الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المسؤول عن نسب التلقيح الواطئة ؟

سعد السعيدي

2021 / 10 / 29
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


ما زال العراق في المراتب الدنيا من التلقيح منذ البدء به ضد جائحة الكورونا. إذ جرى حتى الآن تلقيح حوالي 5 ملايين ونصف المليون نسمة من اصل 41 مليون. وهو ما جرى التوصل اليه بعد ستة اشهر من بدء التلقيح. وهي اعداد غير مقبولة بالمطلق. فاننا على هذا المنوال سنحتاج الى حوالي اربع سنوات لتلقيح كل السكان !! وقطعا سيدخل البلد موجة الوباء الرابعة الاخطر بعد خروجه من موجته الثالثة.

من المسؤول عن هذا الوضع المزري ؟ من الواضح بان ثمة من يعرقل اقناع المواطنين باخذ التلقيح الضروري للوقاية من الجائحة. سندخل في الموضوع مباشرة. إن عدم اندفاع الناس الى التلقيح سببه اولياء السوء. فهؤلاء إما يمنعون الناس من التلقيح او انهم ينشرون الاباطيل بشأنه. يجب ملاحقة هؤلاء مع المعرفة بان التعافي من الاصابة ليست دائما ما يمكن اعتباره من حسن الحظ. لا نريد تخويف الناس ، لكن يجب مصارحتهم بالحقيقة. إن آثار الاصابة مع بعض المتعافين تبقى قائمة متمثلة بالتعرض الى اعاقة بدرجة ما بسبب تضرر الرئة. وهو ما يؤدي الى تحديد حركة الشخص وتقليلها. وهذا ليس كلامنا ، بل كلام الاطباء والمختصين. لذلك يجب اللجوء الى الاجراءات القاسية لانقاذ الناس والمجتمع. والانقاذ لا يمكن ان يكون إلا بالتلقيح. لهذا يجب ملاحقة كل من يدفع الناس الى تجنب التلقيح بقانون الارهاب حتى ولو كانت على رأسه عمامة. احد هؤلاء هو الصدر العام الماضي قبل ان ينقلب برأيه. وهو يكون بهذا مسؤولا عن كل من توفي جراء تدخله في امور الصحة العامة وابعاده لعامته وجمهوره عن التلقيح. ويكون ايضا مسؤولا عن كل من تسبب له بالاعاقة بعد تعافيه من المرض. ومعه يجب ملاحقة كل معمم آخر ممن لم يألُ جهدا في تضليل اتباعه والكذب عليهم في ما يتعلق بالوباء والوقاية منه.

كذلك يجب ان يطال نفس الامر وزير الصحة الاسبق. فهذا كان قد دعا المواطنين الى التباعد الاجتماعي العام الماضي فقط بنفس وقت ضربه لمصداقيته هو ومصداقية اجراءات الوقاية من الوباء هذه وتسبب بضرر لها نرى نتائجها كل الفترة منذ سنتين. فقد راح يرقص يدا بيد في حفلة مع المدعو ابو مازن في صلاح الدين في فترة انتشار الجائحة في البلد. بعدها جلس معه في قاعة على مسافة قريبة جدا. لذلك يجب احالة وزير الصحة الاسبق هذا الى القضاء لاعطائه المواطنين صورة غير مشجعة لاجراءات الوقاية ولتسببه سويا مع معممي السوء بنسب التلقيح الواطئة.

يجب ان يكون واضحا بان عدم الملاحقة القضائية لمن تسبب بابتعاد الناس عن التلقيح هو دوس على التعاليم الاسلامية وخيانة لمصالح البلد والشعب وحنث بالقسم الدستوري. وإن من المؤكد بان اعضاء مجلس النواب قد تلقوا جميعا اللقاح ضد الوباء. لهذا السبب لم نسمع ايّ منهم يطالب الحكومة بملاحقة من يدعو الى الابتعاد عن التلقيح وعدم الدفع باتجاهه ، على العكس. إذ انهم اعترضوا على الحكومة عندما ارادت فرض حملة للتلقيح. والغرض كان واضحا. وهو ما يسمى في اللغة بركن مصالح الناس الى آخر سلم الاولويات والحنث بالقسم. وما هذا بالامر الغريب. إذ ما الذي يرتجى من مجلس لا يفكر معظمه إلا بامتيازاته المالية ومصالح دولته الداعمة بينما باقيه ليس إلا من ارباب السوابق ويقوده شخص معروف بعمالته وفساده ؟ الآن يرى الجميع الفائز الرئيسي بالانتخابات وهو يتظاهر بالعفة وبالحرص على المصلحة العامة وقد تناسى اكاذيبه السابقة بشأن التلقيح. لن نقوم بوصف هذه الحالة إذ سنتركها للقراء.

ننتظر قيام الدولة بواجبها في فرض التلقيح على الجميع وبملاحقة من تسبب في اوضاع البلد الصحية السيئة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفكيك حماس واستعادة المحتجزين ومنع التهديد.. 3 أهداف لإسرائي


.. صور أقمار صناعية تظهر مجمعا جديدا من الخيام يتم إنشاؤه بالقر




.. إعلام إسرائيلي: نتنياهو يرغب في تأخير اجتياح رفح لأسباب حزبي


.. بعد إلقاء القبض على 4 جواسيس.. السفارة الصينية في برلين تدخل




.. الاستخبارات البريطانية: روسيا فقدت قدرتها على التجسس في أورو