الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحزاب المليشيات: نحكمكم أو نحكمكم!!!

عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي

2021 / 11 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أكثر من قائد من قواد أحزاب المليشيات التي تتحاصص الحكم في بغداد منذ ثمانية عشر عاما، سبق وأن وقف أمام الملأ معترفا بفشل تجربة حكم المحاصصة، وبالغ أحدهم ،وهو هادي العامري، في تملق الشعب، لدى أعترافه بالفشل، فتقدم باعتذار للعراقيين، لكن أعترافاتهم واعتذاراتهم لم يكن الغرض منها تصحيح الأوضاع، والتخلي عن صيغة تحاصص النهب التي يطلقون عليها رياء أسم ((التوافق الوطني)) وفسح المجال أمام قوى جديدة لإصلاح ما خربوه ودمروه، بل كان غرضهم إمتصاص النقمة الشعبية، والحيلولة دون تحولها الى ثورة تطيح بما يسموه زورا بـ (( المشروع الأسلامي)) الذي أيقن العراقيون أستنادا الى خبرة 18 عاما أنه (( مشروع لتدمير للعراق، وإحكام تبعيته للولي الفقيه في طهران)).

وحين تفجر ضدهم الغضب الشعبي في تشرين ـ أوكتوبر 2019 رفضوا أعتبار ذلك الغصب نتيجة لفسادهم وفشلهم، وتفريطهم بمصالح الشعب والوطن خدمة لمصالحهم ومصالح أوليائهم في طهران وقم، بل أعتبروا الشبيبة العراقية الغاضبة((جواكر، وأبناء سفارات، ورفيقات بعثيات)) ووجهوا مسلحيهم لقتل واختطاف وتعذيب وتغييب مئات الشبيبة وإصابة الآلاف منهم بعاهات دائمة. وواصلوا الإدعاء بانهم خيار الشعب. وأن من يريدون إزاحتهم عن كاهل البلاد، عملاء أو مغرر بهم من أمريكا.

وتحت ضغط الغضب التشريني أقروا إجراء انتخابات برلمانية مبكرة، وضعوا هم أنفسهم قانونها، وأختاروا هم بأنفسهم الجهاز الذي ينظمها، وحين عكست نتائج تلك الأنتخابات، جزئيا، إرادة العراقيين الرافضة لهم، ولدوام منظومة تحاصص اللصوص التي رسخوها، لوحوا بأسلحتهم، وهددوا كيان النظام القائم، وتوجوا ذلك بمحاولة إغتيال رئيس الوزراء، الذي جاء الى الحكم بصفقة، أبرموها هم فيما بينهم.

الأنتخابات التي نظموها وقاطعها نحو 70% من العراقيين الذين يمتلكون حق التصويت فيها، أفضت من بين أمور أخرى، إلى زيادة كبيرة في المقاعد البرلمانية لفصيل ميلشياوي معين من فصائل التيار الإسلامي، هو الفصيل الصدري، أمر يوفر له إمكانية الأستحواذ على السلطة، والحد، وإن جزئيا، من صيغة التحاصص، وربما تتفتح شهية ذلك التيار لفرض دكتاتورية ((السيد القائد)) مقتدى الصدر. بما يعيد إلى الأذهان، ديكتاتورية القائد الضرورة، ولمثل هذا التطور جانبان متناقضان أحدهما سلبي والآخر إيجابي. السلبي هو خطر تحول النطام الى نظام تيار ديني مسلح واحد، يقوده مرشد يقوم بدور مشابه لدور خامنئي في إيران. أما الإيجابي فهو تنازع فصائل التيار للإسلامي فيما بينها وتناحرها مع بعضها. بما يمكن أن يضعفها جميعا، ويستنزف قواها في صراع ((البيت الواحد)).

مستقبل العراق مرهون حاليا بأمرين، الأول هو الطريقة التي ستحل فيها فصائل التيار الإسلامي صراعاتها الداخلية، وما إذا كان مقتدى الصدر سيواصل المضي نحو تحقيق حلمه في أن يتسيد البلاد منفردا، أم سيضطر الى التفاهم مع أشقائة الألداء في التيار الإسلامي؟

أما الأمر الآخر فهو يتصل بما سيكون عليه موقف السبعين بالمئة من العراقيين الذين صوتوا ضد ((التجربة الإسلامية في الحكم)) من خلال امتناعهم عن المشاركة في الأنتخابات، أو من خلال ألمشاركة فيها والنجاح في أيصال نحو أربعين نائبا من خارج التيار الإسلامي؟أعني موقفهم من النتيجة التي سيسفر عنها صراع أبناء البيت الإسلامي الشيعي,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قانون الانتخابات
فريد عبدالله ( 2021 / 11 / 9 - 06:02 )
عدد أصوات التيار الصدري (650 )ألف صوت وبها حصل على ( 73 ) مقعد برلماني
عدد أصوات الفتح (670 )ألف صوت وبها حصل على ( 17 ) مقعد برلماني . كل هذا بسبب قانون الانتخابات المتعدد الدوائر السئ وغير العادل والغير منطقي . بينما لو كان العراق دائرة انتخابية واحدة عندها سيكون عدد نواب الفتح اكثر من عدد نواب التيار الصدري . الى متى يتم استغفال الشعب بهكذا قوانين . بالمناسبة قانون الدوائر المتعددة كان مطلب المتظاهرين ( يالهم من متظاهرين ! )


2 - لماذا لم تعترض أحزاب المليشيات
عبدالله عطية شناوة ( 2021 / 11 / 9 - 15:07 )
لماذا لم تعترض أحزاب المليشيات على القانون قبل إقراره؟ ما تطرحه يا فريد يؤكد بطلان إعتراضات تلك الأحزاب على النتائج، وبطلان التهم الموجهة لمفوضية الأنتخابات بالتزوير، ويؤكد بانها إلتزمت بالقانون الأنتخابي الذي أقره البرلمان السابق، ولم تعترض عليه تلك الأحزاب. فهل يتعين على المفوضية أن تعمل ضد القانون الذي وضع لها لكي ترضي المليشيات؟


3 - المعترضون
فريد عبدالله ( 2021 / 11 / 9 - 16:56 )
الاحزاب الكردية عارضته لانه يفقدها الاصوات من خارج الاقليم كذلك دولة القانون. بقية الاحزاب والكتل وافقت عليه وتم تمريره . المعترضون على النتائج غير مستوعبين تفاصيل القانون . ويتصورون ان عدد المقاعد في البرلمان يتناسب طرديا مع عدد الاصوات . وهذا غير معمول به في
الدوائر المتعددة . تحياتي

اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن