الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركة الاشتراكية العالمية تنهض بلباس جديد - 2

آدم الحسن

2021 / 11 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


ليس المقصود هنا بنهضة الحركة الاشتراكية العالمية هو تَشَكُلْ جديد لمنظومة اممية مكونة من اجزاء مرتبطة بكيان تنظيمي موحد أو بنهج ايديولوجي واحد , فأجزاء أو مكونات هذه الحركة غير مرتبطة مع بعض لا تنظيميا و لا نهجا , و قد تبدوا أجزائها احيانا متناقضة و كل جزء منها قد يسير في اتجاه مختلف عن اتجاه سير باقي الأجزاء لكن مع كل هذا التباين و التباعد في الشكل العام نجد أن هنالك مشتركات في اهداف مكونات هذه الحركة التي نهضت في دول عديدة من العالم و خصوصا في البلدان الصناعية الأكثر تطورا حيث يمكن تلخيص هذه الأهداف المشتركة بالأمور الأساسية التالية :
اولا : إعطاء القطاع الخاص دورا مهما في العملية الإنتاجية
لقد تخلتْ معظم الأحزاب الشيوعية و الاشتراكية في العالم عن نهج ديكتاتورية البروليتارية و اعتمدت بدلا عنه نهجا جديدا يعترف بأهمية نشاط القطاع الخاص في تشغيل العملية الإنتاجية و لتوفير الخدمات و ضرورة السماح بوجود قدر من الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج تساهم في تحقيق هذا الهدف اذ إن تطور و توسع نشاط القطاع الخاص في بعض مجالات العملية الإنتاجية هو أمر حاسم في زيادة وتائر نمو اجمالي الناتج المحلي .
و من الأمثلة الكبرى لهذا التغيير في نهج الأحزاب الشيوعية و الاشتراكية :
** تخلي الأحزاب الشيوعية في دول أوربا الغربية خلال فترة الحرب الباردة عن نهج ديكتاتورية البروليتارية و نقارب نهجها الى درجة التطابق مع الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية في اأوربا بعد أن اصبح واضحا أن ديكتاتورية البروليتارية تُنْهي دورا مهما في التطور المطلوب و هو دور القطاع الخاص و نشاطه الفاعل في تغطية جوانب مهمة من العملية الإنتاجية و في توفير الخدمات .
** اعتماد الحزب الشيوعي الصيني بعد سيطرة نهج الإصلاحيين عليه و تغيرهم لمسار الحركة الشيوعية في الصين و ذلك من خلال تطبيق نهج الاشتراكية ذات الخصائص الصينية التي اعادت الاعتبار الى الرأسمالية الوطنية الصينية و منحها دورا مهما في التنمية الاقتصادية و في التطور العلمي و التكنولوجي في الصين بالإضافة الى تشجيع الاستثمار الأجنبي .
** بعد تفكك الاتحاد السوفيتي و انهيار المعسكر الاشتراكي تخلتْ جميع الأحزاب الشيوعية في دول هذا المعسكر عن نهج ديكتاتورية البروليتارية حيث اصبح نهج هذه الأحزاب متوافق الى حد كبير مع نهج الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية و كأنها عودة لكن بلباس جديد لمسار المناشفة و سقوط للبولشفية اللينينية .
ثانيا : اعتماد فوانين اقتصاد السوق
لا يمكن للقطاع الخاص الوطني و لا للاستثمار الأجنبي أن يأخذ دوره الطبيعي في التنمية جنبا الى جنب مع نشاط الدولة دون اعتماد قوانين اقتصاد السوق حيث وجدتْ مكونات الحركة الاشتراكية العالمية أن قوانين اقتصاد السوق هي الأساس التي يمكن الاستناد عليها لاحتساب الجدوى الاقتصادية للمشاريع أو الجدوى التفصيلية لكل جزء من اجزاء العمليات الإنتاجية لذلك لا يمكن التخلي عن هذه القوانين و لذلك شطبت مكونات الحركة الاشتراكية العالمية من منهاج عملها و نشاطها السياسي كل ما يؤدي الى إعاقة قوانين اقتصاد السوق .
ثالثا : اعتماد النظام الديمقراطي الحر للتبادل السلمي للسلطة
إن الديمقراطية بمعناها الحقيقي هو نظام حكم الشعب لنفسه بنفسه و قد يتحقق هذا النظام من خلال عدة طرق و اهم هذه الطرق :
** التنافس بين احزاب سياسية كما هو معتمد حاليا في امريكا و روسيا و دول أوربا الغربية و العديد من الديمقراطيات
** من خلال اعتماد الديمقراطية الشعبية كما هو الحال في التجربة الصينية .
إن كل المؤشرات توكد أن الديمقراطية الشعبية المتبعة في الصين هي الأسلوب الأمثل لتحقيق المشاركة الجماهيرية الواسعة في اختيار نواب للشعب و بالتالي التعبير عن الارادة الحقيقية للشعب , أما بالنسبة الى دور الحزب الشيوعي الصيني قهو ينحصر في ضبط ايقاع عملية الديمقراطية الشعبية لكي يكون للنخبة المنتخبة دورا مهما في صنع قرارات الدولة في كافة المجالات .
أن التنافس في الانتخابات في الصين ليس بين أحزاب كما هو الحال في الديمقراطيات الغربية و انما هو تنافس لاختيار أفراد هم الأجدر في تمثيل ارادة الشعب و في هذا فرق جوهري و هو السبب وراء نهضة الصين الهائلة في كل الأنشطة و خصوصا الأبداع و الابتكار .
رابعا : تحقيق قدر ممكن و واقعي من العدالة الاجتماعية
إن تحقيق العدالة الاجتماعية بالقدر الذي تسمح به الإمكانيات المتاحة يتطلب خلق حالة من التوازن بين تحقيق العدالة في توزيع اجمالي الناتج المحلي بين افراد الشعب و بين السعي لزيادة حجم هذا الناتج لغرض الوصول التدريجي لمجتمع الرفاهية و الرخاء الاقتصادي و الاجتماعي .
أن مكونات الحركة الاشتراكية العالمية التي تنهض من جديد تعمل بأسلوب ديمقراطي لتحقيق مزيدا من العدالة الاجتماعية الممكنة و الواقعية و التي لا تؤثر على وثيرة نمو الناتج المحلي الإجمالي .
خامسا : ايجاد علاقة غير تناحرية بين الحريات العامة و الحريات الفردية .
إن معالجة موضوع حقوق الأنسان و الحريات الفردية و حرية المعتقد الديني بالشكل الذي يساهم بتطور المجتمع ثقافيا و اجتماعيا هي من ابرز مهام الحركة الاشتراكية العالمية اذ إن هدف النظام الاشتراكي بمعناه الحقيقي : جعل الأنسان هو المقدس .
لا شك في أن ما تهتم به و تسعى لتحقيقه مكونات الحركة الاشتراكية العالمية هو حق الأنسان في التعليم و حق الأنسان في الضمان الصحي و حق الأنسان في الحصول على السكن اللائق و حق المرأة و حق الطفولة و حق كبار السن في الرعاية الاجتماعية الخاصة و غيرها من حقوق الأنسان الأساسية .
سادسا : الحفاظ على البيئة
اصبح الحفاظ على البيئة الشغل الشاغل لجميع الأحزاب الشيوعية و الاشتراكية في العالم و اهدافها هي الأقرب الى اهداف حزاب الخضر في الحصول على الطاقة البديلة الصديقة للبيئة و معالجة ظاهرة الاحتباس الحراري لغرض الوصول الى انبعاث صفري لثاني اوكسيد الكاربون و ذلك بجعل ما ينبعث منه يعادل ما يتم امتصاصه من قبل البيئة الخضراء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي