الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غروب شمس الطبقة الوسطى، وابدعاتها!

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2021 / 10 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


لا يمكن دراسة ابداع مجتمع ما، خارج السياق التاريخى لهذا المجتمع!
على مسار الطبقة الحاكمة، صعوداً وهبوطاً، يسير ابداع الطبقات الاجتماعية التى تعبر عنها طبيعة هذه الطبقة الحاكمة، صعوداً وهبوطاً؛ هذا من ناحية، ومن الناحية الاخرى، يأتى موقف سلطة الطبقة الحاكمة من المجتمع المدنى، كعامل حاسم فى مسار المجتمع المدنى وقواه الناعمة، فى الابداع، كما فى كل القوى الناعمة الاخرى، "ثقافات، اداب، فنون، علوم، قيم، سلوكيات .. الخ"، صعوداً وهبوطاً.

وهنا تناقض ملفت، فبالرغم من ان سلطة يوليو المفترض انها تعبر عن الطبقة الوسطى المصرية، الا انها فى نفس الوقت، ومن اليوم الاول لحكمها، حرصت على خنق المجتمع المدنى وقواه الناعمة، لنفس الطبقة التى من المفترض انها تعبر عنها، ذاتها!. انه "كعب اخيل" سلطة يوليو.

تعتبر الطبقة الوسطى بمثابة الرافعة الأساسية، لقيام النهضة في المجتمع، كونها تعبر عن طموحات القاعدة العريضة من أبنائه، وهي موطن الاعتدال والإبداع في المجتمع، الطبقة الوسطى اجتماعياً، هى الطبقة التى تضطلع بحركة التنوير والحداثة، فى العلوم والفنون والفكر.

الطبقة الوسطى فى الحقبة الناصرية!
منذ منتصف القرن الماضى، اتسعت مساحة الطبقة الوسطى المصرية، نسبياً، بفعل السياسات التى تبنتها سلطة يوليو فى نسختها الناصرية، مجانية التعليم، الاصلاح الزراعى، التوظيف الحكومى وفى القطاع العام، كان الانحياز لصالح الطبقة الوسطى، المدينية/الريفية، قبل غيرها، والسعى لتوسعتها لتكون قاعدته الاجتماعية الرئيسية؛ لكنه، كان توسعاً كمياً، لان غياب الديمقراطية، الحريات الخاصة والعامة، بالاضافة لعدائها للمجتمع المدنى من اللحظة الاولى، حال دون تحول هذا التوسع الكمى الى توسع كيفى ايضاً، الا انه بفعل قانون "الدفع الذاتى"، كانت ارتدادات الفترة شبه الليبرالية (1923 – 1952)، امدت عقدين، تقريبا، بعد 52، بمظاهر الثراء فى قوته الناعمة الغاربة.
في الإطار ذاته قام عبد الناصر بتصفية الإقطاع الزراعي، فنشأت طبقة برجوازية في الريف، حيث أفضت قوانين الإصلاح الزراعي إلى نقل تركز الثروة الاقتصادية من كبار الملاك إلى أصحاب الملكيات الزراعية المتوسطة، الذين شكلوا طبقة وسطى جديدة في الريف؛ كما عادت هذه السياسات بالفائدة على شرائح واسعة من السكان تتجاوز الطبقة الوسطى، حيث استفاد أبناء الفلاحين من مجانية التعليم، ومن سياسات الإصلاح الزراعي، ومن فرص العمل في الحكومة والقطاع العام.
واكب ذلك، ايضاَ، ان أصبح التهجير سياسة شبه رسمية بعد 1952، خلال الحقبة الناصرية، فتم طرد اعضاء الجاليات أو اجبارهم علي الهرب ومعهم أرباب الصناعات والبنوك وأكفأ الحرفيين والناشطين الإجتماعيين والمبدعين وأرقى المهارات الاجتماعية والفكرية والفنية، وهكذا رحل عن مصر قرابة 5،2 مليون من المتمصرين والمصريين من مختلف الجنسيات؛ وللاسف، كان مع بدء المشروع الرأسمالي قبل 52، ان تحولت الجاليات من المتمصرين إلى أول مكونات الطبقة الوسطى المصرية، وكان الانتماء الثقافي لمشروع الدولة الليبرالية هو ثقافة حوض البحر المتوسط، ثقافة الحداثة عبر دخول طور العقل الفلسفي ومن بعده العقل العلمي، وما نتج عن ذلك من التطور الرأسمالي وبزوغ روح القوانين والديموقراطية وولادة الفرد المواطن.


عندما تسلحت الناصرية بالسلطة الدينية!
مارست سلطة يوليو "الجماعتان الوظيفتان، العسكرية والدينية"، ومارست خصومتهما مع الدولة المدنية، ومؤسسات المجتمع المدني، والفكر العلمي والديموقراطي، ومشروع الطبقة الوسطى، كما أن تنامي دور الجماعتين الوظيفتين "العسكرية والدينية"، كان يعني تبديد النخب المدنية وقواها الناعمة؛ لقد قال عبد الناصر يوما : كل مسلم يجب أن يكون رجل دين ورجل دنيا في وقت واحد معا ، وقد وردت العبارة بحرفيتها في مقدمة القانون 103 لسنة 1961 لتنظيم الازهر :ثم حدد انتماء مصر في ثلاث دوائر :العربية والافريقية والاسلامية (فلسفة الثورة - ص 102-105 )، وهو ما يعني قطع علاقة مصر مع حوض الحضارات أي حوض المتوسط، وبالتالي مع الحضارة المعاصرة .
وشارك الاخوان في أول حكومة بعد يوليو 52، واستثنى الاخوان من قرار حل الاحزاب، وتم اشراكهم في لجنة إعداد الدستور في يناير 1953؛ (وهو ما يذكرنا بشكل مماثل باشراكهم، بل بقيادتهم، للجنة اعداد دستور 2012)، وفي الوقت نفسه، كانت عمليات التطهير تدور على قدم وساق، للخلاص من أنصار الديموقراطية في كل أجهزة الدولة، وفى يوم واحد باسم التطهير طرد 440 أستاذاً جامعياً من خريجى أرقى جامعات العالم وحائزين على أعلى درجاتها العلمية، وجلس مكان معلم الأمة "طه حسين" ضابط صغير، وزيراً للمعارف، وفى يوم واحد أيضاً، قبض على 30 ألف فنان شعبى بتهمة التسول كانوا ينشرون الفرح والبهجة فى شوارع مصر، واصبحت الثقافة المتداولة في مصر ثقافة شمولية معادية للحياة والحرية وللفرد والأبداع؛ واصبح من المألوف وجود الشيوخ في لجان الرقابة على السينما والفنون والإذاعة والتلفزيون.

كانت كل الإجراءات السابقة تساعد على ازدياد قوة "الجماعة الوظيفية الدينية"، وهكذا شرعت في إقامة مؤسسات منفصلة عن المؤسسات الرسمية، مثل "جبهة علماء الأزهر"، وهي المجموعة التي وجهت تهمة الارتداد الى اغلب مفكري مصر وما ترتب على ذلك من قضايا من كل نوع، ومصادرة الأفلام والكتب وخلافه، واصدروا فتاوى إباحة سفك الدماء على صفحات الجرائد وفي المحاكم .

إن خدمة وتعميق المعتقد الإيماني هو عمل إيجابي ولكن تأسيس عقل ديني عليه معاد للحرية والتقدم لخدمة أهداف سياسية فاشية هو ما أدى إلى ما نحن فيه، وعندما ارتفعت شعارات اشتراكية وقومية، كان ذلك هو ظاهر الأمور، فقد تم تفسير الاشتراكية على أنها اشتراكية إسلامية، وكانت القومية مؤسسة على اللغة والدين، وهكذا شمل العقل الديني كل شيء؛ وهكذا يمكن معرفة لماذا خرج من مصر ثلث جماعات الإرهاب باسم الاسلام على المستوى العالمي. (1)


الطبقة الوسطى المصرية ولدت بـ"عيب خلقى"!
لقد اسست الدولة في مصر الطبقة الوسطى، بشكل فوقى، على حساب حركة المجتمع، على حساب فرصة "النمو الطبيعي" للطبقة الوسطى، ومنذ نشأتها وطوال تاريخها، تمثّلت نقطة الضعف التاريخية للطبقة الوسطى في تبعيتها الكاملة للدولة، وهو ما أورثها نزعة استسلامية تجاهها، ولذلك لم يكن غريبًا أن نلاحظ اتخاذ أغلبية المنتمين إليها عادًة، مواقف انتهازية سلوكيًا وفكريًا يغلب عليها مظهر النفاق، وثقافة الإنحناء ومقاومة الحداثة والفردية والإبداع؛ وهو ما جعلها في الأخير طبقة مهادنة وغير ثورية تابعة للدولة دومًا، لا يعول عليها في إحداث تغيير سياسي حقيقي، لقد ولدت بـ"عيب خلقي"، بعكس نظيرتها الأوروبية، التى حفرت طريقها بنفسها، ودافعت عن مصالحها بيدها، فسارت علاقتها بالدولة في الاتجاهين، ضغطا من الطبقة الوسطى بهدف الدفاع عن مصالحها وحقوقها، مقابل استجابة من الدولة بإصدار تشريعات تلبّي مطالب الطبقة الوسطى.
إشكالیة الطبقة الوسطى المصرية، الأساسیة، انها تبادل الاستقرار فى مقابل الحریة، والحراك الطبقى إلى أسفل هو أهم مخاوف أبنائها، وادى انشغال أبناء الطبقة الوسطى بتدبير احتياجات الحياة الى ضعف اهتمامها بالمشاركة السياسية، كما قلص من طلبها على المنتجات الثقافية والفنية، ومن قدرتها على الإنتاج الثقافى والفنى المستقل عن الدولة والطبقة العليا المسيطرة، الوطنية/الاجنبية خاصة الخليجية؛ ما يقود إلى هيمنة ثقافية حيث تسود معايير وقيم هذه الطبقات، ولغتها وذائقتها الفنية.

التحول فى دور الدولة المصرية!
بدأ التحول فى دور الدولة المصرية، منذ منتصف السبعینیات من القرن الماضى، بتبنى نموذج تنموى قائم على اقتصاد السوق، فقد شهدت مصر بدءاً من حقبة السادات، تحولاً هائلاً فى التوجهات السياسية لسلطة يوليو، جزئياً، بفعل ضغط التركة التى استلمها السادات من عبد الناصر، تركة شملت احتلال جزء من الاراضى المصرية، واساسياً، بفعل السياسات المفروضة من حكام العالم بقيادة امريكية، سياسات "العولمة"، النيوليبرالية الاقتصادية، والتى عرفت فى مصر باسم "الانفتاح الاقتصادى"،ً 1974، (لاحظ انه فى اعقاب حرب 73؟!)، لينقلب معها الهرم القيمى، وتظهر طبقة جديدة من "الرأسماليين الجدد"، التي حققت ثروات شخصية، معتمدة بنسبة كبيرة على الوظيفة والموقع داخل مؤسسات الدولة، والذين كونوا جل ثرواتهم من عمليات السمسرة فى كل المجلات، وغالباً بطرق غير مشروعة، ومع ظهور هذه الطبقة الجديدة، بدأ موقع الطبقة الوسطى فى الهرم القيمى فى الانحدار، ومعها بدأت تنحدر قوى المجتمع المدنى الناعمة، فى الابداع، كما فى كافة المجالات، وفى نفس الوقت تعمَّق الانقسام الثقافى والسياسى بين أصحاب المشروعات الإسلاموية مقابل أصحاب المشروعات المدنية، بعد ان استعان السادات باليمين الدينى لمواجهة نفوذ اليسار.
كما تم تصعيد حدة الانقسام الاجتماعي من أجل تحقيق السيطرة، بهدف إضعاف المجتمع المدنى وضبطه داخل إطار يناسب نوع السلطة "الشمولية"، وكان من أهم النتائج، تلاشى الوكلاء السياسيين ثم تأكل قاعدتهم الحقيقية وهم الوكلاء الاجتماعيين ليحل محلهم وسطاء تقليديون، رجال دين وعملاء أمن وفئات مرتبكة اجتماعياً، ما هدد التماسك الوطني، وحول مصر إلى كيان طارد لقيم الحرية والإبداع والمهارات الاجتماعية والمعارف العلمية والحرة، وقيم الأمانة والمسئولية، وانتشرت مفاهيم محاكم التفتيش فى النوايا وتقسيم الأوطان وكراهية كل آخر، وثقافة وأخلاق الجسد، ليهرب الضمير والأخلاق المدنية والضمير المهني والمهارات الاجتماعية والنقدية العقلانية والحريات.
وهكذا اغتيل فرج فوده وجرت محاولة ذبح نجيب محفوظ وصدر حكم من أعلى محكمة في مصر بتفريق نصر حامد ابو زيد عن زوجته كما حاولوا تفريق نوال السعداوي عن زوجها وصودرت كتب طه حسين ولويس عوض ومكسيم رودنسون وجبران خليل جبران ونجيب محفوظ وعبد الله النديم ومحمد شكري وسعيد العشماوي وأهداف سويف وأبكار السقاف ومحيي الدين ابن عربي ؛ وحذفت كتب طه حسين والحكيم والعقاد ونجيب محفوظ من التعليم وحلت محلها كتب شيوخ التطرف، وأصبحت الخطوط الحمراء تشمل مواضيع البحوث العلمية، وأرسلت الرسائل العلمية من الجامعات إلى الأزهر وإدارة الفتوى لإبداء الرأي، وأصبحت لدينا قوائم سوداء للأفكار والإبداع والكتاب.
الطبقة الوسطى وثورة يناير!
إن مسار ضمور الطبقة الوسطى بدأ منذ 52، الا ان نتائجه ظهرت جلية فى ینایر 2011، كانت ثورة ینایر تشیر إلى أن أزمة الطبقة الوسطى وصلت إلى ذروتھا، وأن العقد الاجتماعى السابق انتھى، وأن الدولة لم تعد تقدم أى شىء للطبقة الوسطى، خاصة شرائحھا التى لم تستطع أن تتواكب، مع غیاب دور الدولة وتراجع حزم الخدمات التى كانت تتمتع بھا ھذه الطبقة، والذى تجلى فى شعارات ثورة ینایر، والتى جمعت بین المطالبة بالعدالة الاجتماعیة والحریة السیاسیة، ھذه الطبقة التى لم یكن لھا أیام سریان العقد الاجتماعى، "الناصرى"، مطالب سیاسیة واضحة، فالعقد الاجتماعى الذى قام على تقدیم حزمة من الخدمات والمزایا للطبقة الوسطى، مقابل الولاء السیاسى فى عھد عبد الناصر، لم یعد قائماً.

العولمة فى مواجهة الهوية الوطنية!
(- اذا صح القول -، امتداد لنمط الاستعمار الفرنسى، الاستعمار الذى لا يكتفى بنزح ثروات الشعوب، بل ايضاً والاخطر، محاولة طمس الهوية الوطنية للشعوب المستعمرة، وفرض الهوية الفرنسية، اللغة والثقافة ونمط الحياة .. الخ، لذا لا يصبح مدهشاً ان عدد كبير من اعضاء تنظيم "داعش" هم من ابناء المستعمرات الفرنسية، الذى جرى تشويه هويتهم الوطنية، ومن ثم التشويه واختلال التوازن النفسى، اساس استقرار الانسان الذهنى والنفسى والعاطفى).
بعد تبنى السياسة المصرية لسياسات العولمة، "النيوليبرالية الاقتصادية"، والتى احد اعمق اهدافها، التى تفرض بالاساس بسلاح القروض، هو ازالة الافكار والقناعات السابقة عليها، لذا تفرض التطهير للافكار الوطنية، بازلة الافكار والثقافات والتقاليد والقناعات السابقة عليها؛ وعندما تقاوم الدولة الوطنية، يتم اعادة تأهيل الدولة المستهدفة، بممارسة ضغط هائل عليها، اساساً بواسطة القروض، لإحداث التحويل القسرى لهذه الدولة، من دولة وطنية الى شركة مستحوذ عليها من قبل الشركات الكبرى العابرة للجنسيات، اياً كانت وسيلة الضغط، يتم الامر، وتتحول الى سوق مفتوح، تتحول من دولة وطنية الى شركة، انه الدخول القسرى للعولمة، وتسود الثقافة الاستهلاكية "ثقافة ماكدونالز"، محل الثقافات الوطنية.
ليس لدى البنوك والمؤسسات المالية العالمية من وظيفة، سوى اقراض القروض، اى خلق الديون، التى بها يتمكن ملاك الشركات متعددة الجنسيات، وهم انفسهم المسيطرون على هذه المؤسسات المالية، ومن خلال سياسة "الاغراق بالديون"، ليس فقط يتمكنوا من نزح الثروات الطبيعية وناتج الطاقات البشرية المحلية وحسب، بل هى تسعى ايضاً الى تدمير ارث المجتمع الثقافى والحضارى، من اثار وتراث ثقافى لامادى، ومحو كل ثقافة وطنية من اجل احلال ثقافة جديدة، ثقافة السوق المفتوح، ثقافة العولمة، ثقافة شرق اوسط جديد؛ الا انه عند ظهور المقاومة، ورفض الشعب التخلى عن ثرواته الطبيعية وعن ماضيه الثقافى والحضارى، عندها يتحول الشعار من بناء "دولة مدنية ديمقراطية حديثة"، الى شعار "الحرب العالمية على الارهاب".

الانترنت وعودة الروح للمجتمع المدنى وقواه الناعمة!
بعد سبعة عقود من تغييب المجتمع المدنى المصرى وقواه الناعمة، ضمرت خلالها الطبقة الوسطى المصرية، وضمر ابداعها، بعد ان كانت الحركة الثقافية والفنية والعلمية المصرية، قامت على أكتاف أبناء الطبقة الوسطى، منذ نهاية القرن التاسع عشر، وأثرت الحياة المصرية والعربية، بقواها الناعمة، واصبحت قواه الناعمة تلفظ انفاسها الاخيرة، ولان اى فراغ لابد له ان يملئ، صعدت لملئ الفراغ، "ابداعات" اخرى، فمثلاً، "فنون الاغنية" لاصحاب الياقات البيضاء، تدور حول نفسها، فى دائرة من السطحية والتفاهة والابتذال، ليصعد مقاوماً، "فنون الاغنية" ابناء العشوائيات (عشرات الملايين)، مستنقع الفقر والحاجة وفقدان الامل فى اى مستقبل، جنباً الى جنب، مع فنون الاغنية المبدعة من ابناء الطبقة الوسطى الجدد، ابناء الانترنت، الذين امكنهم رؤية ما لم يكن من الممكن رؤيته من قبل، من فنون وحراك العالم الكبير، وهو مجال مفتوح على إمكانية مستقبلية هائلة نتيجة تطور تطبيقات الانترنت شبه اليومي.
ان شبكة الإنترنت وضعت الشباب لأول مرة مع العوالم الأخرى والمجتمعات الحرة، وتقدم مقارنة معرفية مستمرة فى كل المجالات الفنية والاجتماعية، والجنسية والاعتقادية والعلمية، هكذا أصبح العقل والوعي فى فضاء البشرية كلها وفى زمنها الراهن وعلى نحو متعدد لا متناهي؛ لقد نجحت الوسائط الإلكترونية فى ما لم تنجح فيه الأيديولوجيات فى تقريب بل وتوحيد النشر، أن التطور العالمي تجاه حرية المعلومات وموت الايديولوجيا وبروز دور مؤسسات المجتمع المدني العالمي، والتحول إلى الدولة المدنية، تطرح سؤالاً مصيرياً:
ھل يمكن للطبقة الوسطى المفككة ومتضاربة المصالح أن تتوحد للدفاع عن مصالحھا، وھى التى تربت على تغلیب المصلحة الفردیة على المصلحة الجمعیة طوال تاریخھا إلا فى لحظات استثنائیة؟!
یظل الأمل فى أن تتشكل طبقة وسطى جدیدة تلعب دورا فى التحول الدیمقراطى فى مصر فى المستقبل، وھى لن تكون طبقة صنیعة الدولة، ولكنھا ستتشكل من شباب تعلم تعلیما جیدا، واكتسب مھارات حدیثة، وتواصل عبر الانترنت مع عوالم مختلفة، نحن بحاجة ماسة الى طبقة وسطى بمعناها الحضارى والاجتماعى، للعب دورها التنويرى ودفع المجتمع الى الامام.

هام جداً
الاصدقاء الاعزاء
نود ان نبلغ جميع الاصدقاء، ان التفاعل على الفيسبوك، انتقل من صفحة سعيد علام،واصبح حصراً عبر جروب "حوار بدون رقابة"، الرجاء الانتقال الى الجروب، تفاعلكم يهمنا جداً، برجاء التكرم بالتفاعل عبر جروب "حوار بدون رقابه"، حيث ان الحوار على صفحة سعيد علام قد توقف وانتقل الى الجروب، تحياتى.
لينك جروب "حوار بدون رقابه"
https://www.facebook.com/groups/1253804171445824



المصادر:
(1)رؤية للخلاص الوطنى فى مصر، أمين المهدي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية