الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاكمة أبي الميت ى4

ماجدة منصور

2021 / 11 / 2
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


ما زلت مستمرة في محاكمتك فالحساب قائم بيني و بينك ولم ينته بعد لأن حسابي سيكون عسيرا عليك فهو بحجم الألم و الوجع القديم و الجرح الغائر في عمق روحي يأبى أن يفارقني رغم كل الأدوية التي أتناولها عللها تٌسكت و تُخرس و تشل ذاك
الألم الصارخ في خلايا جسدي و عقلي و روحي.
إن كان قدري قد إختارني لأكون إبنتك فبئس القدر.
إن كان قدري أن إختارني لأكون الإبنة الرابعة لك فملعون هو القدر.
إن كنت تعتقد بأن ولادتي كأنثى رابعة هو لعنة...فها أنا أبشرك من مهجري البعيد بأنني أنا هي تلك اللعنة التي أقضت مهجعك و سرقت النوم من عينيك الزرقاوين حين وليت هاربة من زواج أجبرتني عليه لرجل غريب لا أعرفه ,رغم أنه قريبك, فأنت
قد حرَمت علينا معرفة أقاربنا لسبب أجهله حتى الآن.
أعلم أنه كانت لديك عائلة و أقرباء كثر و لكنك كنت قد ( عزلتنا) تماما عن معرفتهم !! ربما لأنك كنت تشغل وظيفة حكومية في منطقة الدواعش و أقصد بها مدينة (( الباب))0
منطقة الباب هي منطقة تقع شمال مدينة حلب و هي منبت و منبع الدواعش الأصلاء اللذين تمرسوا في قتل النساء.
و تسألون من أين أتي الدواعش في سوريا؟؟؟
للدواعش __مفقسة__دائمة , هذه المفقسة تقع في مدينة إسمها ( الباب),, و الباب الآن تحت سيطرة العصمللي أردوغان.
للدواعش أوكارهم في سوريا منذ زمن طويل و أكبر وكر للدواعش هي منطقة الباب في شمال شرق مدينة حلب.
سأخبركم عن طباع أهل منطقة الباب.
هؤلاء القوم دواعش بمعنى الكلمة و تعريصهم متستر و مخفي فهم يمارسون الرذيلة و الفحشاء و المنكر تحت جنح الظلام.
تابع معي و إلحقني يا بابا .
أثناء طفولتي المعذبة و البائسة معكم , كان لدي مكان سري أهرب إليه دائما أثناء نومكم جميعا و هذا المكان الحبيب هو سطح منزلنا فنحن كنا نعيش في بيت عربي و للبيوت العربية أسطحة كبيرة , و كنت أهرب لسطح منزلنا لا لشيئ سوى أني كنت
عاشقة للنجوم و القمر.
لقد صادقت النجوم و القمر منذ طفولتي.
كنت أهرب للسطح حين نومكم و كنت أظن أنني وحدي أقبع في الظلام !! و لكنني كنت أرى في جنح الظلام نساء منطقة الباب يتقابلون مع عشاقهم الدواعش على أسطحة المنازل!!! كان الذهول يصرع عقلي ..فها هم الدواعش اللذين يصلون في الجامع
خمس مرات يوميا,,, يتنايكون مع الداعشيات,,, تحت جنح الظلام و عتمة الظلام!!!!
و لطالما كان الظلام ,, ستَار لعيوبكم و نقائصكم و فجوركم فأنت قد إتخذتم من قرآنكم دستورا لكم,, إذ أن قرآنكم ( الغير كريم) يأمركم ( إن إبتليتم بالمعاصي ...فإستتروا) فنعم رب هو ربكم و نعم نبي هو نبيكم يا حثالة الأمم.
ذات يوم ما زلت أذكره جيدا ,, أنني كنت أقبع على سطح منزلنا في ظلام لياليكم و رأيت ___صديقك الحبيب___ الشيخ ناصح الملا و هو مستتر بالظلام...و كان الشيخ الإرهابي الجليل يقبل والدتي بنهم الجائع و شبق الحيوان على باب منزلك ( العامر
بالتقوى و الإيمان)...و حين أحسا بوجودي...أمراني بالإنصراف ....حينها إلتفتت لي والدتي و هي تضحك ضحكة صفراء دون معنى قائلة : الشيخ يوشوشني بأمرك...فهو قد إقترح لك عريسا و هو إبن أخيه و إسمه ( عبد الرحيم الملا)!!!
هكذا بررت لي ماما قبلات الداعشي و أقصد به الشيخ الجليل , المحترم, الشريف. المفتي , العاقل الرشيد, و الذي لا يشق له غبار قبلاته التي رايتها مرأى العين!! و إعتقدما لحظتها بأني طفلة غبية , ساذجة , ولا تفهم, فهما كانا يظنان بأنني مجرد
حيوان لا تفهم لغة الإنسان.
هذا هو صديقك الشيخ ناصح الملا الذي مات و فطس و لك كل الحق أن تحاسبه الآن في دنيا الحق و تضربه بالصرامي و الأحذية القديمة و لك أن تبصق في وجهه بصقة كبيرة و تقول له بملئ فمك الجميل: :: لما إستعرصتني يا عرص!!
إن العرص ناصح الملا كان يستعرصك!!! و بالمناسبة فإن هذا الشيخ المسخوط قد أنجب أولادا و هم إرهابيون الآن و يعملون مع العصمللي أردوغان لأن منطقة الباب تقع تحت الوصاية التركية لقربها من الحدود السورية التركية.
عندما حدث هذا كنت لا أزال طفلة لم تتعدى 10 سنوات.
حينها قررت أن أبقى خرساء بكماء ...لأني كنت أعلم جيدا بأنني لو تكلمت بكلمة عما رأيته بعيني فإن من سيقوم بقتلي هو والدتي!!
كانت والدتي قوية و قادرة و سأأتي على محاكمتها لاحقا.
هناك فضائح كثيرة سوف أذكرها كلها في قادم الأيام فأنا هي المرأة اللعنة...لعنة الدواعش اللذين كان بودهم إجتزاز عنقها بأمر إلهي مقدس ...ولكنهم أخفقوا في إجتزاز عنقي لأن إرادة الحياة و الحرية كانت و ما زالت أقوى من كل مؤامراتهم و نجاستهم
و خبائثهم التي تعج بها أنفسهم الساقطة و الظلامية.
لست أقول ذلك من أجل الإنتقام , لكن. لأجل كلمة حق أقولها للتاريخ و للإنسان الحر . الصادق, . كي أمرر له رسالة صغيرة تقول: إنزعوا عنكم رداء التدين المزيف...الممزق...العفن...المهترئ...و لتعلموا جيدا بأن تعريص المتدينيين يقع تحت جنح
الظلام.
وهذه آيتي الجليلة تقول لكم بمرارة: (( إذا إبتليم بالمعاصي...فانفضحوا))
و آيتي الثانية تقول لكم بمرارة (( إذكروا مساوئ موتاكم))
فالصدق و الشفافية و المصارحة و الحب والعطف و الفهم و الوعي و نظافة الروح و عفة الوجدان و الروح المحلقة بأفق الإنسانية هي من تتحدث الآن.

(( شموس كثيرة تحوم في فضاءات خلاء, و كل نفس قائمة تحدثهم بنورها,, أما أنا فعلى كلامي وجههوا السلام...فالنور يمضي وحيدا في طريقه حاملة قسوتي تجاه كل الذي مضى ..باردة , مكتئبة. مريضة , حاملة برودتي المتجمدة في مداراتها و لا أتبع
سوى إرادتي الحرة و روحي المتوهجة بصقيع البرد و عتمة الليالي فوحدكم يا أيها القاتمون , الظلاميون, الليليون. تستمدون ضوء شمسكم الغائبة مني أنا.
هناك ظمأ قديم لمحاكمتك يا بابا فها هي رغبتي بالحديث تتفجر و تشع بهاءا و نورا و تحضرا و إنسانية و نماءا و إزدهارا و عطاءا و حبا و بريقا و توهجا و ها هي رغبتي تنطلق كنبع ماء في صحاري أيامكم الجافة فإن روحي تتألم من وجع الثقل
الذي طال حمله.
إنه الوقت المناسب لي الآن كي أرمي عبئ هذا الثقل الوجودي .
لأني لم يعد بمقدوري إحتمال المزيد من ترهات ماضيكم الدموي و القاتم و المظلم ...ذلك أن للأرواح أجنحة تتوق للحرية و الحب و الجمال و الإنعتاق من كل ما يكَبل خفتها و شفافيتها.

بابا:
أعلم أن ديني ودين أجدادي هو الإسلام و صدقني إن قلت لك أني جربت أن أتصالح معه ...فدرسته جيدا و تعلمت القرآن مضيت دهرا في دراسة السيرة النبوية و عرجت على كتب الفقه الإسلامي حاولت أن أبقى مسلمة سنية و لكن روحي لم تقدر على
هضم القرآن و إحترام نبي الإسلام فبعد كل جملة في إسلامنا أجد هناك عقبة تعترض وجداني و إنسانيتي و شفافيتي و كينونتي و جوهري ...فكل حرف بالقرآن يأمرني بالكره للآخر ...و معاداة البشر...و خنق الإنسان...و تحقير العلماء و تهزيئ المرأة
و مصادرة الحرية ..و إستعداء الحضارة... فالقرآن و السيرة النبوية لا تنسجم ,,بحال منالأحوال,,مع البشرية المعاصرة...و حتى البشرية القديمة...فروحي تأبى نصوص القتل و الغدر .
هذا هو كل شيئ و ليس بالإمكان أفضل مما كان.
صدامي معكم ليس بصدام حضارات أبدا...بل هو صدام إنسان لإنسان آخر له الحق في أن يكون مختلفا عنكم...و أنتم يا أبناء جلدتي...جلودكم سميكة خشنة مغَبرة قاتمة و دموية أيضا!! فكيف أقبل شريعتكم و أنا أصاب بالإغماء حين أرى بقعة دماء!!!
هل من عاقل يفكفك لي هذه الإشكالية؟؟؟؟
(((((( إنه الليل: هي ذي الينابيع الفيَاضة ترفع صوتها في حديث مسموع , و روحي هي أيضا ينبوع فياض....إنه الليل : هي ذي أغاني المحبين تستيقظ الآن, و روحي هي أيضا أغنية محب,)))))
هكذا تحدث زرادشت.
هنا أقف
من هناك أمشي
للمحاكمة بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بشكل طريف فهد يفشل في معرفة مثل مصري ????


.. إسرائيل وإيران.. الضربات كشفت حقيقة قدرات الجيشين




.. سيناريو يوم القيامة النووي.. بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم


.. المدفعية الإسرائيلية تطلق قذائف من الجليل الأعلى على محيط بل




.. كتائب القسام تستهدف جرافة عسكرية بقذيفة -الياسين 105- وسط قط