الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوراق تشرين 2019 - الحلقة الثانية - شعراء ثوار

سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)

2021 / 10 / 27
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


أوراق حراك تشرين 2019
الحلقة الثانية
- نريد وطن -
شعراء ثوار
العراق ولاّد رحم الشعر والثورات والحضارة
الشاعرة الشابة سما حسين
اليوم وقبل ساعة تقريبا وصلني طلب صداقة من شابة أو بدت هكذا أسمها –سما حسين- فذهبت إلى صفحتها كي أتعرف على شخصيتها، وهذا ما أفعله قبل القبول بأي صديق، أصابتني دهشة ولذة هي لذة الجمال الخالصة التي تجعلني أغرق في الغبطة إذ اكتشفت شاعرة
ليس شاعرة وحسب بل محروقة القلب على عراقنا والثورة والشباب، كرست جهدها لخدمة الثوار بالكلمة والقصيدة والصورة والتعليقات، فواكبت الأحداث والتفاصيل بروح نقية رأيتها ترف حول كلماتها التي أكاد أسمع تنفسها، حية مؤثرة، تشع حساً، تبكي، وتحزن، وتثير الحماس وتخفف الوطء، تعانق وتُمَسِح الشهداء بشجن وحنان أنثى تكمن الأم في غائية كينونتها، وسيشعر القارئ المتفحص للنماذج التي أخترتها بهذه الروح التي حاولت وصفها والتعبير عن سماتها من خلال النصوص.
المرأة العراقية فاجأت العراق قبل العالم، فهي تعيش في مجتمع يكاد يكون قبليّ صرف بالرغم من مظاهر الحضارة الشكلية، فالعائلة العراقية متزمتة شديدة التحفظ، والقيم طهرانية كابته جعلت للمجتمع حياتين ظاهرة تبدو متعففة متعلقة بالشرف، وسرية مكتظة بالانتهاكات والأسرار التي يجري التستر عليها حفاظاً على السمعة، فالطاقة الجنسية غريزة هي جذوة الحياة ودونها لا تقوم الحياة لا بل دونها تتلاشي في كل الكائنات الحية التي تمارسها بعفوية الخلق، وَضَعَ الإنسان بالايدلوجيا والدين والأعراف فجعلها معقدة شوهت وجوده، والغرب أقترب من المعنى معنى الإنسان حينما أتاح لها الحرية في التعبير ضمن الحدود والقوانين وتخلص من التابو.
سعيت في رواياتي وقصصي ومقالاتي لتعرية هذه التركيبة المشوهة بفضحها من خلال السرد والبحث وترتيب الواقع، وكان جهدي كقشة في البحر، وسط طوفان القيم والأعراف قبل أن تأتي العمائم وبفضل الدكتاتور المقبور والاحتلال الأمريكي، تظهر من ظلمات كتب التاريخ وتعمل على الحط من المرأة كوجود فهي حاولت تشريع قوانين تبيح امتهانها بتزوجها في 13 عام وتقنين العهر وتشريعه بزواج المتعة وووووو لكنها لم تنجح بتمريره بالرغم من سيطرتها على السلطة بالتزوير وتخلف وعي العراقي الذي أنهكته الحروب ونهشه الجهل وصعاب الحياة وعدم توفر مستلزمات العيش الضرورية وليس الكريمة.
كنت أناضل بنصوصي مثل قشة في بحرٍ.
أناضل وأنا على حافة العمر
بعد أن قضيته سجونا ونضالاً سرياً ثم مسلحاً ثم تشرد ومنفى لا زلت فيه.
المرأة العراقية التي تحملت الوزر الأكبر في تاريخ العراق الدموي، انقلابات عسكرية وحروب طويلة عويصة وسلطات قمع جعلتها تقاوم وتكافح وحيدة في العناية بالأسرة بخروجها للعمل، وهذا الوضع مستمر حتى الآن فأغلب ما يفقد هو الرجل في حروب العراق الداخلية في كل القصة؛ الحرب مع إيران الطويلة 1980-1988، ومع أمريكا 1991، 2003، ثم الحرب الأهلية الطائفية 2005-2007، ثم حرب داعش 2014- 2017 وحتى الآن حيث تقوم سلطة الطوائف بقتل المتظاهرين السلميين، غالبية الضحايا من الرجال والشباب،
المرأة هبت تاركة البيت ومكان العمل لتساهم مع الشباب الثوار في ساحة التحرير؛ مسعفة، طباخة، تغسل الملابس، تنظف الشوارع، ترسم، تغني، في خروج كنت أحلم به فقد تجاوز كل الأعراف والقيم العراقية العشائرية الذكورية بحيث فرضت نفسها كأخت ورفيقة دون فكرة أحزاب بل جمعها مع الثوار فكرة الوطن وشعار
- نريد وطن -
بلغ السمو الأخلاقي ذروته في ساحات الحراك بحيث خلال شهر كامل ومع هذا الاختلاط المفاجئ لتكوين المجتمع العراقي وقيمه وأعرافه التي تنظر للمرأة نظرة دونية، لم تسجل حالة تحرش جنسي واحدة بالنساء اللواتي أسفرن منفذات صرخة الزهاوي في أوائل القرن العشرين.
هذه ثورة اجتماعية رافقت ثورة شباب التحرير السياسية التي صرخت "نريد وطن" في عزم على العودة بالعراق إلى رشده كوطن يحترم فيه الإنسان. ثورة ليست عابرة.. وليست اجتماعية فقط، خروج النساء العراقيات من البيوت ترافق مع تفجر طاقتهن في مواجهة الموت على خطوط المواجهة فاستشهدن بقنابل الدخان والرصاص الحي واختطفن وعذبن وقتلن وخصوصاً من المسعفات ورسامات ساحة التحرير، لكن ذلك زاد من عزمهن فتدفقن أفواجاً خارجات من البيوت ورافق هذا الانفجار التاريخي بمشاركة المرأة كأم وأخت وحبية وزميلة في الثورة ظهور مبدعات في القصيدة والتحريض، بقصائد ثورية رفيعة الصوغ محتدمة بالحدث جديدة في الشعر العراقي تضافرت مع قصيدة الشعراء متمردي ساحة التحرير وبنكهة خاصة مبهرة تكتب يومياً في خضم الأحداث وتصور المشاعر الخفية وما تحت الجوانح من نيران وأحاسيس وصور وأحلام، كتبت عن صديقتي الشاعرة "نور درويش" عن قصائدها وحضورها وهي تناديني من أول أيام الثورة ببابا وما تدري أشگد أسعدتني بهذي المناداة فهي بنتي الثورية العراقية المحرضة والشاعرة المحرضة بقصائدها الجريئة والشجاعة، وعن نساء التحرير كتبت عن يومياتهن وسردهن،
لأكتشف هذا اليوم "سما حسين" شاعرةً شابة مبهرة، وأنا النحس في قضية الشعر كوني نشأت منذ المراهقة بصحبة شعراء جددوا بالقصيدة العامية العراقية، أصدقاء عمري، الشعراء علي الشباني، عزيز السماوي، شاكر السماوي، كاظم الركابي، فشكلوا وكونوا ذائقتي الصعبة التي أهملت كل شعراء الوسط أنا مؤمن بأن في الكتابة طبقات كما في المجتمع وأساطير السماء، لأقع على هذا الجيل الذي جعلني أو فتح لي باب الرؤيا منذ 2008 بشخصية الشاعر الثوري " مالك عبدون"، لأكتشف في مدينتي الديوانية شعراء شباب يكتبون العامية والفصحى بنفس المستوى ذاهبين بتجربة عزيز السماوي وعلي الشباني وشاكر السماوي أبناء الديوانية إلى ناصية تطل على واقع العراق الجديد بعد الاحتلال الأمريكي الذي أتى بسلطة الطوائف التي ترون ما يفعلونه الآن إذ تحولوا إلى سلطة قتل سافرة لا ضمير لها،
هذه "سما" اللي كتبتلها حتى أعرف هي وين عايشه جاوبت وتهربت من التشخيص ما أدري ليش
يجوز بالعراق وتخاف
المهم أشعار عميقة
وطدت فكرة او أسطورة أن العراق منبع الشعر في العالم، ويتنفس شعراً حسب وصف صديقي الروائي المصري "سعد القرش" وفيما يلي أضع ما كتبه "سما حسين" من شطحات وقصائد وهو محتدمة بحياة الثورة
أضع كلامها كمدخل:

(نحن العراقيون هكذا
مثل علكة بفم الموت يمضغ ويمضغ بنا ....
3-1-2020
هذا( العراق) اصبح يشبه فرنا يخبزنا لأجل الموت...!
سما""
25-12-2019)
لندخل
نحس لا أقول هذا شعراً إلا حينما أحسه يغور بي فيوقظ أحاسيس جديدة تجعلني أكتشف مشاعر جديدة، هذا ما أشعرتني به أشعار "سما حسين" العراقية التي جعلتني أتذكر مقولة صديقي الروائي المصري الجميل "سعد القرش" وهو يسجل في كتابه عن أدب الرحلات "سبع سماوات: عن كون العراقي شاعر بالسليقة وما بين النهرين موطن الشعر.

من أشعارها في الساحة
مرة
قالت لي أمي :
حين سأرحل
لا تنسي أن تبتسمي بغيابي،
ولو قليلا جدا جدا.
هي ، كانت تمزح
لكني الآن أقول :
كيف سأبتسم
وقد نسيت شفتي على خديها..!؟
29-9-2019

هكذا هيَ الغيمَةُ السَّوداء...
حينَ تشعُرُ بالغُربَةِ،
تَصبُّ جامَ غضبِها على الورد.
وهكذا هي الوردَةُ...
التي تُخرِجُ عُنقها من السياجِ،
تتَعرَّضُ للمداعبَةِ.
وهكذا هي الأغصانْ...
حينَ ترافقُ الرياحْ،
تبدو للأرضِ كمراهِقَةٍ.
وهكذا أنا...
حينَ أشُمُّ رائحةَ المطر،
أقطفُ أصابعي.
17-9-2019

"مشى بعمري على سكة صدأة... "
مُنذ انفجرت الخرائط في رأسه
وأطلَق جثثهُن دخاناً نحو الأعلى
سأل النوارس في جانب الحياة الآخر :
هل تمتلك المحطة عائلة؟
لتشغلها أمسية العشاء عني
هل سأفقد الوعي يوماً
و أسقط على جانبيَّ
وأشم رائحة الطين
وأتذوق فخذ الأرض؟
هل سأتخذ العشب العالق على وجهي رموشاً
لأمتلك نظرة !؟
هل سيصعد علينا مسافر
هدف رحلته أن يكون على متني ؟
ينسى علي قلبه، ويكون صديقاً لقاطع التذاكر
كريهة....
رائحة فم الهواء
و أقدامي مُتعبة
كجرح فقد ضفته الأخرى
ونسي دفء الدم..
مُنذ توقف المسافرون عن حمل الكتب
تساءلت عن مصير الحب..!
وحدي أنا من يعلم
إنها كانت وسيلتهم لتهريب الصور
فأنا أحلم ..
كلما توقفت لترحلوا
أن أتوقف و أرحل
أن يكون لدي حقيبة
و سماعة أذن ومشغل أغاني
أن أنزل عني وادخنُ سيجارة
حين يتثاءب اليوم
أن أمتلك غرفة أعود إليها
أرسم وجه حبيبتي على باب خزانة الملابس
أو وسادة تحتضني
بعد تلاشي الأحبة وانطفاء الأقدار
ولا أكون رخيصاً هكذا..
عابرا بينكم كنُزهة !
أظل أطاردُ أميال الطريق
أحمل على ذمتي خطواتكم
حتى تخور قواي وأموت بحادث سير
عندها فقط سأحب نفسي
فحين نموت جميعنا.. جميعنا
بحفرة سوداء واحدة على لمح البصر
سأكون أنا
الناجي الوحيد ...
20-10-2019

قطار
متى ستنتهي الثورة...
ويعود أخي من "ساحة التهميش"
يدخنُ في سيارة التكسي ليخفي رائحة الموت،
يرمي خارطته في البهو،
و يعيدُ الأشياء إلى أصحابها
(السجائر للباعة،
المناديل الورقية للمراهقين،
منظف الزجاج للأصغر سناً
سيأخذونها منه بسخرية، وغضب
قالوا له إن الفقير سيبقى فقيراً،
ولكنه أصر على استعارة باب رزقهم
لينتظر يد الله أن تطرقه)
ينزع جلده، ويشره على حائط المنزل
تأكل منه العصافير،
وتشاهده ابنة الجيران
فتحلم بساعديه المثقوبين قربها
(كتبت يوماً في رسالة تركتها له في السندانه :
أنا أكره السياسة.. لكني أحبك)
يحمل (الهواء) الغاز السام إلى الملائكة في الأعلى
(فهو في كل يوم يعدهم
بأنه سيجلب لهم قصة مثيرة من الأرض
هكذا يصنع شعبيته...)
يجلس بريبة في الصالة،
ينتظر الغداء الذي لا يقربه
(هو فقط،
لا يريدُ أن يجرح قلبه الذي فرغ من الأحبة
بمليء معدته)
و عندما تنتهي طقوس العودة هذه،
يذهب للاستحمام
برأسه خطة ليعشق أكثر صباح الغد..
وحين يفتح صنبور المياه،
لا يتمالك نفسه و يبدأ بالبكاء
ويتحول إلى دمعة ضخمة
يظنها ماء الحمام ابنة عمه
فيخطفها،
ويذهب بها للمطر، الذي يذهب بها للغيمة
التي تذهب بها للسماء، التي تذهب بها إلى الرب
ليعقدا قرانهما...
ويعيشان في دجلة.. أو ربما الفرات أنقى
فلا يعود يذكر انه قد أصطاد شبحاً لفتاة ما
كان في كل مساء يقف أمام منزلها
يرمي على نافذتها "أحبكِ" صغيرة
ويهرب......
25-10-2019

النص مُستلهم من الأخ والصديق
الكاتب حمزة عيسى




لقد كان من العظيم جدا أن يلتقي قلبانا عبر الكتابة وتلتقي أجسادنا عبر التوق إلى الحرية.
هكذا لملمنا خيوط الشمس وبقايا الملامح،
وعقدنا العزم على حياكتها كقصيدة.
وهكذا تتبعنا أثر الدم لعلنا نجد جثمان صديق
كان البارحة هنا...
وهكذا كانت عيوننا متجهة نحو السماء،
ليس حذراً من قنابل الغاز،
بل لنبحث عن أسمائنا في لائحة السعداء
وهكذا أطلقنا حسرة أمام البناية المطعمة بالقبل
والصلوات،
هي تقول :
إن كُل ما سنكتبه يا سما سيكون سخيفا أمام كل هذا
فأقول: من الصعب جدا..
أن يكون المرء فتاة
فتاة شاعرة..!
عموما :
نحن نريد وطناً.. يحترم حقوق السريالية !
احبچ "نور درويش"
31-10-2019


نحن العراقيون هكذا
مثل علكة بفم الموت يمضغ ويمضغ بنا ....
3-1-2020

هذا( العراق) اصبح يشبه فرنا يخبزنا لأجل الموت...!
25-12-2019 •


تخيل أن تصل إلى يومك الأخير...
تبدأ الجذور تحتكَ بالتيبس
تحدق مفزوعاً إلى أشخاصك الذين يتوافدون
من هنا.. وهناك
ينامون واحداً تلو الآخر ليصنعوا جسرا ما
لأحد سيأتي..
يصبح الجو باهتاً،
وتُطل صرخات هادئة
يتبعها صدى
وألوان سوداء،
كشيء رمزي لقلق التجربة لا أكثر.
يأتي عبر جسر ذواتك رجل ما
بقبعة مستديرة
فظ الجثة، يضع على صدره كتابا
أعطاه إياه رجل ربما أعلى منه رتبة
يستخدمه كوسيلة للضغط النفسي
هو لم يبالِ ،
وصنع منه مسودة يرسم فيها أولئك الذين يلقون نظراتهم الأخيرة في وجهه
ككاريكاتير.
مرة يرسم وجها كبالونه مفجورة
ومرة يرسم عجوزا نافقا،
هكذا يخفف من ارتباكه.
ستُفتش في بقاياك عن دقيقة أخرى
لتختبئ فيها خلف شخص ما
كانت تجربتك جواره حميمة
لكن الرجل هذا سيكون مستعجلا
وضجرا جدا...
سيحدق فيك بملل،
يغلق أزرار سترته
ويقول بصوت عال :
هذه الدنيا...
كانت من خيال المؤلف
ولا علاقة لها بالواقع
وأي تشابه بالأحداث والشخصيات
فهو من قبيل الصدفة
انتهى.
2-1-2020


هواجس...

استمروا بتشغيل مكبرات الصوت،
بالغوا بالهتافات
قليلا بعد من الفوضى
ونوقظ الله....
19-12-2019
الكتابة وقوفاً

لن أطلب منك أن لا تُطيل شعرك
وأن تعتمد قصة ذكورية أكثر من هذه الكعكة..
لن أطلب منك أن ترتب لحيتك أو تشذب شاربك
لن أطلب منك أن تُغلق أزرار قميصك أو لا ترتدي الجينز
لا ترتدي ربطة عنق أيضا، ولا القمصان الزرقاء
لا تخفف عطرك الحاد، او تكسب بعض الوزن
ارتدي الأحجار في معصمك، وسلاسل ملونه على صدرك
لا تقلع عن السجائر، ولا تشتري سيارة سوداء
دراجتك الهوائية تفي بالغرض (أنا لست بدينة)
أنطق بالكلمات النابية هكذا كأنك تُغازلني
لا تعمل بمكتب أو شركة
يمكنك أن تعمل نادلاً / سائق تكسي/بائع كتب/
أو مشغل موسيقى في نادي ليلي..
في الحافلة
أنت اجلس وأنا سأقف
أنت أطبخ وأنا سأنظف الحديقة
أنا لا أريد أن اشعر أننا كائنان مختلفان
هبطا في علاقة تملأها الخطوط!
نضع هوياتنا في جيوبنا
نشهرها في وجه الأخطاء بحجة الأحقية،
ولا أن تكون فارغاً كوعاء
أصرخ فيه بعمري فيرد لي صداه منقوص اللهفة
أنا أريد أن أحبك ببساطة هكذا
كأي بوهيمي....

12-12-2019
هذا الجدار،
لا يمكنني لكمه حينما أتضايق
هو لن يفهمني
وسيعتبر الأمر مشاجرة
(بعكس جدار بيتي)
رائحة عناقنا
لم تَعلق في غرفة النوم الجديدة هذه..
(وهذه ليست دعوة)
لا أستطيع تعليق صورة لأمي فيها
أو لساران..!
كُل المسامير قد حُجزت
في الليل مثلا
أشعر بهم يبحثون عن شيء
على الأغلب نسوه هنا
في لحظة تخلي مُستعجلة
(ولاعة سجائر، مشطا خشبيا، لعبة)
أنا أيضا نسيت في دفاتري
كل الأحرف التي افض فيها نشوة الكتابة
(هكذا تنتقم منا الأمكنة)
لا نافذة هنا أعلق عليها عيوني
لتجف من ضوضاء المدينة.
خطواتي لا تلتصق بالأرض،
الشوارع تبقيني أطفو!
كل الأكتاف التي قابلتني لم أستنشقها
هذه العطور ليست برتقالية
لا تُهدئني..
أقطع المشاوير ركضاً
لأنكت عظمي من برد الحي
(لم يعد الشتاء يثير في غريزة الاختباء
فالجحور التي علّمتُ عليها
في عيون أحبتي صارت بعيدة)
يقول لي أبي : كفاك بطئاً
أخرجي لتبتزي أضوائهم وترتيب شققهم.
تماهي فيهم كُلهم
خاصة الباصات والأكشاك الصغيرة
ستجدين فيها أناس بعيون مجعدة
تشعرك بالألفة
لكني،
في كل مرة أخرج للتنزه عبر هذا النهر
أعود تنقصني لقمة..
هم يقضمون هويتي يا أبي
أجد تحديقه عالقة بي
تحاول إيجاد تفسير
(لماذا هي برائحة الشجر؟
ولماذا لا تستخدم شعرها كشبكة صيد؟
أيمكن ألا تجيد الصيد؟)
النهران اللذان عشتُ بينهما
ضاعفا غرقي
لن أشبههم مهما عشت هنا،
أنا قصيرة ومدببة،
وسمراء بطريقة مُحمّرة اكثر
(حمرتي قبلة اختلستها
من رجل كان سيصير رسولاً
عند بداية خلقي)
أنا غريبة جدا يا ساران..
ليس لأن الجسور إلى صوتك يبست
لكنهم يحدقون بي هكذا
(كصغير تبنتهُ امرأة .. وهذا يومهما الأول)
سما حسين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا


.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس




.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم