الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يفعل المعترضون بالمقاعد؟

ساطع راجي

2021 / 11 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


كل القوى المعترضة بصخب على نتائج الانتخابات، تمكنت خلال السنوات الماضية، من فرض هيمنتها على مفاصل كثيرة في الدولة دون الحاجة الى مقاعد في مجلس النواب، ولاحقا تم تحويل وجودها في الشارع والمؤسسات الحكومية بقوة الأمر الواقع الى مقاعد نيابية، فماذا فعلت بها؟.
بفضل المقاعد النيابية التي حصل عليها تحالف الفتح في انتخابات مزورة بشكل فظيع في عام 2018، تمكن من الوصول الى الحلقة العليا لتقاسم السلطة، وشارك بتسمية عادل عبدالمهدي رئيسا للوزراء بالاتفاق مع كتلة سائرون بعيدا عن السياقات الدستورية التي تلزم ان يكون ترشيح رئيس الوزراء من الكتلة الاكثر عددا، وبالتالي من المتوقع ان تكون في اضابير الدولة العراقية ورقة واحدة تقول ان عبدالمهدي تم ترشيحه من الجهة او الكتلة الفلانية، وهكذا بعد ان صعد الفتح الى قمة السطة بانتخابات مزورة قام ايضا بالمشاركة في خرق الدستور.
كان لدى الفتح ما يقارب الـ47 مقعدا في مجلس النواب، واذا اضفنا له مقاعد اصدقائه وحلفائه (الفياض والمالكي) فنحن امام كتلة نيابية كبيرة ان لم تكن الاكبر، لكن هذه الكتلة لم تتمكن من حماية رئيس وزرائها عادل عبدالمهدي عبر البرلمان رغم انها ارتكبت سيلا من الاخطاء في الدفاع عنه خارج البرلمان، وكان الاولى بها ان تدافع عنه في البرلمان اولا لتكون لمقاعدها فائدة، او على الاقل ان لا تسمح بتقديمه كبش فداء وحيد لنظام تتشارك كل القوى في فشله فتبقى كل الرئاسات ويخرج الذي يمثلها وان كان نصف تمثيل باعتباره مرشحا للفتح وسائرون في نفس الوقت، بينما نجا رئيس الجمهورية من التغيير كما نجا رئيس البرلمان وسترته من الخلع.
وبعد ذلك، تحولت مقاعد الفتح الى كومة قش والكتلة الكبيرة الى ممسحة في القصر الرئاسي خلال عملية ترشيح رئيس الوزراء الجديد برفض مرشيحها تباعا، وقبلت كتلة الفتح بخرق دستوري جديد على منوال الطريقة التي أسستها في ترشيح عادل عبدالمهدي، واستمرت جيوش الفتح التلفزيونية والالكترونية في مهاجمة الجميع دون ان تستفيد الكتلة من مقاعدها في استجواب مسؤول واحد ممن تتهمهم بالفساد والعمالة والفشل، فيما استمرت الفصائل التابعة لقوى الفتح بممارستها التأزيمية التي دفعت الى بناء كتلة شعبية واعلامية مضادة استغلها الساسة المناوئين للفتح بشكل مثمر في اقناع المجتمع الدولي وحتى اقرب داعمي الفتح في المنطقة للتخلي عنها.
وإذا كان تحالف الفتح لم ينتفع بمقاعده البرلمانية لا في اثبات حسن نواياه للمواطنين عبر منع القرارات السلبية من المرور ولا في الانتقام سياسي من خصومه، فإنه لم يقدم اداء حكوميا لافتا عبر الوزارات التي ادارها، وبذلك خسر الشارع كليا.
ويبدو ان سوء الادارة السياسية تلاحق تحالف الفتح والقوى التي على شاكلته في كل الملفات، فبعد فشله في استثمار مقاعده البرلمانية وحقائبه الوزارية لرفع رصيده الشعبي واضعاف خصومه، أهدر رصيد فصائله في مواجهتها لداعش عبر حشرها في الازمات السياسية، ثم حقق فشله الاكبر في سوء ادارة شارعه الانتخابي وتضارب توجهات مكوناته ليدخل السباق الانتخابي بقائمة هشة متسلحا بوجوه اعلامية غير مقنعة ولا محبوبة بل منفرة تستخدم لغة حديدية يعود بعض مفرادتها لحقبة صدام.
يجب ان لا يحزن او ينزعج تحالف الفتح (ومعه بعض اصدقائه) من خسارته لجزء كبير من مقاعده بنفس الطريقة التي ربحها بها عام 2018، كما ان هذه المقاعد ذهبت عمليا الى المالكي القريب من توجهات الفتح، والأهم ان ظروف العراق السيئة التي مكنت قوى الفتح والقوى التي على شاكلتها من بناء قوتها وفرض وجودها بعيدا عن البرلمان (ولغاويه) مازالت قائمة.
ولذلك، الافضل للفتح واصدقائه التوقف عن دفع البلاد الى مزيد من التأزيم لن ينتفع منه بل سيتحول الى رصيد مجاني جديد في حساب خصومه الذين صمدوا رغم سوء ادائهم في وجه تهديداته الاعلامية ومحلليه العنتريين، الذين ينطبق عليهم قول الامام علي (ع) : عدو عاقل خير من صديق أحمق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمجد فريد :-الحرب في السودان تجري بين طرفين يتفاوتان في السو


.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال




.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟


.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال




.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا