الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرف القبلي و الشقاوات تاريخ مدمر للعراق

ال يسار الطائي
(Saad Al Taie)

2021 / 11 / 5
المجتمع المدني


حين يغيب القانون في بلد قبلي فإن الانسان يلجأ
لقبيلته طلبا للحماية والامان ، وكلما كانت القبيلة
اقوى ساد التفاخر وكثرت المهاترات في المجتمع
حيث يسن الاقوياء قوانين (سنينه) للدية والتحويلة
واعطاء المهل المؤقتة (عطوة) وتختلف هذه القوانين
من قبيلة لاخرى (حسب عددها و عدتها والشرسين
فيها) لذلك يصاب المجتمع بكثرة المشاكل الواقعية
و المفتعلة ، وهذا ماجرى في العراق بعد سقوط
صدام وحزبه على يد قوات الاحتلال الدولي بأمر
من مجلس الامن ورفع الغطاء الامريكي الذي كان
يحميه ويساعده في القمع لمعارضيه مقابل ان يقوم
بحرب شاملة ضد الجمهورية الايرانية الفتية (لم
اقل الاسلامية لانه لاتوجد دولة اسلامية حقيقية)،
هذا التيه الذي عاشه الشعب العراقي بعد انهيار
الدكتاتورية البعثية اعطى للقبيلة صوتا مؤثرا في
حماية ابنائها (خصوصا عناصر النظام البعثي
المطلوبة لعوائل الشهداء والسجناء)واعطى لرؤسائها
حماية قانونية كاعضاء برلمان او مقربين تزلفا من
نواب انتخبوهم او من ابناء جلدتهم أشبه مايكون بمجلس
الاعيان بالنظام الملكي المستورد من الحجاز والذي
فرضته بريطانيا على العراق والاردن ، لكن بمستوى
اقل الا بما يسمى الاشقياء (الفتوات) حيث يحمي كل
شقي وعصابته منطقة سكناهم والتحرش والاعتداء
بمناطق اخرى تابعة لاشقياء اخرين بقبول ودعم غير
مباشر من نوري سعيد (التركي وهو الحاكم الفعلي
للعراق منذ العشرينات الى يوم مقتله في عام )1958
حيث كان يستخدمهم لتصفية الخصوم السياسيين بحجة
الاعتداء او السرقة وهذا ما تربى عليه المراهق صدام
التكريتي مع شقاوات جانب الكرخ في بغداد .
ان وجود دولة قوية وقانون عادل منصف وقضاة غير
فاسدين واجهزة امنية مهنية وطنية تمتلك القوة الكافية
لردع المجرمين والفاسدين وكف اذاهم عن الشعب
و الدولة كافٍ بشكل كبير في خلق وطن يكون للمواطن
قيمة عالية وايضا نيله لحقوقه وادائه لواجباته بشكل لا
خلل فيه ، فهل سنرى في قادم الايام حكومة تحمل هكذا
صفات......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة


.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل




.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟