الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سيطيح نزق البداوة بجورج قرداحي؟

عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي

2021 / 10 / 31
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


حكام السعودية، ومعهم حكام الأمارات والبحرين نزقون، ردود أفعالهم غاية في الغطرسة والتطرف، وغاية في القسوة إن توفرت لهم مستلزمات ممارستها. وبسبب حداثة النعمة النفطية التي يتمرغ بها حكام البلدان المذكورة، وتفاهة أرصدتهم المعرفية وهزال مخزونهم الوجداني، فهم عاجزون عن أن يكونوا غير ما هم عليه.

ورغم ما بين العوائل الحاكمة الثلاث من تناقضات، فأن أصحاب الحل والعقد فيها يتصرفون وفق المبدأ البدوي المعروف: ((أنا وابن عمي ع الغريب، وأنا وأخوي على أبن عمي)). يتصرفون كجوقة واحدة، معا يسحبون سفرائهم من البلدان التي وجه فيها نقد لأحد أبناء العم، ومعا يطردون سفراء تلك البلدان من عواصمهم، ومعا يفرضون عليها عقوبات مشتركة أن تمكنوا من أسباب العقاب.

فعلوا ذلك في غير مناسبة وضد غير بلد. وها هم يكررون الأمر مع لبنان الجريح. والسبب تافه إلى أبعد حدود التفاهة، وهو أن الإعلامي جورج قرداحي عبر في أحدى الحوارات التلفزيونية عن أستيائه من حرب التحالف السعودي ـ الأماراتي في اليمن، وأنه أختير بعد فترة طويلة من ذلك الحوار وزيرا للإعلام في الحكومة اللبنانية الجديدة.

الرجل أكد أن ما قاله في ذلك الحوار كان رأيه الشخصي، وليس رأي الحكومة اللبنانية التي أصبح عضوا فيها في وقت لاحق. لكن افراد الأسر الحاكمة النزقون في العادة كانوا أكثر أستثارة وهيجانا ضد قرداحي كونهم يعتبرون أن ((لحم أكتافه من خيرهم))، فهو بنى نجوميته التلفزيونية من خلال إمبراطورياتهم الإعلامية. ولن يهدأ لهم بال، إلا بان يركعوا الحكومة اللبنانية التي تعاني من ازمات لا حصر لها، ويحملوها على أقالته من من منصبه الوزاري، وطلب الصفح والمغفره ممن حولوا قنصلياتهم الى مسالخ بشرية لتقطيع أوصال المعارضين وإتلافها بطرق لم يتم التعرف اليها بعد ثلاث سنوات من حدوثها.

وربما هم يريدون من لبنان أن يعامل قرداحي بذات الطريقة التي عاملوا بها خاشقجي, ومن أجل ذلك فهم علقوا العلاقات الدبلوماسية بينهم وبينه لبنان وطردوا سفراء لبنان لديهم، وأوقفوا جميع وارداتهم من المنتوجات اللبنانية، ولولا خوفهم من عواقب الفراغ الذي سيتركه المواطنون اللبنايون العاملون في السعودية والأمارات والبحرين، لطردوهم جميعا.

لم أكن يوما من المعجبين بقرداحي، رغم رخامة صوته وقوة أدائه، لكني أكبرت فيه أستعداده للتخلي عن المنجم الخليجي من أجل قناعاته الشخصية، واعتراضه على جرائم التحالف السعودي ـ الإماراتي في اليمن التي أسفظعتها الأمم المتحدة، وسائر المنظمات الإنسانية والحقوقية العالمية. وسيكون من المحزن أن يضطر لبنان الجميل المنهك الجريح للخضوع، لنزق البداوة، وصبيانية الحكام في بلدان تحالف الشر والجريمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من شابه اباه فما ظلم.هذه هي الحقيقة.
سهيل منصور السائح ( 2021 / 11 / 1 - 06:47 )
هذا هم العرب:
عبيد للاجانب هم ولكن ** على ابناء امتهم اسود.

اخر الافلام

.. دارمانان يؤكد من الرباط تعزيز تعاون فرنسا والمغرب في مكافحة


.. الجيش الأمريكي يُجري أول قتال جوي مباشر بين ذكاء اصطناعي وطي




.. تايلاند -تغرق- بالنفايات البلاستيكية الأجنبية.. هل ستبقى -سل


.. -أزمة الجوع- مستمرة في غزة.. مساعدات شحيحة ولا أمل في الأفق




.. جبهات روسية أوكرانية مشتعلة.. ومساعدات بريطانية عسكرية بالطر