الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعهد أو اتفاقية الميتان (Methane Pledge) كمدخل لنجاح قمة غلاسكو

آزاد أحمد علي

2021 / 10 / 30
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


في سياق الجهود العالمية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، وقعت مؤخرا أربع وعشرون (24) إضافية على تعهد الميثان العالمي بقيادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وذلك لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة (30 %) عن المستويات الراهنة حتى نهاية العشر سنوات القادمة.
جاء هذا الاتفاق، الذي يعد شبه معاهدة أو تعهد بين الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية للعمل على خفض انبعاث غاز الميتان، كخطوة عملية مهمة، لأن هذا الغار يشكل أحد أهم روافد التلوث البيئي وبالتالي هو السبب الرئيس لظاهرة التغيير المناخي. اذ يمثل غاز الميتان، وصيغته الكيميائية ((CH4 أحد المكونات الرئيسية للغاز الطبيعي، وقد يتجاوز نسبته في الغاز المستخرج بشكل مستقل او المرافق للنفط (60%). اضافة إلى هذا المصدر الطبيعي لغاز الميتان، فهو ينتج أيضا عن النشاطات البشرية، خاصة الفلاحية، من تربية الأبقار والحيوانات الكبيرة.
وعلى الرغم من ان وجود غاز ثاني أكسيد الكربون هو أكثر بـ (200) مرة من غاز الميثان في الغلاف الجوي للأرض، لكن غاز الميتان أقوى بـ (80) مرة من غاز ثاني اوكسيد الكربون واشد خطورة على الغلاف الجوي، ومع ذلك فهو أسهل ازالة من الجو بحسب الخبراء.
منظمو هذا الاتفاق متفائلون بأن أكثر من (100) دولة ستنضم إلى التعهد قبل انعقاد قمة COP26 للبيئة في غلاسكو باسكتلندا، في نوفمبر / تشرين ثاني سنة 2021. وبالتالي يعد المتحمسون أن توقيع هذا التعهد يشكل أساسا لنجاح قمة غلاسكو المهمة على الصعيدين البيئي والسياسي. فدبلوماسية المناخ باتت شديدة الترابط مع النشاطات الدولية الاقتصادية والسياسية، سواء من زاوية تصاعد الصراعات، أو تخامدها. فثمة رهان كبير على نجاح الدورة السادسة والعشرين لقمة المناخ المذكورة أعلاه. والذي سيجتمع فيها زعماء العالم في محاولة يراها خبراء المناخ أنها الأخيرة لإبقاء الاحترار العالمي عند (1.5) درجة مئوية خلال القرن الواحد والعشرين.
لكن المشكلة الكبرى ستظل قائمة، فهل ثمة توافق دولي على منهجية الاصلاحات البيئية؟ وهل سيحضر زعماء أكثر الدول المسببة لتلوث البيئة؟ كالصين والهند واندونيسيا وغيرها، لكن على ما يبدو أن زعيم الصين سيتغيب عن القمة، لتداخل موضوع التلوث مع التنافس الحاد الجاري مع أمريكا على مختلف الصعد. ومن المعروف أن الصين هي أكبر دولة مستهلكة للفحم وربما أكبر دولة ملوثة للبيئة اضافة الى الهند. وعلى الرغم من الصين تواجه مشكلتي التصحر والتلوث بشكل هائل، لدرجة أن بكين العاصمة باتت مهددة تماما بأن تكون غير آمنة. لكن الصين لن تتبنى المقترحات الغربية والأممية في حقل حماية البيئة بسهولة. كما انها تعاني من مشكلة مع استراليا كأكبر منتج للفحم ومورد لها.
نستشف من النشاطات الأمريكية تحت ادارة الديمقراطيين الحالية، وبالتنسيق العالي مع أغلب دول الاتحاد الأوربي وبريطانيا، أن مسألة التغيير المناخي باتت لها الأولوية في سياسات الديمقراطيين العامة، وعبرها يتم تمرير صراعاتها ومواجهاتها مع عدد من الدول، لذك ستظل مسألة التلوث مرتبطة عضويا مع الصراع الصيني – الغربي في خطها العام، هذا الصراع الذي سيتسع وسيبلع العديد من القضايا السياسية الصغرى على الصعيد العالمي، وحتى في ظل شعار حماية البيئة ستدفع على الأرجح الشعوب والمجتمعات الفقيرة ضريبة اضافية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال