الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيناريوهات المشهد السياسي وسط الطعون وهيمنة الترقب لتشكيل الحكومة الجديدة

اسراء العبيدي
كاتبة واعلامية

([email protected])

2021 / 11 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


تسود حالة من ترقب المشهد السياسي في العراق مع رفض كتل سياسية لنتائج الانتخابات العامة ، بعدما جاءت نتائج الانتخابات صادمة لكثير من الكتل السياسية والسياسيين في آن واحد، إذ فقدت كتل سياسية حضورها القوي في البرلمان العراقي، مقابل صعود كتل أخرى وتحقيقها نتائج لافتة ، إلى جانب هذا شهد العراق موجة من الاحتجاجات الشعبية، عقب إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية، والتي اعتبرتها مجموعة كبيرة من القوى السياسية غير صحيحة، مشككة في نزاهة عملية فرز الأصوات ومصداقيتها ومعتبرة إن الانتخابات مزورة وإن تزويرها هي مؤامرة دولية أسهم فيها أطراف محليون . وحسبما ذكر إنّه تم إنجاز 816 طعناً، ردّ منها 790 طعناً، والمقبولة بلغ عددها 26 طعناً، وهي الطعون التي تم قبولها مدعومة بالأدلة والوثائق، لذلك تم فتح نحو 300 محطة, وفي حال صدور قرارات الطعن سترسل نتائج الانتخابات إلى المحكمة الاتحادية العليا للتصديق عليها بشكلها النهائي , وسيكون الموعد القانوني للمصادقة على نتائج الانتخابات، هو بعد إنهاء عملية الطعون بتفاصيلها كافة. وهذا يجعلنا نتساءل ماذا ستقدم الانتخابات وسط مشهد سياسي بالغ التعقيد وضغوط اقتصادية وأمنية؟ وهل يمكن أن تحقق نتائج هذه الانتخابات التغيير المأمول ؟ وبالتحديد فرض خريطة سياسية جديدة للعراق، تضع نهاية لاحتكار القوى المتنفذة للسلطة، بقدر ما تضع نهاية لحكم المحاصصة الطائفية وتعيد لـ الوطنية العراقية مكانتها المأمولة كمحدد أساسي للحكم في العراق . وربما ستطول مدة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، في ظل وجود أحزاب صغيرة، وعدد كبير من المستقلين وقوى ممثلة للعشائر والقبائل، الأمر الذي يعني صعوبة تحقيق توافق كامل في الخريطة السياسية. وسيبقى التحدي الأكبر في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، والتي لا تزال تتمحور في شخص مصطفى الكاظمي لتوليها، هو تنفيذ برنامج الإصلاح، فالأمر لا يزال ممتدا في ظل تطلع الرئيس برهم صالح أيضا للحصول على فترة ثانية، وكذلك مسعى رئيس البرلمان، "الحلبوسي"، للحصول على دورة ثانية
وفي سياق آخر ستبقى الخلاصات متعلقة بما هو قادم ومطروح في المشهد السياسي العراقي بأكمله . ولاسيما إن الانحياز الشعبي كان واضحا نحو التغيير في هذه الانتخابات، وذلك لإعطاء التوجهات الجديدة فرصة للمشاركة في الحكم، وكسر جمود الأحزاب القديمة، وهذا ما حدث بالفعل، حيث شاهدنا ثورة على بعض الأحزاب القديمة، وإنْ كانت ليست كاملة، لكن هناك قبول شعبي لأوساط المستقلين والناشطين المؤيدين للاحتجاجات
والأيام القليلة القادمة ستكون حاسمة وربما ستكون هنالك مفاوضات وربما ستحتاج إلى وقت طويل لاختيار رئيس حكومة، وربما تضمن المفاوضات تقاسم الحصص الوزارية والمناصب العليا في مختلف قطاعات الدولة . حيث بدأ الكثيرون يتوقعون ما ستؤول إليه هذه الحكومة وفرص نجاحها أو فشلها. لكن تعقيد التحديات التي يواجهها العراق - كما وصعوبة التكهن بالأزمات العالمية المتزامنة والعديدة يزيد صعوبة التنبؤ بما سيحدث .
وهذا يجعلنا نتسائل هل ستنجح حكومة ما بعد الانتخابات في إحداث تغيير جوهري يفضي إلى استعادة هيبة مؤسسات الدولة وسيادة العراق؟ وانتقال العراق إلى دولة كاملة السيادة قادرة على منع التدخلات الخارجية وتعمل على إخراج العراق من أزماته المتراكمة؟ أعتقد هناك حاجة كبيرة لاستعادة الثقة المفقودة من غالبية العراقيين بالعملية السياسية من خلال التأسيس لعقد “اجتماعي سياسي” يذهب باتجاه المصالحة الشاملة بين المكونات الأساسية، وهذا لن يتحقق دون إلغاء نظام المحاصصة السياسية وإحلال مبدأ المواطنة بديلًا عن الانتماء للعرق أو الطائفة، وهذا لن يتحقق دون إجراء تغييرات جذرية في بنية العملية السياسية، وهو ما لا يمكن أن تقبل به الأحزاب التقليدية طالما أنه يتعارض مع مصالحها المتحققة من هذه العملية السياسية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي