الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جسر اللَّوْز 16

علي دريوسي

2021 / 11 / 8
الادب والفن


عندما قُتلت إيمان وخُطف ولدها من طليقها الأول لم يكن قد مضى أكثر من شهرين على طلاقها الثاني من "أبو أيمن"، الذي كسب ـ بحكم علاقاته الجيدة مع المسؤولين ـ معركة الطلاق بجدارة عائداً مع طفله إلى منزله الأول، حظيرته الرئيسية. ضبطها في منزلهما المشترك تمارس الحب العاري فوق سريرهما مع إحدى ممرضات المستوصف حيث تعمل. لم يُصدم بما رأته عيناه، بل رأى في الأمر حاصل تحصيل لحياة إيمان.
وأنا أيضاً لم أتفاجئ بالخبر ولا بترجمة ميولها الجنسية المطمورة في صدرها. ثم أن علاقتها بصديقتها الممرضة نوال لم تكن نزوة عابرة أو مجرد غيمة داكنة ستمطر بشدة وتشرق الشمس من بعدها، بل كانت علاقة حب وعذاب واشتهاء متبادل.
بعد أن اكتشف أبو أيمن علاقتها السرية قرر هجرها وفعل ذلك لعدة أسابيع. كتبت إيمان: لدي أمل كبير بعودة علاقتي بعمّار إلى نقائها الأول لأنه سندي بهذه الحياة التعيسة. وبالوقت نفسه لدي نزوع أو أمل من نوع آخر بترك هذا الزوج الممل، ذو المسار الواحد والولوج إلى نفق معتم لا نهاية له. ولأكون صريحة معك أرغب بالعودة إلى زوجي الأول ماهر رغم قساوته وبداوته. ثمة حنين لا يكل للحظات عشتها معه وخاصة قبل الزواج. وكان هناك حب وأمل بحياة سعيدة، لم نحظ بها كلانا. على النقيض من ذلك أرى نفسي سعيدة بتخلصي من ذلك الكابوس، كابوس الرعب عندما كان يضربني وكابوس الشفقة عندما كان يبكي.
علاقتي مع "أبو أيمن" أخذت شكلاً روتينياً يوماً بعد يوم. لا أرى فيه الآن إلا ذلك الفلاح السلبي الذي لا يعرف اللون الرمادي. صحيح أننا نقضي أوقاتاً سعيدة أحياناً، لكن على حساب أعصابي فقط. لا أرى في نفسي إلا تلك المرأة العارية الجالسة على سرير عريض، ولحاف أحمر يغطيها وبين يديها كتاب ألف ليلة وليلة. أقسمت له أنني سأقطع علاقتي مع نوال، لكنه لم يصدقني وقال ببرودة: من الواضح أن عشيقتك تحبك حتى العظم. ثم أضاف: لعلنا تسرعنا بالزواج، دعينا نلتقي كأصدقاء وحسب.
أعيش صراعاً مراً لا يُحل بكلمة أو كتابة قصة. هل تصدق يا أحمد بأنني مذ عدت إلى سوريا لم أكتب قصة قصيرة ولا خاطرة صغيرة. بالمناسبة كأنك لم تقرأ كتابي! لم تحدثني عنه أبداً. هل ما زال لديك؟ قل لي بصدق، هل قرأته؟
في الحقيقة لا أحب ماهر ولا عمّار. أتراني أحب نوال فعلاً!؟
كنت مستعدة للمغامرة معها والسفر خارج البلاد، خاصة وأنها عازبة، وعرضت عليّ أن نصطحب طفليّ معنا، لكنها كانت مترددة، أمها مريضة بحاجة لعناية يومية وهي من يعتني بها. رغم ظروفها العائلية القاسية لديها كم هائل من الحب تجاهي، حب أشبه بالتعلق، أحياناً يزعجني.
بعد أيام أو أشهر سأكون أكثر استقراراً، سيأخذني العمل وهموم الأسرة وما تبقى لدي من حب للرجال إلى مكان أفضل كما أتمنى. سأنهي علاقتي بحبيبتي نوال، سيكون عذاباً حقيقياً لجسدينا. قلت لها: إن حدث واقترب عمّار من جسدي سأغمض عيناي وأتخيلك معي إلى أن ينقضي الأمر.
كنت أظن بلقائي بعمّار أنني وجدت نصفي الآخر وخلص همي، لكن نصفي تفتت أنصافاً، سأخطو باتجاهه من جديد، سأعتذر منه وأكون مخلصة وصادقة، وإن لم تستقر نفسيتي سأتركه. أتمنى ألا يكرهني مع الأيام. هو لا يخطو باتجاهي، هنيئاً له فعلاً. لست نادمة على شيء أكثر من هذا الزواج الذي وضعني في المرتبة الثانية، سأحاول التأقلم رغم ذلك، أعد نفسي وأعدك. أحمد، لا تزعل من هذياناتي أحتاج ذلك لأتوازن من جديد.
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس


.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني




.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/