الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الهنا والهكم واحد ؟

وسام صباح

2021 / 10 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يستخدم دعاة الإسلام في الغرب خدعة أن اله المسلمين هو نفسه إله المسيحيين وان الإسلام والمسلمين يؤمنون بالمسيح و يبجلون أمه مريم العذراء ولا يكتمل إيمان المسلم إن لم يؤمن بجميع الكتب السماوية والانبياء و المرسلين . هذا الإسلوب الدعائي يروجه الدعاة والشيوخ ومن يمتلك وسائل الإعلام الدعوية الإسلامية خاصة في الدول الغربية كي يكتسب المسلمون الشرعية والقبول و خاصة المهاجرين المسلمين في تلك الدول . شيخ الأزهر استخدم نفس الإسلوب اثناء القاء خطبته في احدى المنتديات اثناء زيارته الى المانيا لتقريب الإسلام والمسلمين الى قلوب الآخرين، وعدم الشعور بالإسلام فوبيا بسبب العمليات الأرهابية والقتل التي يقوم بها افراد العصابات الأسلاموية المتشددة والتي تنتمي او تتأثر بدعايات داعش لقتل او دهس المواطنين في تلك الدول الغربية بالسيارات او طعنهم بالسكاكين في الأسواق والشوارع .
هذا يذكرنا بما حدث منذ 14 قرنا من الزمان . فعندما بدا نبي الإسلام المناداة بدينه الجديد في مكة والمدينة، كان مراضيا مسالما للمسيحيين ويمدحهم كما مدح اليهود املا باستمالتهم لدعم وتأييد دينه الجديد او كسبهم للدخول في الإسلام وترك الدين الذي اتبعوه هم وابائهم واجدادهم منذ الاف السنين . كان نبي الإسلام يجتمع مع الرهبان المسيحيين واحبار اليهود ويتعلم منهم كل ما كتب بالتوراة والإنجيل وكان يستمع لقصص الأنبياء ، فتعلم منهم الكثير، وقد تتلمذ ممدل على يد القس النصراني الأبيوني ورقة بن نوفل الذي زوّج ابنة عمه خديجة بنت خويلد النصرانية لمحمد ليكون قريبا منهم في دراسته وتعليمه الأديان . وقد تم اعداده اعدادا جيدا لأستلام مهمته الجديدة في قيادة العرب بصفته نبيا ولديه كتاب منزل من (الله) اسوة بالمسيحيين واليهود اصحاب الكتب المقدسة التوراة والإنجيل التي وصفها القرآن أن فيها هدى ونور.
بدأ محمد في بداية نشر دعوته مع اهل الكتاب المقدس من اليهود والنصارى لطيفا مسالما وديعا فقال لهم :
" قولوا آمنّا بالذي أنزل الينا وانزل اليكم، والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون" العنكبوت 46
وبعد أن اصبح محمد ذا نفوذ كبير وله جيش مسلح قوي في مدينة يثرب . تغير اسلوبه خطابه الناعم الى التهديد بالقوة والقتل و تهجير أهل الكتاب من ديارهم و قطع رؤوس رجالهم بالجملة كما فعل بقبيلة بني النضير اليهودية و قبائل اخرى لأسباب واهية لكن الغاية منها هو سلب الغنائم و سبي نسائهم والتخلص من نفوذ رجالهم. فكان يخاطب مقاتلي جيشه يحرضهم على القتل وسفك الدماء قائلا لهم :" قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم ألآخر، ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " !!
نتسائل : هل المسيحيون واليهود وهم اهل كتاب مقدس، آمنوا بالله قبل الإسلام وظهور نبيه بالأف السنين، فكيف يتهمهم نبي الإسلام بأنهم لا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخير و لا يحرمون ما حرم الله ؟ لكن الغاية من هذا التهديد هي أن يدفعوا الجزية والأموال له. وإن دفعوها وهم صاغرين، يسمح لهم بممارسة (عدم ايمانهم بالله واليوم الآخر ويقبل منهم ان لا يدينون بدين الإسلام).
إنها مقايضة من قبل (الله ورسوله) لأهل الكتاب المقدس : دفع اموال الجزية للمسلمين مقابل [عدم الإيمان بالله واليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله] والبقاء على الكفر وعدم قبول واتباع دين الحق دينا لهم . . ايها المسلمون هل تعقلون هذا المنطق ؟
اله المسيحيين
تؤمن المسيحية بإله واحد حسب (قانون الإيمان المسيحي) ، مثلث الأقانيم، وليس ثلاثة آلهة كما يدعون كذبا .
يرفض الإسلام هذا المفهوم ويعتبره كفرا كما جاء بنص الآية 73 من سورة المائدة :
" لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة، وما مِن إله إلا إله واحد " .!!
هل يؤمن المسيحيون ان الله ثالث ثلاثة ؟
ان سبب رفض الإسلام لمبدأ التثليث هو سوء فهم للمعنى الحقيقي للأقانيم الثلاثة . ويعود سبب الفهم الخاطئ لمبدا التثليث في هذه الآية الى بدعة هرطوقية لطائفة النصارى لا تعترف بها الكنيسة، كانت منتشرة بين بعض اليهود المتنصرين في جزيرة العرب الهاربين من الشام في القرن السابع الذين ينادون بتثليث يتكون من الله الآب و الله الأم (مريم العذراء) و الله الأبن (يسوع بن مريم) . حيث تسائل إله القرآن وكأنه لا يعلم الحقيقة قائلا: " يا عيسى، أأنت قلتَ للناس إتخذوني وأمي إلهين من دون الله ؟ " المائدة 116
حقيقة الإيمان المسيحي الذي لا يريد المسلمون وشيوخهم ان يفهموه هو انهم يؤمنون بإله واحد قد أعلن عن نفسه للإنسان في ثلاثة أقانيم . الآب الكائن الأزلي (يهوة) ، الناطق بكلمته (المسيح) ، الحي بروحه القدوس والثلاثة واحد. وقد اعلن يسوع المسيح (كلمة الله) هذا المبدأ عندما أمر تلاميذه قائلا : " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والأبن والروح القدس " انجيل متى :28 19 و 20
من هو الآب ؟
الإسلام لا يعرف ابوة الله المؤسسة على المحبة . هذه العلاقة الشخصية مع الله غريبة على
الإسلام ومدانة من قبل القرآن بهذه الآية : " وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه . قل فلما يعذبكم بذنوبكم ، بل أنتم بشر ممن خلق" . المائدة18
المسيحيون يعتبرون الله اباهم السماوي وهذا من صميم الإيمان المسيحي . وقد علّم السيد المسيح تلاميذه الصلاة و فاتحتها : " ابانا الذي في السماوات ليتقدس أسمك ..." .
العلاقة الوثيقة بين يسوع الأبن والله الآب تجسدت بوضوح على الصليب . هناك خاطب يسوع المسيح الآب قائلا : " يا ابتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون مذا يفعلون " . ويقصد طلب المغفرة لصالبيه لجهلهم من هو المصلوب وما حقيقة إنتسابه بالله.
قال السيد المسيح قبل ان يسلم الروح الإنسانية ويموت على الصليب : " يا أبتاه في يديك استودع روحي" . كان المسيح يخاطب اباه السماوي وهو الأبن المتجسد من روح الله على الأرض . إنجيل العهد الجديد ملئ بالشواهد التي تشير الى الله على أنه اب جميع البشر المؤمنين. ومنها : " أنظروا اية محبة أعطانا الآب حتى ندعى اولاد له . ايها الأحباء الآن نحن أولاد الله ..." إنجيل يوحنا 3 : 1و2
من هو الأبن ؟
لا يقبل الإسلام دور يسوع المسيح كإبن الله، لأنهم يفكرون بالبنوة الجسدية التناسلية مثل البشر رغم علمهم أن الله قادر على كل شئ. انهم لا يؤمنون بالبنوة الروحية الإنتسابية . بقول القرآن:
" يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق . إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه . فآمنوا بالله ولا تقولوا ثلاثة، أنتهوا خيرا لكم، إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد " النساء 171
المسيحيون لا يقولون ان المسيح ولد الله كما جاء في القرآن . بل إبن الله بالإنتساب الروحي . وهناك فرق شاسع بين الولد بالتناسل الجسدي، والإبن بالإنتساب الروحي والمكاني . فنحن نقول ان المصري يكنّى بإبن النيل والعراقي بإبن الرافدين، و نقول :عطفتُ على أبن السبيل . فهل النيل والرافدان والسبيل ينجبون اولادا بالتناسل ؟ مدير المدرسة يخاطب الطلبة قائلا : ابنائي الطلبة ... فهل المدير هو ابوهم الحقيقي ؟
الإسلام لا يفكر الا بالتناسل البشري فيقول : " بديع السماوات والارض انى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم " سورة الأنعام 101 .
نسال : هل يحتاج خالق البشر أجمعين القادر على كل شئ ان يكون له صاحبة كي يكون له أبن ؟ وهل الأبن الذي يتخذه نتاج تناسل بين اهلل و صاحبة ؟؟!!
اليس هذا تفكير بشري عقيم ؟ اهلا لا يحتاج الى صاحبة حاشا له . بل ارسل كلمته وروحه الى عالم البشر في بشارة لملاكه جبرائيل فتجسد طفلا في أحشاء أطهر فتاة على الأرض مريم البتول . فهل هذا ولد بالتناسل من صاحبة ام نفذ اه ا ارادته بتجسد كلمته . فلماذا يقول القرآن والإنجيل انما المسيح كلمة الله القاها الى مريم وروح منه ... الا تعقلون ؟
الإسلام ينكر الوهية المسيح
رغم ان القرآن يعترف ان المسيح كلمة الله وروح منه، إلا ان المسلمين لايفقهون ان لا إنسان في العالم يمكنه ان يمثل كلمة الله وروحه الا لو كان هو الله بذاته . حتى الأنبياء لا يمثلون روح الله وكلمته الا ما اوحى لهم أن يقولوه. لقد ارسل الله (يسوع المسيح) كلمته متجسدا من الروح القدس، (روح الله) حل بجسده المبارك وصار إنسانا ليؤدي رسالة الفداء والخلاص لبني البشر المؤمنين به وليرينا مجد الله وقدرته، روح الله انسكبت في يسوع المسيح الإنسان واعطي للمولود سلطان لاهوت الله . فكان غلاما مباركا زكيا كما وصفه القرآن وآية للعالمين . المسيح له طبيعة لاهوتية يعمل فيها المعجزات ويرينا مجد الله الآب، و له طبيعة بشرية يأكل ويشرب وينام ويتألم ويموت إنسانيا. اما لاهوت الله الذي في المسيح فلا يموت، لأن الله لا يموت ولهذا قام المسيح من الموت بعد الصلب بثلاثة أيام ليثبت حقيقة لاهوته للناس وصعد الى السماء امام اكثر من 500 مؤمن وفي وضح النهار، ولم يسرّ به ليلا وبلا شاهد عيان يشهد له كما ادعى غيره .
القرآن يقول : " لقد كفر الذين قالوا أن الله هو المسيح ابن مريم، قل فمن يملك من الله شيئا إن اراد أن يهلك المسيح بن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا . ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما، يخلق ما يشاء والله على كل شئ قدير " .
الهنا محب للبشر حتى أرسل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به .
الهكم يحرض على قتل الناس بحجة الشرك والكفر ولم يدعو الى التبشير بالله بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة . بل بالسيف والقوة والغزوات والسبي واغتصاب النساء وسلب الغنائم . وهذه كلها بعيدة عن رحمة الله الحقيقية وصفاته القدسية. فهل اله المحبة هو نفسه اله القتل والغزو واغتصاب السبايا وسلب الغنائم والمسروقات ؟ و المصيبة ان هذا الاله يتقاسم ويتشارك بخمس مسروقات الغنائم مع نبيه بآية يقال انها من الله !!
" واعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول " !
اي اله هذا يتشارك مع اللصوص بالغنائم ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي