الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجربة/قصة قصيرة

رمزى حلمى لوقا

2021 / 10 / 27
الادب والفن


قصة قصيرة
؛؛؛؛؛
تَجرُبة
؛؛؛؛
أردتُ أن أخوضَ تلك التجربة الروحية، لعلِّى أقف على مقربةٍ من إحدى تجلياتِه الملموسة، أتت الفكرة مِصادفةً، كانت فرصةً للتأملِ؛ والإقترابِ من المجهول.

قال الرجل في برودٍ: أحتاجُ أحدَهم

تطوع شابٌ للمساعدة.

عندها قفزت الفكرة.
: ألا تريد آخر.
: نعم؛ ربما أحتاج آخر.

نظرتُ إلى الداخلِ، كانت الحجرةُ كئيبةً فارغةً، تبعثُ صمتاً عميقاً؛ يمتدُ مسافاتٍ اكثرَ عمقاً من مساحتِها، إلا من همهماتٍ تكادُ تكون حزينةً، كان البابُ صغيرًا؛ يرتفعُ عن الأرضِ كثيراً، و لم يكن هناكَ سُلمًا للصُّعودِ، وضعنا حجرًا كبيرًا، و من فوقهِ تسللنا للداخلِ، الأرضُ رمليةٌ، مُنداةٌ بالرطوبةِ، و الغُرفةُ صغيرةٌ، بها ما يشبه الحوضَ الخرسانيَّ الصغيرَ إلى جانبِ البَاب.
وفي منتصفِ المسافةِ بين الأرضِ و السَّقفِ، يوجد ما يشبه الصَّندَرَةَ الخرسانيةَ.
المكان ُجديدٌ، فارغٌ إلا من هذه الوحشةِ و الترقبِ والنفور.
أدرتُ نظرى؛ أحاولُ أن أستجمعَ كلَّ مفرداتِ المكانِ، فالوقتُ لم يكن مناسبًا للتفكيرِ والتأملِ.
الأصواتُ في الخارجِ همهماتٌ خافتةٌ، وزفرةٌ مكتومةٌ، ودعاءٌ مبهمٌ،
إقتربت السَّيارةُ بتمهلٍ شديدٍ في الحارةِ الضَْيقةِ الطويلةِ، ممرٌ ترابيٌّ بين عشراتٍ من الغرفِ المُغلقةِ المتشابهة، إقتربت السَّيارةُ نحوَ الجمعِ المنتظرِ، فَازدادت الحركةُ، وتحولت الهَمهَمَاتُ إلى صوتٍ واضحٍ مسموعٍ.
كان الصُّندوقُ لامعًا قويًا، حُمِل على الأعناق برفقٍ وحرصٍ شَدِيدَين،
تناولناه في الداخلِ برفقٍ، كان ثقيلاً،كاد أن يفلتَ منّا، قفز آخرون للداخل لمساعدتنا.

وضعنا الصُّندوقَ برفقٍ إلى الجانبِ المُقابلِ لبابِ الحجرة، فتح الرجل قفله؛ زحزحَ الغطاءَ قليلاً، إنحنيتُ لأساعدَ في تحريكِ الغطاء، ،قفزت من جيبِ قميصِى عملةٌ معدنِيَةٌ أو أكثر إلى داخل الصُّندوقِ،شَعرتُ بالحرجِ، اعتدلت حائرًا.
إنتطرنا قليلاً؛ ثم قفزنا للخارج.
أُغلِقَ بابُ الحجرةِ، فبدا الصليبُ الكبير ُ؛ بلونه الذَّهبيّ على البابِ الأسودِ الصغيرِ، وفوقه لوحةٌ رخاميةٌ محفورٌ على سطحِها إسم العائلة.
وضع الرجلُ قفلاً على البابِ، ولفَّ عليه خِرقةً باليةً.
نَفضتُ عن ملابسى ما علق بها من رِمالٍ، وعن رُوحِى أثرَ التَّجربة
تلَونا صلاةً قصيرةً، وانصرفنا لحياتنا.
؛؛؛؛
بقلم
رمزي حلمي لوقا
أكتوبر ٢٠٢١








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما


.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة




.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير