الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الديموقراطية القائمة بالفعل

أحمد زوبدي

2021 / 11 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي



أثارت مجلة مركز دراسات الوحدة العربية(بيروت) موضوع
العجز الديموقراطي (déficit démocratique)في الدول العربية, في إحدى إصداراتها الأخيرة, وكان تعليقي على هذا النحو :

العجز الديموقراطي يمكن الحديث عنه في الدول الديموقراطية التي عرفت تراجعا في ما يخص هذا النظام السياسي الذي يبقى قابلا للتفكك في أي لحظة, أما الدول التي لم تدشن بعد هذا النمط للحكم أي الديموقراطية, مثل الدول العربية, التي تصنف في خانة الدول الاستبدادية والمتخلفة في آن واحد, فالمفهوم إياه يبقى غريب عن هذه التشكيلات السياسية, التي لم تدشن حتى مرحلة الانتقال الديموقراطي (transition démocratique ). الإنتقال الديموقراطي عفوا الذلقراطي, كما سوق لهذا المفهوم الكثير من المثقفين المبتذلين الذين يستفيدون من المكاسب والمناصب التي توفرها لهم الأنظمة الرجعية, حالة المغرب نموذجا.
العجز الديموقراطي مفهوم فيه لغم فكري وسياسي, ومن يسوق لهذا المفهوم هو إنسان ليس له إلمام لا بالثقافة وليس بالسياسة وبالتالي هو متواطؤ مع الأنظمة الاستبدادية.
الديموقراطية الغربية القائمة بالفعل بدأت, منذ أواخر الثمانينيات, في التفكك, في ما يخص الحقوق السياسية, بسبب غياب الديموقراطية الإقتصادية. الديموقراطية الرأسمالية, في نسختها الرأسمالية الإجتماعية, هي ديموقراطية شكلية(démocratie formelle), مما يجعلها تتبخر في أية لحظة. الديموقراطية الغربية, في ظل نظام رأسمالي أمبريالي فاشستي, أصبحت تصنعها أوليغارشات على مختلف أشكالها منها في مجال الأبناك والعقار والصناعة والإعلام ( دونالد ترامب أو إيمانويل ماكرون وغيره من رؤساء الغرب هم منتوج هذه الأوليغارشيات ولم يصعدوا إلى الحكم بفضل شعبيتهم أو الكاريزما) وبالتالي أصبحت السياسة عبارة عن فلكلور أو سياسة الفرجة, كما يصنفها الفيلسوف الفرنسي مارسيل غوشي, وبالتالي تحولت الديموقراطية إلى لعبة حقيقية أنتجت اليوم في هذه البلدان ديموقراطية ذات الكثافة المنخفضة (démocratie de basses intensités ), كما يسميها المفكر العربي الفقيد سمير أمين.
الحداثة في زيها الرأسمالي تتعرض اليوم لتراجع غير مسبوق من خلال انهيار مقومات النظام الاجتماعي القائم أي النظام الرأسمالي ومن خلال صعود ثيارات ما بعد الحداثة (courants post- modernistes ) , التي تبقى أكبر ردة في الفكر الفلسفي السياسي عرفتها الإنسانية منذ عصر الأنوار. وبالتالي يبقى البديل لتجاوز محنة الحداثة إياها, خصوصا مع بروز صدام البربريات(choc des barbaries) وليس صدام الحضارات(choc des civilisations), كما يفسر ذلك المفكر اللبناني جلبير الأشقر في نقده لأطروحة هنتغتون Huntington , هو الإنتقال إلى ما بعد الرأسمالية ليكتمل هذا المشروع المجتمعي الضخم مع تدشين الإشتراكية, كنظام تكون فيه الديموقراطية والعدالة الاجتماعية والحرية هي مصدر تدبير شؤون الشعوب وليست مصدرا للحكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر باريس حول السودان: ماكرون يعلن تعهد المانحين بتوفير مس


.. آلاف المستوطنين يعتدون على قرى فلسطينية في محافظتي رام الله




.. مطالبات بوقف إطلاق النار بغزة في منتدى الشباب الأوروبي


.. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: هجوم إيران خلق فرص تعاون جديدة




.. وزارة الصحة في غزة: ارتفاع عدد الضحايا في قطاع غزة إلى 33757