الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفُقراء لا يدخلون الكليات الجيدة

امين يونس

2021 / 10 / 30
التربية والتعليم والبحث العلمي


سواء كانتْ فوضى مقصودة ، أو تخطيطاً مدروساً ، فأن قطاع التربية والتعليم في أقليم كردستان العراق وفي العراق عموماً ، يُعاني من تراجُعٍ مُحزِن ، ولا سيما بالنسبة للطبقات الفقيرة والتي نسبتها في تزايدٍ مُستَمِر . فلقد إنتشرِتْ المدارس الأهلية إعتباراً من مرحلة الروضة مروراً بالإبتدائية والإعدادية وصولاً للجامعة ، إنتشاراً غير معقول ، في السنوات الأخيرة . وعلى الرغم أن هذه المؤسسات الأهلية تُعّلِم بالإنكليزية ومناهجها متطورة إجمالاً ، وبناياتها ومرافقها نظيفة عموماً وعدد الطلاب قليل في الصفوف … إلخ . إلا ان أجورها مرتفعة كثيراً وزبائنها مُقتصرين على أبناء وبنات طبقة الأغنياء والمسؤولين الحكوميين وأحزاب السلطة . الذين يستطيعون إدخال أولادهم الى هذه المدارس هُم المترفين والذين رُبما يُشكلون 10% من المجتمع على أقصى تقدير .
ان الأحزاب الحاكمة ، تقوم مع سبق الإصرار ، بتهميش قطاع التعليم الحكومي على عدة مستويات : إهمال المُعّلَم وعدم الإرتقاء بقدراته التربوية والتعليمية ، وهدر كرامته من خلال إستقطاع جزء من راتبه أو تأخير دفعه / تدخُل الأحزاب الحاكمة في عمل الإدارات والنقابات / فوضى المناهج الدراسية / تقادُم البنايات وإفتقارها للمرافق الصحية النظيفة وعدم توفُر المختبرات وقاعات الرياضة والتربية الفنية ومستلزماتها جميعاً / الإزدحام في الصفوف … إلخ .
أنهم أي الأحزاب الحاكمة ، لا يقولون ذلك صراحةً .. لكنهم يدفعون بإتجاه التهميش المتصاعِد للقطاع العام حتى في مجال التربية والتعليم ، وترويج التعليم الأهلي أي القطاع الخاص " والذي هُم ليسوا بعيدين عن إمتلاكه كُلياً أو شراكةً مع بعض المستثمرين " .
لو كانتْ الفكرة هي جلب إستثمارات حقيقية من أجل تطوير التربية والتعليم ، وفتح مراكز بحوث راقية وخلق فُرص عمل من خلال شراكة رصينة بين الجامعات والمجتمع ، والإهتمام الفعلي بالأطفال والشباب وتهيئتهم وفق أُسُس علمية لقيادة المستقبل .. فليكُن ، وذلك شئٌ جيد . ولكن مؤسسات القطاع الخاص التعليمية حالياً ، هي مُجّرَد أماكن لإستقبال أبناء وبنات الأغنياء فقط من ناحية ، ومجالاً لكسب أموال طائلة لأصحابها من ناحية أخرى .
إذا سارتْ الأمور على هذا المنوال .. ففي خلال عشر سنوات قادمة ، فأن [ الطبقية ] السافرة ستبرز أكثر : غالبية عظمى من المجتمع من الحاصلين على تعليم ضعيف او التاركين للدراسة أصلاً ، وأقلية ضئيلة من الحاصلين على تعليمٍ جيد .
قبل ثمانين سنة ، كان الشيوخ والآغوات ، يرسلون أبناءهم وبناتهم الى المدارس في المُدن وفي العاصمة ، ويقولون للفلاحين والناس البسطاء : لا تدخلوا أولادكم الى المدارس ، فذلك حرام !! .
واليوم .. الأحزاب الحاكمة تقول للفقراء : المدارس الراقية والجامعات ، لا تصلح لكُم .
صحيح .. أن السيطرة على الجَهَلة هّيِن ، وسَوْق أنصاف الأميين أمرٌ سهل ، من قِبَل السُلطة … لكن إستفحال الفروقات الطبقية ، بيئة ممتازة ايضاً ، لظهور حركات رافضة للواقع المُزري .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان


.. أثناء زيارته لـ-غازي عنتاب-.. استقبال رئيس ألمانيا بأعلام فل




.. تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254