الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المخطط الجهنمي : لبنان نموذجا (2)

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2021 / 10 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


لو أردنا أن نختاررمزا للمرحلة الجديدة التي دشنت في 14 تشرين أول 2021 ، بالأحداث التي و قعت في بيروت ، بين حزب القوات اللبنانية من جهة و بين ما يعرف بالثنائي الشيعي من جهة ثانية ، لكانت من جهة نظري ، صورالجنرال السابق في الأمن الداخلي والسفير السعودي اللذين تعاقبا بعد " تحدي الطيونة "على زيارة رئيس حزب القوات هي الأكثر دلالة و تعبيرا ،مثلما أن " بوسطة عين الرمانة " تختزن المشروع الجهنمي المتهور الذي انطلق في 13 نيسان ، ابريل 1975 و الذي سقط سقوطا مدويا وأجهض ولادة مجتمع وطني و دولة عصرية

ما أود قوله هو أن لبنان كان دائما ميناء المشرق على البحر المتوسط ، الأمر الذي أتاح للمراقب ، استنادا إلى التجارب المتتالية ، التنبؤ الصحيح في أغلب الأحيان بالغايات التي يضمرها القادمون الزائرون أو العابرون .

الملاحظ أيضا ، إذا استثنينا زوار رئيس حزب القوات اللبنانية ، ذو السجل العدلي المعروف ،هو أن بعض نجوم " الكلام السياسي " كانوا قد أخلوا منصات القنوات التلفزيونية التي كانوا يترددون عليها كثيرا ، توازيا مع تعدد الحوادث الأمنية و تنقلها من منطقة إلى أخرى . كأن زيزان السياسة احسوا بان و قت الصرصرة قد انتهى ، فآن آوان الفعل .

لا نبالغ في القول أن معظم " الأفعال الأمنية " التي تناوب على أدائها بعض الأفرقاء ، استهدفت بشكل مباشر أو غير مباشر طرفا بعينه عن طريق محاولة عزله بتجفيل حلفائه عنه . تحسن الإشارة هنا إلى أن آخر هذه الأفعال الأمنية جرى في 14 تشرين أول كما لمّحنا أعلاه ،حيث يمكننا اعتبارالزيارتين اللتين تلقاهما رئيس حزب القوات ، تأكيدا لوقوف دولتين إقليمتين بارزتين ، هما المملكة السعودية و تركيا ، إلى جانبه . أي بكلام أكثر وضوحا و صراحة ، تأكيدا على الأبعاد الإقليمية للمعركة التي يخوضها حزب القوات .

و إذا أضفنا إلى هذا كله ، نشاطات سفراء الدول الغربية في البلاد و نفوذهم المتعاظم توازيا مع تفاقم الضائقة المعيشية ، التي كان آخر تجلياتها أستخدام سلاح العقوبات الأميركية ضد " غير المرغوب بهم " على الساحة السياسية الوطنية ، مثلهم مثل حزب المقاومة ، فإننا نصل إلى معادلة مشابهة جدا لتلك التي تهيّأت في سورية عشية إعلان الحرب ضدها في آذار مارس 2011 . تجدر الملاحظة هنا إلى أن بنية الدولة السورية مختلفة عن مثيلتها في لبنان . و لكن لسنا الآن في معرض المقارنة ببنهما .

مهما يكن يحسن التذكير بان نقطة ضعف الدول العربية بوجه عام ، و في لبنان و سورية والعراق على وجه الخصوص تكمن في طبيعة مجتمعات هذه الدول ، و تحديدا في كونها مكونة من جماعات غير متجانسة ترفض أن تتشارك فيما بينها ، إلى حد التنافس و التحاسد و التباغض . و ما يزيد الطين بلة هو جنوح أهل الحكم إلى الطغيان و الإستئثار و إلى تاسيس ملكية وراثية لا تتخلى عن السلطة إلا بالعنف لصالح ملكية مثلها . فالناس في هذه البلدان يحبون اوطانهم و لكنهم يبغضون حكامهم و لا يثقون بدولتهم . ينبني عليه أن مجتمعات هذه الدول التي تتفاعل في خلاياها و طوائفها قوى نابذة وطاردة مثل الكراهية و الطغيان و التحاسد والتملق ، تدور في حلقة مفرغة دون أن تتمكن من الاكتفاء الذاتي ومن أصلاح نفسها بنفسها و من الدفاع عن نفسها بنفسها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح