الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جسدت انسجاما شكليا قمة مجموعة العشرين.. اتحاد غربي ضد الصين واتفاق حد أدنى بشأن المناخ

رشيد غويلب

2021 / 11 / 3
السياسة والعلاقات الدولية


سعت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، خلال قمة العشرين التي استضافتها العاصمة الإيطالية روما أيام 29 -31 تشرين الأول الفائت، تنظيم تحالف عابر للأطلسي ضد الصين. واتفق الجانبان على حل وسط جزئي في الخلاف حول العقوبات الكمركية الأمريكية على تصدير الصلب والألومنيوم من الاتحاد الأوروبي. وبالتالي ستبقى التعريفات سارية، وبالمقابل ستحصل شركات الاتحاد الأوروبي على إعفاءات من الرسوم الكمركية. وقررت بروكسل عدم زيادة التعريفات العقابية على بعض المنتجات الأمريكية إلى 50 في المائة. وكان الرئيسان الأمريكي جوزيف بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون قد حسما، على الأقل في العلن، الخلاف المحتدم بين البلدين بشأن صفقة القوارب النووية الملغاة.

خيبة أمل
وبشكل عام، كانت نتائج قمة مجموعة العشرين مخيبة للآمال. لقد قرر رؤساء الدول والحكومات، كما هو متوقع، حدا أدنى لضريبة عالمية بنسبة 15 في المائة. لكن الإعلان عن ضرورة تلقيح ما لا يقل عن 40 في المائة من السكان “في جميع البلدان”، بحلول نهاية عام 2021، ضد كورونا، و70 في المائة على الأقل بحلول منتصف عام 2022، قوبل بانتقادات، فلا تزال الدول الغنية تحتفظ بكميات هائلة من اللقاحات. ووفرت 77 في المائة من جرعات اللقاح لسكانها، ولم يستفد حتى 1 في المائة من سكان البلدان الفقيرة من الخزين المتوفر. ولهذا دعا الرئيس الصيني شي مجموعة العشرين للتخلي عن تحفظاتها على الإطلاق الجزئي لحقوق ملكية انتاج اللقاحات؛ وتعد المانيا أكثر البلدان المعنية بذلك، لإعاقتها تأمين لقاح فايزر الذي تنتجه شركة بونتيك في مدينة ماينز الألمانية، لتحقيق أكبر قدر من الأرباح. وأشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي شارك أسوة بنظيره الصيني، عبر دائرة تلفزيونية، إلى أن دول مجموعة العشرين تواصل منع “ الاعتراف المتبادل باللقاحات”، على أرضية “ذهنية المنافسة”.
التزامات فضفاضة
وجاء تعهد الدول المشاركة في القمة بشأن العمل على ضبط ارتفاع درجة حرارة الأرض، بصياغة عامة، ودون التزامات محددة، حيث أشار البيان الختامي إلى ضرورة مواصلة الإجراءات “الهادفة والفعالة” لقصر الزيادة في درجة حرارة الأرض على 1.5 درجة مئوية. وينطبق الشيء نفسه على القول بضرورة “الإجراء الفوري”. وجاءت القرارات غامضة للغاية فيما يتعلق بالتوقف عن بناء محطات الطاقة التي تعمل بالفحم وإلغاء دعم استخراج الفحم. وقبل نهاية الجلسات بوقت قصير، أفاد مطلعون بأن الوقت المناسب لتحقيق الحياد المناخي لن يكون عام 2050، بل سيكون وفق صياغة غامضة “منتصف القرن”. من جانبها التزمت الصين بالحياد المناخي بحلول عام 2060. ورفضت الهند، التي تنتج 70 بالمئة من احتياجاتها من الكهرباء بواسطة الفحم، الالتزام بموعد محدد.
خلافات مستمرة
إن الأجواء الدبلوماسية خلال جلسات القمة، لا تخفي حقيقة استمرار الخلافات العلنية بين بلدانها الرئيسة، فعلى الرغم من اتفاق الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، على هامش أعمال القمة تسوية الخلاف بشأن حقوق الصيد المتصاعدة بينهما في أسرع وقت ممكن. أثارت تعليقات ماكرون، الذي ألقى باللوم من جانب واحد على بريطانيا العظمى، الشكوك حول نجاح التسوية، وهذا ما أكدته التقارير الإعلامية في الأيام الأخيرة، التي تشير إلى استمرار الحرب الإعلامية بين البلدين. وكذلك التفاهم بشأن العقوبات الكمركية، جاء بسبب خسارة قطاع الصناعة الأمريكية لنسبة كبيرة من أرباحه، لارتفاع أسعار الصلب. وتريد واشنطن معالجة هذه المشكلة بواسطة محاصصة متبادلة على أساس أولوياتها.

احتجاجات عديدة
امتازت الاحتجاجات ضد قمة العشرين هذه المرة باللامركزية والتعدد، فمن تنظيم تجمع لقطع الطريق المؤدي إلى مقر انعقاد القمة، إلى دعوة لجنة “ لا لدراغي” إلى تظاهرة احتجاجية ضد سياسات رئيس الوزراء الإيطالي دراغي وضيوفه، ومن ثم التجمع في ساحة قرب “الهرم القديم” جنوب روما، الذي شارك فيه، وفق جريدة مانفستو اليسارية 6 آلاف من المناهضين للرأسمالية، تلبية لدعوة اتحاد نقابات “كوبيس” للمنظمات القاعدية. ومثلت دعوة الحركات الاجتماعية إلى عقد “جمعية وطنية”، بموازاة جلسات القمة بيومها الأخير، لمناقشة سبل تطوير النضال من أجل العدالة الاجتماعية، ذروة النشاطات البديلة.
وكانت حركة “جمعة للمستقبل” المناضلة من أجل حماية المناخ، قد دعت خلال أيام انعقاد القمة إلى إضرابات وتظاهرات طلابية شبابية، وقد دعمت هذه الأنشطة قوى اليسار السياسية والاجتماعية، بالإضافة إلى العاطلين عن العمل والمتقاعدين.
وبالمقابل تم نشر قرابة 6 آلاف من القوات الأمنية والجنود، لمواجهة الاحتجاجات. وتمت إحاطة منطقة انعقاد المؤتمر بالعجلات المدرعة. وحظر الطيران في سماء روما، وتم تعليق حركة المترو في المركز. بالإضافة إلى تحليق طائرات الهليكوبتر فوق المدينة ونشر القناصة على أسطح البنايات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة