، ولأن الفاشل على الدوام لديه حربه الوجدية ، التى تأمن له الاستمرار ولو على حساب الوطن ، فسارعوا للاستعانة بالتجربة التونسية 🇹🇳 ، وضرورة التدخل عسكرياً والإطاحة بحكومة حمدوك ورجال الثورة من أجل 🙌 جلب قوة مدنية تواطأت على الوطن تاريخياً وعلى قياسهم ، والتى كانت إلى اللحظة الأخيرة متحالفة مع الرئيس المخلوع ، وفي مقدمتهم مسؤول حركة تعطيل الموانئ .

وهذا كله له أبعد مصلحية ، المصالح هي أساس الخلافات وجوهرها ، لأن كيف يمكن تفسير وتبرير تحرك الجيش من أجل 🙌 إنقاذ البلد كما يدعي من الحكومة المدنية ، التى لم يمر عليها سوى عام واحد ☝ ، وفي ذات الوقت ، المنقذ قد أخذ فرصته لمدة 66 عاماً في الحكم ، لكن القصة كلها تكمن في موعد اقتراب تسليم المكون المدني السلطة بالكامل ، باتت المصالح العسكر على المحك ، فهؤلاء لديهم خصوصية مالية منفصلة عن رقابة الدولة ومالية الحكومة ، هناك شركات وموانئ ، بالإضافة إلى تجارة قوات الدعم السريع ، فالقسط الأعظم من المنتميين لها غير متعلمين ، ولم يحظوا بتعليم في الكلية الحربية ، ويعتمدون على تجارة التهريب ، وبالتالي ، قد تكون الخلاصة الأمثل التى تشخص السودان 🇸🇩 ، أنه واقع بين مجموعة لا يعلم بها سوى الله .

بل ببساطة فصيحة بذاتها ، كانوا المنتفضين في السودان عنصر استيقاظي لضمائر عشرات الملايين في العالم بل مليارات من الناس ، فالثورة السودانية 🇸🇩 بفضل الإعلام ، تحولت شأن عالمي ، ليس على المستوى الحكومات والأجهزة الاستخبارات فحسب ، بل هي شأن يخص شعوب العالم ، وبالتالي ، أصبح السودان 🇸🇩 يتمتع بحصانة من الانقلابات حتى لو جازف البعض وأقدم على ذلك ، فإن مصير ذلك الفشل المضمون أو التقسيم المؤكد . والسلام ✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية