الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
للفساد وجوه كثيرة
اسراء العبيدي
كاتبة واعلامية
([email protected])
2021 / 11 / 11
مواضيع وابحاث سياسية
غالبا ما تحيل كلمة الفساد إلى معان ودلالات .ولكن لكي نعرّف ما هو الفساد ينبغي أن يكون حديثنا عن الفساد علميا ودقيقا إنه يعني مكاسب أو فوائد شخصية وعلى الأخص فوائد مالية يطلبها الشخص أو يحققها لقاء استعمال نفوذه أو منصبه الرسمي، وتعني الكلمة أيضا «حصول شخص في مركز ثقة وائتمان وخصوصا الموظف الحكومي على أموال وأشياء أخرى ذات قيمة عن طريق صفقات أو معاملات غير قانونية تنطوي على الخداع أو قلة الأمانة في العمل» .أما تعريف الفساد في اللغة التلف أو العطب وعدم احترام القوانين والأعراف وسوء الأخلاق كما أنه الاضطراب والخلل، ويقال في اللغة فلانا عاث في الأرض فساداً أي أفسد وأحدث فيها أضراراً أو خراباً، وحذر الدين الإسلامي من الفساد والمفسدين وورد ذكر المفسدين في آيات كثيرة في القرآن الكريم ومنها ما ورد في سورة البقرة : " وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون.ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون".
وللفساد وجوه كثيرة فمنها ما يكون فسادا أخلاقيا، اجتماعيا، سياسيا، إداريا وماليا ولكل منها صفاتها وتداعياتها وسلبياتها على الشخص الفاسد وعلى المجتمع . لابد من القول بأن الفساد حالة عامة لا تقتصر على الفساد الأخلاقي ولا الفساد المالي ولا الفساد المنظم الذي يبدو فيه الظاهر والمستتر ولكن ثمة فساد آخر هو فساد منظومة القيم داخل المجتمع، وهو ما يعني أن هناك شرخا عميقا وجذريا في الأخلاق والمبادئ والأدبيات التي يقوم عليها بعض أفراد المجتمع.
من هنا لا يمكن قراءة حالة الفساد بوصفها حالة تقف على السطح فقط، إذ لا بد من الذهاب بعيدا وعميقا في قراءتها، وأحيانا يتحول المظهر العام من حيث السلوك لكثير ممن يمارسون الفساد خاصة الفساد المالي والإداري والسطو على المال العام إلى غطاء لهذه الممارسات، لذلك يمكن النظر إلى الفساد المالي والإداري والأخلاقي من رؤى وزوايا مختلفة، فثمة فساد ثقافي وعلمي واقتصادي واجتماعي.
وكما أن الفساد أنواع وله وجوه كثيرة غير مكشوفة يتفنن في استخدامها الفاسدون فبعضهم يفسد ولكن بطرق لا توحي أنها فساد بل قد يشعر بها الآخرون بأنها إصلاح فيبدأ هؤلاء المفسدون بنشر الإشاعات ضد الآخرين واختلاق القصص واتهام الناس زوراً وبطلاناً وإقناع الآخرين سواء أشخاص عاديين أو من المسؤولين وصناع القرار بأفكار مغلوطة محاولة منهم تشويه سمعة الآخرين أو إقصائهم أو نبذهم من الأوساط الاجتماعية , حيث يتم نشر الأمراض الاجتماعية في البيوت والأعمال ويتم محاربة المصلحين الحقيقيين ووضع العقبات في مسيرتهم وزرع الفتن وإثارة الآخرين عليهم ناهيك عن تلفيق التهم وإحاكة المؤامرات وخراب البيوت وزرع الشك فيها أو في العمل بين الموظفين، والمشكلة الوحيدة التي تجعل الفاسدين يتمادون في فسادهم هي الإصغاء لهم وعوضاً عن إقصائهم يتم إعطاؤهم امتيازات تجعلهم في طغيانهم يعبثون فهم لا يخدمون المصلحة العامة بل يحققون مصالحهم الشخصية وفقاً لأجندات خاصة ويدسون السم في العسل فينخرون في المجتمع ويجرون غيرهم للدخول معهم في مؤامراتهم وإغرائهم بأمور مادية زائلة وكم من نفوس ضعيفة تفتقر إلى المبادئ والقيم ولا تمانع تقديم التنازلات من أجل مال أو منصب أو تزكية زائفة.
أعلم أننا لا نعيش في المدينة الفاضلة إلاّ أن البعض لا يلتزم بأبسط قواعد الدين الإسلامي وليس له مبادئ ولا قيم فيجب أن يوقفه عن التعدي من يمتلك هذه المبادئ , وهذا يقتضي أن تكون هناك ضرورة أصلاح مما يحتاج إلى فطنّة وحكمة في تقدير الأمور وعدم التسرع في اتخاد القرارات والتحري والدقة والأهم عدم إعطاء الفرصة للفاسدين بالتحدث عن الآخرين واتهامهم إلاّ في وجودهم والعدل في إطلاق الأحكام ومراعاة أمر الله في كل شيء وفي كل ماورد .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الشيف عمر يجهز أشهى برياني وكبسة ومندي شغل أبو راتب ????
.. الذيل أو الذنَب.. كيف فقده الإنسان والقردة قبل ملايين السنين
.. في تونس.. -الانجراف- الاستبدادي للسلطة يثير قلق المعارضين •
.. مسؤول أميركي: واشنطن تنسق مع الشركاء بشأن سيناريوهات حكم غزة
.. إسرائيل تعلن القضاء على نائب قائد وحدة الصواريخ في حزب الله