الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة الأرواح للتجسد.. لماذا ؟

عدنان إبراهيم

2021 / 11 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الغرض من التجسد
‎ ‎ما هو الغرض من تجسّد الأرواح؟ فرض الله التجسّد عليهم ليجعلهم يبلغون مرتبة الكمال: ‏
‏# فالبعض يتجسّد للتكفير عن أخطاء سالفة، تحقيقاً لعدل الله في الأرض.‏
‏# والبعض الآخر لإتمام مهمة أو رسالة، غير أنه لبلوغ ذلك الكمال يتحتم عليهم تحمل كل ‏تقلبات الحياة الجسدية؛ ومن خلال التحمّل يكون التكفير. ‏
‏# هناك غرض آخر في التجسّد وهو تمكين الروح من تحمل قسطها في تشكل الخليقة. ولإنجاز ‏هذا الفرض تتخذ الروح؛ في كل عالم؛ جهازاً جسدياً يتوائم مع المادة الأساسية الخاصة بذلك ‏العالم لتنفذ من تلك الوجهة أوامر الله في ذلك العالم. وهكذا فبينما هي تساهم في العمل العام؛ ‏فإنها تتقدم أيضاً.‏
• هل تحتاج إلى التجسد الأرواح التي سلكت منذ البداية طريق الصلاح؟ تخلق جميع ‏الأرواح بسيطة وجاهلة، وهي تكتسب المعرفة في معارك الحياة الجسدية وشدائدها، لا ‏يعقل أن الله في عدله يخلق بعضها سعيدة دون مشقة ودون اجتهاد، ومن ثم دون أن ‏تستحق هذه السعادة. ‏
• إن كان كذنك فماذا تستفيد الأرواح من سلوكها طريق الصلاح إن لم يعصمها هذا ‏السلوك من مشقات الحياة الجسدية؟ يصلون إلى هدفهم بسرعة. وفضلاً عن ذلك؛ فإن ‏مشقّات الحياة ناتجة عادة من عيوب الروح، إذ بقدر ما تقل عيوبه يقل عذابه فمن كان ‏دون حسد ولا غيرة ولا بخل ولا طمع لا يكابد العذاب الذي يتأتى من هذه المعائب. ‏

الملائكة والشياطين
• هل تكون الكائتات التي نسميها بالملائكة أو رفعاء الملائكة أو الساروفيم فثة خصوصية ‏ذات طبيمة مختلفة عن الأرواح الأخرى؟ كلا لأن هذه الكائتات هي الأرواح الطاهرة ‏التي بلغت أسمى درجة في التدرج الروحي وتجمع في سمو تقدّمها جميع صفات الكمال.‏
• ‎ ‎هل اجتازت الملائكة كل درجات الصعود؟ اجتازت كل الدرجات ولكن كما سبق لنا ‏القول فبعضهم قبلوا مهمتهم دون تذمّر فوصلوا بسرعة وأما الآخرون فاحتاجوا إلى وقت ‏أطول نسبياً للوصول إلى الكمال.‏
• ‎ ‎إذا كان الرأي الذي يُسِلّمْ بوجود كائنات مخلوقة في درجة الكمال ومتفوقة على سائر ‏الكائنات الأخرى هو رأي خاطئ؟ فكيف يُعلل وجود هذا الاعتقاد بين تقاليد جميع ‏الشعوب تقريياً؟ يجب أن تعلم أن عالمك ليس منذ الأزل، فقبل وجوده يزمن مديد‏ كان ‏هناك أرواح بلغت الدرجة العليا، ولذلك ظن الناس بأنها كانت في تلك الحالة الأزلية.‏
• ‎ ‎هل هناك شياطين بالمعنى المعتاد لبذه الكلمة؟ لو كان هناك شياطين لكانوا من ‏صنيعة الله، فهل يكون من عدل الله ورافته أن يخلق كائنات مكرسة للشر وشقية إلى ‏الأبد؟ لو كان هناك شياطين فهم يقطنون عالمك المتأخر و عوالم أخرى ممائلة له، وهم ‏أولئك المراؤون الذين يجعلون من الله العادل إلهاً قاسياً وحقوداً، ويظنون أنهم يتقربون إليه ‏بالفظائع التي يرتكبونها باسمه. (فعل الناس بشأن الشياطين ما فعلوه بشأن الملائكة، ‏فكما ظنوا أن الملائكة كائنات في درجة الكمال منذ الأزل ظنوا أيضاً أن الأرواح ‏السفلية كائنات سيئة على الدوام، وبناء على ذلك فإن ما يسمى بالأباليس أو ‏الشياطين يشير إلى الأرواح النجسة التي غالها ليست أقل رداءة من التي يُشار إليها ‏بتلك التسمية؛ ولكن مع الفرق بأن حالتها موقتة فقط، فهي أرواح ناقصة تتذمر من ‏التجارب التي تضطلع بها، ولذلك فهي تعانيها لأمد أطول، إلا انها ستصل بدورها إلى ‏الكمال وقتما تعزم على ذلك. يجوز إذن استعمال كلمة الشيطان بهذا التحفظ في ‏المعنى؛ ولكن المعنى الخاطئ الذي استقرت فيه الآن العقول قد يقود استعماله إلى ‏التضليل، بجعل الناس يعتقدون بوجود كائنات خصوصية خُلقت للإيذاء.‏


تقسيم الأرواح كما وضعه ألن كاردك بإلهام من الأرواح السامية ‏
• الدرجة الثالثة: الأرواح الناقصة
‎ ‎مميزاتهم العامة: تغلب أثر المادة على الروح، الميل إلى الشر، الجهل والكبرياء وحب الذات ‏وجميع الأهوا الرديئة التي تنجم عنه. إنهم يشعرون بديهياً بوجود الله ولكنهم لا يفهمونه، ليسوا ‏بأجمعهم آشراراً في جوهرهم، ويوجد لدى البعض منهم استخفاف بالأمور وتلاعب وتخابث آكثر ‏من رداءة جوهرهم، بعضهم لا يفعل الخير ولا الشر ولكن لكونهم لا يفعلون الخير فهذا دليل ‏على تأخرهم، وآخرون منهم على العكس يُسرون يعمل الشر ويغتبطون عندما تسنح لهم الفرصة ‏للإيذاء، قد يقرنون الذكاء بالشر أو الخداع؛ ولكن مهما كان مقدار تطورهم العقلي فإن أفكارهم ‏قليلة السمو،ّ ومشاعرهم دنيئة نسبياً، ما يعلمونه عن أمور عالم الأرواح محدود، والقليل الذي ‏يعرفونه عنه يختلط بالأفكار والتحيزات التي تعودوا عليها في حياتهم الجسدية فهم لا يستطيعون ‏إعطائنا إلا معلومات كاذبة وناقصة عن ذلك العالم، لكن المراقب الذي يُمعن النظر قد
يجد في مناسيات عديدة مخاطباتهم ولو أنها ناقصة إثباتأ للحقائق العظمى التي تنطق بها الأرواح ‏السامية. تتكشف طباعهم من كلامهم، لأن الروح يفضح أفكاره خلال مخاطبته باستخدام ‏تفكير رديء؛ يمكن وضعه في الدرجة الثالثة ومن ثم فإن أي تفكير ردئ يصل إلينا يكون ‏مصدره روحاً من هذه الدرجة. وهم يرون سعادة الأرواح الصالحة، وهذه الرؤية تُقلقهم قلقاً داثماً ‏إذ أنهم يشعرون بكل أشكال القلق الناتجة عن الحسد والغيرة، ويتذكرون عذابات الحياة الجسدية ‏ويشعرون بها، وهذا الشعور كثيراً ما يكدّرهم أكثر مما يكدرهم الواقع، ونتيجة لذلك فهم يتعذبون ‏فعلاً عذابات أقسى من التي عانوها، ومن التي جعلوا الآخرين يقاسونها، ويما أنهم يتعذيون زمنا ‏مديداً، فهم يعتقدون بأن عذابهم دائم وهذا الاعتقاد هو ما يشاءه الله لمعاقبتهم بغية إصلاحهم ‏وتهذيبهم وعلاجهم (وهو المعبر عنه في القرآن بالخلود في النار أو في جهنم).‏
يمكن تقسيم هذه الأرواح إلى خمس طبقات رئيسية:‏
‎ 1- الأرواح النجسة: وهم الذين يميلون إلى الشر ويجعلون عمل الشر هدف أفكارهم، كارواح ‏فهم يعطون نصائح خادعة، ويثيرون الفتنة والريية، ويتنكرون بكل الوسائط لينجحوا في خداعهم، ‏يلتصقون بضعفاء الخلق ليجعلوهم يذعنون لإغوااتهم وليدفعوهم إلى الهلاك، ويُسرون إذا تمكنوا ‏من تأخير تقدمهم من خلال التجارب التي يعانونها. ‏
في‎ ‎المخاطبات؛ تعرف هذه الأرواح من كلامها، فبين الأرواح مثلما هو الحال بين البشر، تدلّ ‏الأساليب الابتذالية والعبارات الغليظة دائما على انحطاط أخلاقي وربما انحطاط عقلي أيضاً، ‏تكشف خطاباتهم عن ميولهم الدنيثة، وإذا حاولوا أن يخدعوا من خلال التحدث بطريقة عاقلة؛ ‏فليس بوسعهم أن يستمروا طويلاً في موقفهم الخادع وسرعان ما يتعثرون ويفضحون أصلهم.‏
لقد جعلت بعض الشعوب من تلك الأرواح آلهة مؤذية، بينما تسميها شعوب أخرى بالشياطين ‏والجنيات الشريرة وأرواح الشر.
عندما يكونون متجسدين كبشر في عالم المادة؛ فهم يميلون إلى جميع الآفات التي تسبيها الأهواء ‏الدنيئة والمنحطة، مثل حب الملذات الشهوانية والجور والخبث والنفاق والطمع والبخل الشديد ‏وهم يفعلون الشر لمجرد اغتباطهم بالإيذاء؛ دون أن يكون هناك داع لذلك غالباً، ومن كرههم ‏لكل ما هو صالح يختارون في أغلب الأحيان ضحاياهم من بين الصالحين، لذلك فهم يمثلون ‏آفات للإنسانية بصرف النظر عن المرتبة التي يشغلونها في المجتمع؛ لأن طلائهم بالتمدن لا يقيهم ‏من المذلة والعار.‏
‎ ‎‏2- لأرواح الطائشة: وهي أرواح جاهلة وماكرة وعديمة الالتزام وساخرة، تتدخل في كل الأمور ‏وترد على جميع أنواع الأسثلة غير مبالية بالحقيقة، وتسرٌ بإحداث المضايقات الصغيرةٍ والمسرات ‏التافهة والإزعاجات، وفي الحض بخبث على الخطأ، عن طريق المخاتلات والشيطنات، تشمل ‏هذه الطبقة الأرواح المسماة عامة بالجن المهرج والعفاريت اللعوبة والغيلان؛ وهي تحت سلطة ‏أرواح أعلى درجة منها تستخدمها عادة كما نستخدم نحن الخدام، مخاطباتهم مع البشر ‏يستعملون أحياناً كلاماً فكِهاً مازحاً، ولكنه عديم العمق في أغلب الأحيان. وهم يدركون عيوب ‏الأشخاص ويسخرون منها ويعلقون عليها بتنكيت لاذع وهجائي، وإذا اتخذوا أسماء مفترضة فهم ‏يفعلون ذلك عادة على سبيل المزاح الخبيث أكثر مما هو للاساءة.‏
‏3- الأرواح العالمة المزيّفة: معارفهم لا بأس بها ولكنهم يعتقدون بأنهم يعرفون أكثر بكثير مما هو ‏في الواقع، ولكونهم أنجزوا بعض التقدم في جهات متعددة، فثمة في كلامهم شي من الوقار يخدع ‏السامع بصدد قدرتهم ومعارقهم، ولكنه كثيرا ما يكون مجرد انعكاس للتحيزات والأفكار المنظّمة ‏التي كانوا يميلون إليها في حياتهم الأرضية، وكلامهم خليط من بعض الحقائق مع أشدٌ الأباطيل، ‏يبرز فيها الإعجاب بالذات والكبرياء والحسد والتشبث بالرأي؛ معائب كهذه لم يتمكنوا من ‏التخلص منها.‏
‏4- الأرواح المحايدة: وهم ليسوا صالحين كفاية ليفعلوا الخير ولا أردياء كفاية ليرتكبوا الإثم، فهم ‏يميلون إلى الخير كما إلى الشر على السواء، ولا يرتقون عن مستوى البشرية العادي أدبياً أو ‏عقلياً، وهم شديدو التعلق بأشياء هذه الدنيا ويتشوقون إلى ملذاتها البذيئة.‏
‏5- الأرواح الضاجة والمشوشة: هذه الأرواح لا تكون بالتحديد درجة منفصلة بالنظر إلى صفاتهم ‏الشخصية فقد ينتسبون إلى جميع طبقات الأرواح الناقصة، وكثيراً ما يُعرّفون وجودهم بأفعال ‏محسوسة وفيزيقية كأصوات القرع وتحرّك الأجرام الصلبة وانتقالها اللا اعتيادي أو رجة الهوا الخ. ‏ويبدون أكثر من غيرهم تعلّقاً بالمادة، ويظهر أنهم هم العملاء الرئيسيون للتقلّبات التي تحدث في ‏أركان الطبيعة، إما بتأثيرهم على الهواء والماء والنار والأجرام الجامدة أو في باطن الأرض، من ‏المعلوم أن هذه الظواهر لا تنتج عن أسباب صدفوية أو مادية؛ طالما تتميز بطايع العمد والذكاء، ‏لأن بقدرة جميع الأرواح إثارة هذه الظواهر، ولكن الأرواح السامية تتركها لتكون ضمن خواص ‏الأرواح المرؤوسة، لأن هؤلاء أكثر أهلية للأمور المادية مما هم للشؤون العقلية. وهكذا فكلما ‏رأت الأرواح العليا منفعة لإثارة مظاهر من هذا النوع، هي تستخدم تلك الأرواح كمساعدين ‏لإثارتها.‏

• الدرجة الثانية: الأرواح الصالحة
‎ ‎مميزاتهم العامة: تغلب تأثير الروح على تأثير المادة، وابتغاء الصلاح، صفاتهم وقدرتهم على ‏عمل الخير متناسبة مع درجة التقدم التي بلغوها، بعضهم تقدم في العلم، وغيرهم في الحكمة ‏والطيبة، والأكثر تقدماً بينهم يجمعون بين المعارف والصفات الأخلاقية؛ ولكونهم لم يتحرروا بعد ‏بالتمام من آثار المادة فهم يحتفظون - قل ذلك أو جل بالتسبة إلى درجتهم - بآثار حياتهم ‏الجسدية إما في صيغة كلامهم أو‎ ‎عاداتهم التي تحوي بعض غراباتهم، وإلا لكانوا يُعدون من ‏الأرواح الكاملة.‏
بلغوا درجة الفهم لفكر الله اللا محدود، وبدأوا يتمتعون بسعادة الصالحين، وهم يُسرون لكونهم ‏يعطون الخير ويمنعون الشر، والمودة التي تريطهم تجلب لهم اغتباطاً لايوصف، ولا تربكهم الغيرة، ‏ولا الندم ولا أي من الأهوا الرديثة التي تقلق الأرواح السفلية، رغم أنهم جميعاً ما يزالون بحاجة ‏إلى الاضطلاع بالتجارب إلى أن يصلوا إلى الكمال المطلق. وكاأرواح غير متجسدة فهم يوحون ‏إلى الناس بالأفكار الصالحة ويصدونهم عن طريق الشر ويحمون في الحياة أولئك الذين يستحقون ‏حمايتهم، ويبعدون تأثير الأرواح السفلية عن الذين لا يروقهم أن يتحملوا هذا التأثير عندما ‏يكونون متجسدين خلال حياتهم، فهم طيبون وعطوفون على نظرائهم في الإنسانية، ولا يدعون ‏الكبرياء والأنانية والطموح تتحكم بأفمالهم؛ ولا يشعرون بالبغض أو الضغينة أو الغيرة أو الحسد، ‏ويفعلون الخير لمجرد عمل الخير.‏
تنتسب إلى هذه الدرجة الأرواح المشار إليها الاعتقادات العامية بأنهم هم الجان الصالحون أو ‏الجان الحارسون أو أرواح الصلاح، وفي عصور الخرافات والجهل اعتبروا آلهة خيرة.‏
يمكن تقسيمهم إلى أريع طبقات رئيسية هي:‏
‏1- الأرواح العاطفة: سجيتهم السائدة هي اللطف والطيية، يطيب لهم إعاثة الناس وحمايتهم، ‏لكن معرفتهم محدودة، إذ أنهم أحرزوا تقدما ‏ الميدان الخلّقي الأدبي أكثر من الميدان العقلي.‏
‎ ‎‏2- ‏الأرواح العالمة: يتميزون يوجه خاص باتساع معارفهم، واهتمامهم بالمسائل الأدبية أقل من ‏اهتمامهم بالمسائل العلمية التي هم أكثر أهلية لها، على أنهم لا ينظرون إلى العلوم إلا من وجهة ‏نظر فائدتها، ولا يدخلون فيها الأهواء الدنيئة التي تميز الأرواح التاقصة.‏
‎ 3- ‏الأرواح الحكيمة: يتميزون بمزايا أدبية غاية في السمو، رغم أنه ليس لديهم معارف واسعة ‏النطاق فهم موهوبون قدرة عقلية تعطيهم حكماً سليماً على الناس والأشياء.‏
‎‎‏4- ‏الأرواح السامية: يجمعون مزايا العلم والحكمة والطيبة معاً، كلامهم يتجلى فيه الرفق دائماً، ‏علاوة على أن حديثهم رصين وجليل كل حين، وغالها ما بكونون بالغي الرفعة، سمو مستواهم ‏يجعلهم مؤهلين أكثر من غيرهم لإعطائنا أصح المعلومات عن أمور العالم اللاجسدي، حدود ما ‏يُسمح للإنسان معرفته، وهم يتخابرون بطيبة خاطر مع الذين يبغون معرفة الحق بقلب سليم؛ وقد ‏تحرروا من القيود الأرضية بنحو كاف ليفهموا الحق؛ ولكنهم بعيدون عن الذين يحركهم الفضول ‏فقط أو الذين بسبب تأثير المادة عليهم ينحرفون عن ممارسة الخير. عندما يهبطون اسثنائياً على ‏الأرض يفعلون ذلك لإتمام رسالة الرقي والتقدم؛ وعندئد يُقدّمون لنا نموذج الكمال الذي يمكن ‏للإنسانية أن تسمو إليه في هذه الدنيا.‏

• الدرجة الأولى: الأرواح الطاهرة
‎ ‎مميزاتهم العامة: لا تأثير للمادة عايهم، تفوّق عقلي وأدبي مُطلق قياساً إلى أرواح الدرجات ‏الأخرى، اجتازوا جميع دزجات الارتقاء، وتخلّصوا من كل تلوّثات المادة ولكونهم وصلوا إلى ‏اقصى الكمال الذي بوسع المخلوقات الوصول إليه؛ فهم محررون من مكايدة التجارب والتكفير ‏عن الأخطاء، ولكونهم لا يحتاجون إلى التأنس في أجساد فانية فإنهم ينعمون بالحياة الأبدية في ‏حجر الله، يتتعّمون بغبطة دائمة لا تفسد، فهم ليسوا معرضين لحاجات الحياة المادية ولتقلباتها، ‏على أن هذه السعادة ليست سعادة البطالة المملة التي تمضي تأمل ومعاينة أبدية، فهم رسل الله ‏ووكلاؤه، ينفذون أوامره لحفظ الوئام في الكون، يقودون جميع الأرواح الأدنى منهم درجة ويعينونهم ‏على السعي نحو الكمال، ويدعمون مهماتهم. وهم يعتبرون كأعمال أثيرة لديهم مساعدة البشر ‏في شدتهم، وحثهم على الصلاح أو على التكفير عن الأخطاء التي تبعدهم عن السعادة العليا. ‏وتدعى هذه الأرواح أحياناً بالملائكة أو رفعاء الملائكة أو الساروفيم.‏
يستطيع بني البشر الاتصال بهم؛ ولكن يضلّ ‏ غروره من يظن أنه يستطيع مناجاتهم في أي وقت ‏يشاء.‏

"كتاب الأرواح" ص 102 - 107








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نحو 1400 مستوطن يقتحمون المسجد الأقصى ويقومون بجولات في أروق


.. تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون




.. الجزائر | الأقلية الشيعية.. تحديات كثيرة يفرضها المجتمع


.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف




.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية