الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقطوعات أبدية

معتز نادر

2021 / 11 / 9
الادب والفن


موسم للكائنات الصغيرة

أفتح النافذة وأنظر عبر العَدم كالظَبي .
إن السِحر يهيمن على الفجر النَدي فيما برفق يَنسل الضباب من على وجه البحيرة...
أووه هناك .. هناك أنتِ يا مَالا مَالا
يا بقعة شامخة من زمن النحاس والغٌبار
نقية وبريئة
قاسية و متوحشة
مَالا مَالا أيها السهل النائي رفقة الجثث المشاغبة الفقيرة
بعيدة انتِ عن البلاط الغالي وعن الرخام المرصّع بالمَرمر والزمرّد
أُصدقكِ ، أعرفكِ ، حتى لو لم تكوني نَفسك بالذات
أنتِ لا.. لستِ مجرد غَزل في ربيعٍ هائم
هدية للحضارة الدامية وللضحكة التي لا تعرف اليأس أنتِ.
أمّا نحن أسرى الحرب والحُب
ملوك الجنائز والهاجس الشفاف الماضي بعيداً نحو البحر
بفخرٍ ووقار سنَبعث إليكِ السلام
يا سَهرة القمر المتوحش..يا دمعة على الضفاف.
**************

اليَراعة


كَراكوزات مشوّهةٌ أليفة تسيل في غمّة الليل وأنا نصف غافٍ.
قالت لِيا الفراشة المتاخمة لذعر الوادي وصرخة الرعد :
يا فتى.. سأُحلّي لياليكَ بنوباتٍ من ثلجٍ فوسفوريٍ رقيق
ومن غّور اللؤلؤ والياقوت ستظهر لك أنهار.....
*
هوينكِ ، أنا في بَارعة النهار وأنتِ لست الفراشة الأم
إنكِ اليراعة الصغيرة ذات الوجود الهشّ والزينة المغمورة
لماذا تخدعيني ولم ينضج غرامُ سِحرُكِ بعد ؟
غريبٌ أنا كي تَعديني بتلك الرَحمَات...
ساذجٌ كي تهبيني الجَنّات والفيروز...
انتِ ما زلتِ يراعة
يا من تفتشين عن بهاءكِ المثالي
عبر رقتكِ الأبدية ... و حُلمك الصاخب.

****
إسطورتي

هذه هي حقيقتي أيّتها الشجرة المنعزلة في (سينيرغيتي) الوحشيّة؛
حيث عند وجه الصباح تنفق الحيوانات الجريحة
أيّتها الحُفر الصغيرة الباردة في مناطق النسور
حيث الغيم النقي يُغري الجوارح في الدَوَار
اّه والشلالات تهوي على براءة الزرع
على أكواخ العائلات البعيدة عن الأذى
على أمان الخِراف المؤقّت
هل فعلاً أنا ؟
نعم أنا جسدي شبحٌ شفاف يحوم فوق العلِيّات مُخترقاً المتاهة الشعبية
بشريّ يسعى نحو هذيانه في الحجرات التي ما زارتها شمسٌ
حيث تصنع العناكب عقابها المعقّد الفريد.

****


أغنية البجع

وهناك كنت أهفو وأرتفع على العشب الأشقر بين التلال
مع نشاط الحرية الصافي
وبريق الأمل الذي لا ينتهي
وهناك أيضا كانت عيناي سائحتين...
*
وحينما انثالت سعادة نقية
بدا شَعري كأنه لحصان هائم
وأمست روحي جسداً وزمراً من كائنات مغمورة
وكوجه البحر الواسع
صارت الحياة فسيحة أمامي..

******


الساحر

الجبال تتكىء على بعضها
وفي الأسفل سعي الحيوانات الحثيث وصوت الحشرات الصغيرة
وصدى تأخذه أينما حللت
هناك براعم زهرية تنفلت على الربيع فيما يغذّي نهر قديم الكائنات,
وقبل الإ ياب تحمل القروية اليافعة صُرتها وتُرخي الملاءة من على خصرها وترحل
وفي الأفق تنزلق الشمس المسحورة
....
مضت سنوات على الحكاية وصار الصبي شابا
وفي أحد الايام عاد من عمله باكرا, عابسا صامتا
ومع أول الفجر حيث الشمس ما زالت نائمة
قام من فراشه فتح النافذة وطار مع سرب البجع.
***

فنان صغير

كان الفتى بين إخوته الكبار في حضن أحدهم
وكانوا يتحادثون في أمور العائلة وأصواتهم مرتفعة
بينما يبرم الصغير المكان بعينيه غير آبه بأحاديثهم
مرّت السنون وصار الفتى رساماً مرموقاُ
تتناقل لوحاته المعرض والمتاحف وتذكر الصحف اسمه
أما لوحته الأشهر فكانت في متحف المدينة الكبير
وعند افتتاحها أُزيح الستار عنها فكانت لوحة زيتية كبيرة ظهر فيها
. شارد صورة شاب جالسا على كرسي وعلى ركبتيه يستريح طفل
***********








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا