الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المخطط الجهنمي : لبنان نموذجا
خليل قانصوه
طبيب متقاعد
(Khalil Kansou)
2021 / 10 / 29
مواضيع وابحاث سياسية
لا حرج في القول أن أهل السلطة في لبنان لا يبالون لمعاناة الناس من الأوضاع المعيشية الصعبة التي نتجت عن سياستهم و إدارتهم . فأغلب الظن أن ما جمعوه من أموال تنام بأمان في المصارف الأجنبية على عكس رواتب الموظفين ومدخرات السكان العاديين . و على الأرجح أنهم لا يجدون صعوبة في التزود بالأدوية اللازمة لعلاج أمراضهم و بالمواد الغذائية التي تتطلبها موائد الضيوف و موائد الإطعام على السواء . و لاشك في أن ما لديهم من المشتقات النفطية جنبهم انقطاع الكهرباء و مياه الشفة وجنب سياراتهم الفارهة الشلل . فكأن سكان البلاد تعرضوا لعملية فرز جعلت أهل السلطة و عملائهم و أنصارهم وأتباعهم في جانب و عامة الناس في جانب .
من البديهي أن يتساءل المرء عندما تتراءى له ملامح سيرورة فرز مجتمعي ، أو يتبادر إلى ذهنه وجود فرضية فرز أو تمييز جماعة عن أخرى ، عن الأهداف المتوخاة من وراء ذلك .و عن دوافع الضالعين فيها . فالفرز المجتمعي هو من حيث المبدأ مخطط جهنمي استعدادا لمعاملة فئة من الناس باساليب ووسائل تختلف عن تلك المتبعة مع الفئات الأخرى . فما يخشى منه هوالاستعباد أو الترحيل او الإبادة .
من المعروف أن البلاد دخلت في مرحلة ما بعد حادثة محلة الطيونة الأخيرة في بيروت . فما كان تظاهرة سلمية غير مبررة و مصيدة وقعت فيها قيادة قصيرة النظر ،مما أدى إلى سقوط سبعة قتل من المشاركين فيها ، تحول تدريجيا في بعض الاعلام ، إلى اشتباك بين سكان الحاضرة الذين تصدوا دفاعا عن أنفسهم لجماعة جاءوا غزاة ً ،من البادية !
اللافت للنظر والمثير للريبة أيضا حيال هذه المسألة ، هو اتقاد حماسة أهل السلطة في اختلاق المشاغل التي تنفر الناس من أمور السياسة و تغرقهم في هموم البحث عن الخبز و الدواء و الكسوة ووقود التدفئة استعدادا لبرد الشتاء . فبينما كان بعض الإعلام يزوّر المعطيات أخراجا لسردية عن الصدام بين البدو و الحضر تتحدى المنطق ، كان مجلس النواب مسرحا لسجال حول موعد انتخابات أغلب الظن أنها لن تجري ، كأن الصدام المذكور لم يسفر عن سقوط سبعة قتلى ، بينهم سيدة ، والدة لخمسة أطفال أصيبت في منزلها برصاص طائش .
وفي هذه الأثناء ، يا للمصادفة ، تذكّر حكام السعودية ، أمثولة الذئب و الحمل ، فأثاروا زوبعة في لبنان ، بحجة أن وزيرا في الحكومة ، كان قبل أن يصير وزيرا ، قد نعت الحرب على اليمن بالعبثية ، و بالتالي ما كان يجب أن يكون وزيرا و لا يجب أن يبقى في منصبه ! و كأن هذا كله غير كاف ، فسقطت فجأة دفعة جديدة من العقوبات الأميركية على بعض الشخصيات المنتقاة بعناية ، تحت ستارة التوازن الطائفي لكي لا تسهل قراءة الرسالة المتضمنة فيها .
مجمل القول و قصاراه ، أن الأمور تُدفع نحو الإبتعاد باسرع وقت عن الصدام الذى جرى في بيروت في 14 تشرين أول ، أوكتوبر الجاري و الإكتفاء بخلاصة ملفقة عن العوامل التي أدت إليه والعبر التي كشف عنها . أما في ما يتعلق بدفعة العقوبات الأميركية الأخيرة فالرأي عندي أنها تعكس همجية الديبلوماسية الأميركية مع " دول الموز " و المنعطف الذي تأخذه الأمبراطوريات في طور إهترائها المتقدم نحو التدخل في الدول المشار إليها ، في كل شاردة وواردة ، بدءا من تعيين مختار الحي و رئيس البلدية و صعودا إلى منصب رئاسة الجمهورية . فما من شك في أن الولايات المتحدة تعمل في الحاضر على تشكيل فريق الحكم الذي تريد تعيينه بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية الحالي في نهاية 2022 ، خدمة لمصالحها ( يتبع )
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات المحلية في تركيا.. استعادة بلدية اسطنبول: -هوس- أ
.. المرصد: ارتفاع قتلى الهجوم الإسرائيلي على حلب إلى 42 بينهم 6
.. بكين تتحدى واشنطن وتفتح أبوابها للنفط الروسي والإيراني
.. الحكومة الأردنية تهاجم دعوات حماس التحريضية | #رادار
.. رمضان ومدينة المليون حافظ.. طرابلس الليبية