الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سِنْدِبَادُ الْعَالَمِ ...

فاطمة شاوتي

2021 / 11 / 2
الادب والفن


وأنتَ تقطعُ البحارَ لَا تغرقُ...
وأنتَ تهدِمُ الجليدَ
لاتبتلعُكَ المحيطاتُ...
وأنتَ ترفعُ الجبالَ
لَا تسقطُ صخرتُكَ...
على ظهرِ سِيزِيفْ
فتنكسرُ ظهورُنَا
منَ الخوفِ...
وأنتَ تكتشفُ الآبارَ
لَا تخشَى الظمأَ...
لأنَّ الدِّلاءَ
قدْ شربتْ قاعَ البئرِ...


وأنتَ تجمعُ الشمسَ في سلالِ الباعةِ...
لا تعرفُ كمِ احترقَ منْ جبينٍ
في جيوبِ الجوعِ...!؟
وكَمْ تَفَصَّدَ منْ عرقٍ على وجهِ الغابةِ...!؟
وكمِ احترقَ منْ رغيفٍ
يقاومُ قيدَ رمقٍ...!؟
وكمْ منْ جنديٍّ فارقتْهُ خوذتُهُ
وفارقَ قلبَهُ ...!؟


الخوفُ والجوعُ والعنفُ سيفٌ بتَّارٌ...
يُشْهِرُ الموتَ
في وجهِ النهارِ...
وتُولْوِلُ ألسنةُ الليلِ
بحكاياتِ السندبادِ الشرِّيرِ...
يوزعُ الأرقَ والقلقَ
العابرَ للقاراتِ...


كيفَ تحولَ الكُوفيدُ إلى سجنٍ ..
تُبْنَى أسوارُهُ وأسلاكُهُ الشائكةُ
داخلَنَا...؟
كيفَ تحولَ اللقاحُ مفتاحاً صدئاً
لَا يفتحُهُ ...
سوَى دركِيٍّ
أوْ شرطيِّ مرورٍ معمدٍ بالوصايَا...؟
وكلُّ خللٍ
يغدُو إخلالاً بالأمنِ العامِّ...
صارَ اللقاحُ سجَّاناً
وصرنَا المتهمينَ...


الدكاكينُ والمتاجرُ والواجهاتُ الكبرَى...
مطاراتٌ
ونحنُ الإرهابُ الجديدُ الْمُفَبْرَكُ...!؟
نحتاجُ شهادةَ عدمِ السوابقِ
وإخلاءِ الذمَّةِ ...
وفيزَا
وحسنِ السيرةِ والسلوكِ...
استباقاً لأيةِ طوارئَ
تُباغثُ النظامَ العالميَّ...!؟


هلْ عيَّنَتِ الطبيعةُ حاكماً عسكرياً /
ومقيماً عامًّا /
لمستعمرةٍ وبائيةٍ
استوطنتْهَا الفيروساتُ ...!؟



هلْ ينفردُ الكوفيدُ بهذهِ القداسةِ
دونَ سابقيهِ...؟
كيفَ تفقدُ الفيروساتُ السابقةُ
عروشَهَا...؟
هلْ فقدَ السرطانُ والسيدَا
وإيبولَا والسارساتُ المَاقبْلَ ...
والأنفلونْزاتُ وجنونُ البقرَ
قيادةَ العالمِ...؟



هلْ يستوجِبُ الزواجُ شارةَ اللقاحِ...؟
و صارَ اللقاحُ ختْماً
لعذراءَ...
شرفُهَا وشرفُ القبيلةِ
بكارتُهَا...؟


هلْ صارَ الوطنُ دولاً ومقاطعاتٍ
تستلزمُ الإذنَ ...؟!
وصارَ اللقاحُ جداراً عازلاً...؟!
وصرنَا اللاجئينَ
في مخيماتِ الغوثِ الدوليةِ ...؟!
أمْ صرنَا المعتقلينَ
في غيتُواتِ الغِيسْتَابُّو ...؟!


فيَا أيهَا السندبادُ البرِّيُّ / البحريُّ / الجوِّيُّ /
متَى تنتهِي الرحلةُ
أوْ متَى تُغمِدُ خنجركَ فينَا...؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81