الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مابعد غلاسكو

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 11 / 13
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


لا زالت قمة المناخ تشغل العالم المتحضر ، حتى أحياناً لتظنها تجارة مثل تجارة الدّين ، ولكن علينا أن نقتنع أن هناك تغير في المناخ يجب السيطرة عليه ، و القمة هي لبعض الدول أما الدول الأساسية في أسباب الانبعاث فغير مشاركة ، ولا يهمها الأمر ، لكن القادة القوميون مثل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان يرى بأن الآثار الاقتصادية لسياسات المناخ الجديدة ستضرب الطبقة الوسطى والعاملين العاديين أكثر من غيرها. وبالمثل ، فإن البديل اليميني المتطرف من أجل ألمانيا ، والذي على عكس حزب فيدسز الذي ينتمي إليه أوربان لا يعترف بتغير المناخ البشري ، قد أدان "النخبة المناخية لمطالبة مواطنيها بالتضحيات." طبعاً الدول العربية حتى التي حضرت في غلاسكو تشبه الببغاء ، وهي غير مؤمنة بالموضوع ككل .
النتيجة الأكثر أهمية لقمة المناخ في اسكوتلندا.هي في قطاع الربح و المال فالقطاع المالي لا تعنيه كثيرا خلافات المتنافسين من الدول الكبرى، بل هو قادر على الاستفادة منها وتحويلها إلى أرباح. لذا، سنرى أكثر ما سينتعش في السنوات القادمة هو بورصات تداول كوبونات المناخ ونقاط الكربون بين الدول والقطاعات الصناعية والاقتصادية المختلفة. كذلك مشروعات التكنولوجيا الناشئة للحد من الانبعاثات وأيضا مشروعات الطاقة الخضراء والمستدامة. فمن أراد أن يكون له نصيب من مكاسب هذا النهج أن يتبع ما سيعمل عليه القطاع المالي العالمي في مجال المناخ، ولقد برز نجم بوريس جونسون كقائد لقمة المناخ ، وهو الذي وعدنا بالاستقالة ، لكنه يبدو أنه نسي الموضوع فقد يساعده تغير المناخ على بناء بعض الاستثمارات

لم يحضر الرئيس الصيني ، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان ،رغم أنّهم يشغلون الشاشات بنفاقهم . كان الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو في قلب الكثير في المناقشات المحيطة بمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في جلاسكو حيث تقع في بلاده أكبر غابة مطيرة ، لكنّه قرر تجاوز القمة و اختار الشروع في رحلة إلى بلدة في شمال إيطاليا حيث كان أجداده .تظاهر السكان في مكان أجداده وكتب المتظاهرون على لافتة كبيرة عبارة "اخرج يا بولسونارو" وعلى أخرى "أنغويلار" المدينة التي دفن فيها جده"ا تحب البرازيل لا بولسونارو"
خلال قمة المناخ الافتراضية التي استضافها البيت الأبيض ، كرر بولسونارو التزامه بالقضاء على إزالة الغابات غير القانونية في البلاد بحلول عام 2030، وقال إن هذا الإجراء سيقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في البلاد بمقدار النصف.

في الواقع لم تكن البرازيل غائبة تماماً ، كان وفد البلاد طرفاً في بعض إعلانات المؤتمر ، بما في ذلك التعهدات بخفض انبعاثات الميثان ، ، بإنهاء إزالة الغابات غير القانونية بحلول عام 2030. وباعتبارها موطنًا لغابات الأمازون.
تراوح سجل الرئيس البرازيلي في المناخ من اللامبالاة العامة إلى العداء الصريح، تعهد باتباع نهج دونالد ترامب بالانسحاب من اتفاقية باريس ، على أساس أن الاتفاق يهدد سيادة البرازيل على غابات الأمازون.
قد يكون تحوله الواضح بشأن المناخ مؤشرا على اتجاه أوسع: نظراً لأن المزيد والمزيد من القوميين اليمينيين المتطرفين يدركون عدم جدوى إنكار تغير المناخ تمامًاً، حيث وضعوا أنفسهم على أنهم متشككون فقط ، وليس التغيير من صنع الإنسان.
المعهد البرازيلي للمناخ والمجتمع ،أجرى مسحاً حديثاً مفاده : أنّ الناخبين البرازيليين يعتقدون أن حماية غابات الأمازون يجب أن تكون من بين الأولويات القصوى في الانتخابات الرئاسية العام المقبل ، حيث يوافق سبعة من كل 10 على أن تنمية البلاد تعتمد بشأن حماية الغابات المطيرة. عندما طُلب منهم تقييم حماية بولسونارو لغابات الأمازون ، قال 43 في المائة إنها كانت "سيئة أو سيئة للغاية" ، مقارنة بـ 27 في المائة فقط ممن اعتبروا أن أدائه "رائع أو جيد". هذا يبشر بالسوء لبولسونارو ، الذي تخلف بالفعل عن الرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في استطلاعات الرأي في الفترة التي سبقت الانتخابات
في حين أن المشاعر البرازيلية بشأن الأمازون مدفوعة جزئيا بالمخاوف بشأن تغير المناخ ، إنه يتعلق أيضاً بشكل أساسي بالهوية الوطنية البرازيلية: "عندما تحترق غابات الأمازون ، يحترق جزء من الهوية البرازيلية كأمة". "أي سياسي يريد حقًا أن يكون له مستقبل في البرازيل سيحتاج إلى حماية الأمازون ، وإلا فلن يتم انتخابه." هذه هي الحقيقة.

هناك مقولة شعبية تقول: " بعد العيد مافي كعك" وعندما ينتهي عيد غلاسكو لن يكون الكعك حتى العيد المقبل . هذه الكرنفالات البيئية سوف تنتهي ، وتبدأ من جديد في عام قادم . إن قمة المناخ فسحت المجال أمام الرؤساء أن يملؤوا الفراغ الذي يعيشون فيه ، فهم لا عمل لهم بعد انتخابهم سوى القيام بالبروتكولات . لا شكّ أن الإنسان هو مساهم أساسي بتغيير المناخ، لكن هناك الملايين من الأفراد يعيشون الجوع ، وغير معنيين بمن سوف يعيش في الأجيال المقبلة ، فهم يريدون رغيف اليوم ، و أعتقد أن تحسين ظروف المعيشة سوف يحسن من المناخ . الأمر ليس بتصريح الزعماء ، و إنما بقرارات المافيا العالمية لتجارة السلاح والجنس والمخدرات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة