الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جائزة سلطان العويس الثقافية. إشكالية التقييم الثقافي بين المغاربة والمشارقة العرب

جاكلين سلام
كاتبة صحفية، شاعرة، مترجمة سورية-كندية

(Jacqueline Salam)

2021 / 11 / 9
الادب والفن


إلى أي مدى يهتم المشرق العربي بمنجزات المبدعين في المغرب العربي، وبالعكس؟!

بمناسبة اعلان نتائج الدورة السابعة لجائزة سلطان العويس، الأدبية البارزة التي أعلنت عن جوائزها لعام (2020-2021) بتاريخ 8 نوفمبر 2021.
الابداع لا حدود جغرافية له.
بمناسبة فوز باحث جزائري بالجائزة في حقل الدراسات والنقد، هو الدكتور عبد الملك مرتاض، وفوز الكاتب السوري" نبيل سليمان" في حقل القصة، والرواية والمسرحية. أتوقف أمام مسألة كانت باب جدل بين قراء وكتاب المشرق العربي الذين اصطلح على تسميتهم ( المشارقة، أهل بلاد الشام والحجاز...، وكتاب المغرب العربي "المغاربة" لبلاد الناطقة بالعربية: الجزائر، المغرب، تونس، وليبيا ضمنا.
حين قرأت الخبر، ذهبت للبحث عن تسجيلات وكتب الناقد (عبد الملك مرتاض) الذي صدر له حتى الان ما يقارب 45 كتابا في البحث واللغة والأسطورة والنظريات النقدية، شعرا ورواية وبحوثا في التراب والأسطورة.
*
حوار وشواهد، وماذا قال أحمد شوقي عن المغاربة؟
في حوار تلفزيوني مع الدكتور"مرتاض" عبر شبكة ( سكاي نيوز عربية) بتاريخ 8 ابريل 2021 تطرق الى نقطة مهمة في هذه الإشكالية أو سوء الفهم بين شقين-ناطقين بالعربية ومنتجين لأدبيات مهمة. يقول ردا على سؤال حول هذه العلاقة أن " المشرق العربي يتعامل بإهمال واستعلاء مع الجانب المغاربي، فيما الجانب المغاربي يقرأ ويدرس الثقافة المشرقية ويحتفي بها”. ويشير متأسفا الى قول جاء على لسان الشاعر المصري أحمد شوقي عن زيارة له إلى الجزائر ذات مرة قال فيها
"عجبي لماسح الأحذية يستنكف من التحدث باللغة العربية" أحد شوقي.
يجب الدكتور مرتاض في الحوار: لو كان ماسح الأحذية أمامه فرصة الذهاب إلى المدرسة وتعلم العربية، لاختلف الحال.
ثم يضيف أن "ابن باديس قال في هذا الصدد، وكرد على أحمد شوقي" لو كان يعلم أننا نلوك اليوم ألسنتنا باسمه، لما قال هذه الكلمة"
ثم يستفيض في شرح وتأكيد محبة المغاربة للمشارقة وابداعاتهم وتكريميهم لهم حين كان كبار المبدعين حين كانوا يزورون الجزائر. ويقول أيضا بأنه هو نفسه، أشرف على بحوث جامعية تعنى بدراسة اسماء مشرقية، ومنها دراسته هو عن ( أدب جمال الغيطاني) كمثال.
*
أما بخصوص وجهة نظر الناقد الدكتور مرتاض للكتابة بالعربية، وبالفرنسية، فهو يقول أيضا في ذات الحوار بأنه في البداية كان ضد توجه الكاتب الجوائري للكتابة بالفرنسية، بدل اللغة العربية، لكنه يتدارك ويقول: "فيما بعد غيرت رأيي في هذا الشأن، وأجد أن كتاب الكتاب الكبار بالفرنسية مسألة مهمة وتسلط الضوء على واقع الجزائر. ويقول انه بعضهم يتربع على ذروة الأدب الفرنسي مثل: كاتب ياسين وآخرون.
ويضيف بأنه حصل على شهادة دكتورا الدولة في الآداب من جامعة السوربون، وتحت إشراف برفيسور فرنسي.
*
بنظري، من المفترض أن الطبقة المثقفة المنتجة للأدبيات والآداب، يجب أن تكون متجاوزة لكل هذه الحدود الجغرافية، إذ يهم في النهاية الوصول إلى منتج إنساني حدوده المعرفة الحرة والمنفتحة على كل الثقافات العربية والعالمية. وبخاصة في هذا العصر حيث صارت الهجرة والسفر للعمل والتحصيل العلمي، مسألة شائعة جدا.
هل قرأت السوريون، الناقد الجزئري؟ وهل قرأ الجزائريون، الروائي السوري؟َ!
لن أجيب، عن الآخرين ولكنني أتكهن بأن النقص فادح قائم والتبادل المعرفي قد يكون في إطار النخبة والاكاديميات، أو الصدف. عداك عن أن الامة العربية ليست بقارئة عظيمة. والدليل، العجز في دور النشر العربية، وشح الدعم الثقافي للإبداع. ومن هنا تأتي أهمية مثل هذه الجوائز، كترقية ووسام معنوي، ثم مادي.
*
مما جاء في خبر الجائزة:
جائزة حقل الدراسات الأدبية والنقد: قررت اللجنة منح جائزة هذا الحقل للناقد عبدالملك مرتاض من الجزائر لما تتمتع به مؤلفاته من عمق وشمول غطت حقولا عدة في الدراسات الأدبية، كما أنه قدم عددا كبيرا من الأعمال المتميزة في نظرية النقد، حيث ظهر اتساع معرفته بالتراث العربي القديم، إضافة إلى قدرته على الإمساك بأركان الثقافة النقدية الحديثة، وسعى في كتاباته إلى تأصيل المفاهيم النقدية ومتابعتها تاريخيا ومعرفيا، خصوصا من خلال التوسع في متابعة المعاجم والموسوعات وكتب الفلسفة الغربية إلى جانب كتب التراث العربي.
جائزة حقل القصة والرواية والمسرحية
وفي حقل القصة والرواية والمسرحية، قررت اللجنة منح الجائزة للروائي نبيل سليمان؛ لما تميزت به تجربته الإبداعية ـ التي قاربت الستة عقود ـ من ثراء وخصوبة حيث اتسمت تجربته السردية بالقدرة على المزاوجة ما بين التوثيقي والتخييلي، وما بين السوسيولوجي والسياسي، فرواياته على الرغم من استنادها إلى التاريخ مادة، ترتفع بهذا “التاريخي” إلى مرتبة “المتخيل"
*
شرق-غرب منصات سوشال ميديا، القرن 21.
منصات الميديا الاجتماعية ستكسر هذه الحواجز بين المشرق والمغرب بكل تأكيد. وشخصيا، بكوني من المشرق العربي أساسا، توصلت إلى الكثير من الأسماء الباخرة في المغرب العربي في حقل الإبداع الثقافي والأدبي والنقدي، وكانت تلي حوارات منشورة في صحافة ذلك المغرب الغني والعريق.

مدونة جاكلين سلام
www.jacquelinesalamwritings.blogspot.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما


.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا




.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما


.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في




.. من الكويت بروفسور بالهندسة الكيميائية والبيئية يقف لأول مرة