الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المسؤول عن نزيف الدماء و سقوط الشهداء و الجرحى الأبرياء ؟؟؟

عبير سويكت

2021 / 11 / 14
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


‏‎قراءة تحليلية لتطورات الأحداث فى السودان ما بعد 25 أكتوبر 4-2

عبير المجمر(سويكت)

الجزء الثاني للقراءة التحليلية.

مظاهرات 13 نوفمبر التى دعت لها بعض القوى السياسية و على رأسها تجمع المهنيين، احتجاجاً على قرارات القائد الاعلى للقوات المسلحة عبدالفتاح البرهان بتكوين مجلس سيادى جديد، و قريبًا الإعلان عن مجلس وزراء من حكومة تكنوقراط و رئيس وزراء مدنى، مع تمسك البرهان بقرارته فى عدم الرجوع لما قبل 25 أكتوبر، الأمر الذى اعتبرته تلك القوى السياسية بالانقلاب .

و بناءًا على هذه الدعوات المبرمجة خرجت مجموعة من المتظاهرين، منددين بقرارات البرهان، لكن سقط ضحايا قتلى، و أخرين مصابين و جرحى، بينما اتهمت القوى السياسية المعارضة لقرارات البرهان الجهات الأمنية النظامية بإستخدام العنف المفرط تجاه المتظاهرين، و الرصاص الحي، و الاسلحة الثقلية ، و الغاز المسيل للدموع.

و حسب لجنة الاطباء المركزية صرحت بسقوط أكثر من خمسة قتلى، و استنادًا على بيان الحزب الشيوعى كشف عن 8 إصابات فى مدينة الخرطوم، 28 فى مدينة ام درمان، 5 بشرق النيل، و يقال عدد كبير بالحاج يوسف، و اصابة فى نيالا.

أيضًا بيانات منسوبة لتجمع المهنيين أشارت الى ان لديهم معتقلين متهمين بمحاولة حرق أقسام شرطة، لكنهم نفوا جملة و تفصيلًا تلك الاتهامات.

من جانب أخر القوات النظامية نفت أستخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين، مشيرين إلى ان المظاهرات بدأت سلمية ثم أنحرفت عن مسارها، مؤكدين ان الشرطة لم تستخدم السلاح ضد المتظاهرين فقط اطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق بعض المتظاهرين فى وسط إشتباكات، كما أعلنت الشرطة عن أصابة 39 من أفرادها بإصابات جسيمة خلال مظاهرات السبت 13 نوفمبر، و تعرض العديد من أقسام الشرطة للاعتداء .

و صرح مستشار قائد الجيش السودانى ان قوات الأمن أظهرت انضباطًا عاليًا، و مهنية فى التعامل مع المتظاهرين، متهمًا فى ذات الوقت لجنة أطباء السودان المركزية بتزيف الحقائق و الوقائع على الأرض.

كما طعنت بعض الجهات فى الصور و مقاطع الفيديو المتداولة، و القنوات الفضائية التى تعمل على الترويج لها، مطالبين بفحص الفيديوهات و الصور بصورة فنية، و التأكد من الزمان و المكان و الحدث و الأشخاص، مطالبين كذلك لجنة الأطباء المركزية بالكشف عن هوية الاشخاص الذين أشير اليهم كقتلى و مصابين، و البحث عن ذويهم للتحقق من ذلك، و عن متى حدثت الاصابة؟ و فى اى زمان؟ و مكان؟.

متهمين لجنة أطباء السودان المركزية فى ذات الصدد بأنها واجهة لحزب سياسي معروف، و تعمل على التضليل و الكذب بهدف إرسال رسائل كاذبة للمجتمع الدولي بغرض تحريضه و تأليبه على الجيش، تصفيةً للخصوم عن طريق المتاجرة فى الفتنة و الدماء .
و عليه شددت جهات عدة على أهمية تكوين لجان تحقيق بدلًا من تسليط التهم بلا دليل تجاه جهات معينة، موضحين بان هناك ضبابية فى الموضوع، و التحقيق و القانون هو الحكم، حتى لا تصبح مجرد اتهامات باطلة و مغرضة تستهدف الجهات النظامية، مبررين و موضحين ان ليس من مصلحة الأجهزة الأمنية على الإطلاق التورط فى مثل هذه الأفعال، و بالتحديد فى مثل هذا الوقت ، و ليس من مصلحتها إلحاق الضرر بنفسها.

و كان قد صرح قائد الجيش السودانى عبدالفتاح البرهان قبل اسبوع من المظاهرات ان الجيش السودانى لا يقتل المواطنين، و هناك لجان تحقيق لكشف ما حدث، كما أعلنت القوات النظامية التزامها بضبط النفس حيال التظاهرات الشعبية و التعامل معها بمهنية.
و سبق ان صرح ‎جيفري فيلتمان فى التظاهرات السابقة: إن كلا الجانبين المدني والعسكري أظهرا ضبطا للنفس في احتجاجات السبت الماضي، مما كان مؤشرا على أن الجانبين يدركان أنهما بحاجة إلى العمل معا لإيجاد طريقة للعودة إلى مرحلة انتقالية تشمل كل من العسكريين والمدنيين.

و يظل السؤال قائمًا من المسؤول من تصعيد الأوضاع فى السودان و تأجيج الأزمة ؟ و من المسؤول عن نزيف الدماء و سقوط الشهداء؟ و الجرحى الابرياء ؟.

و فى هذه الزوايا تتمسك القوى السياسية الحزبية المتمثلة فى مجموعة الاربعة (قوى الحرية و التغيير المجلس المركزي)، بتحميل المسؤولية كاملة للجهات النظامية، الجيش و الدعم السريع ، و جاء ذلك فى تصريحات لبعض قياداتهم و بيانات صادرة منهم.

بينما جهات اخرى ترى ان القوى السياسية، مجموعة الأربعة ، و بعض قياداتهم ممن فقد مناصبهم فى الحكومة المنحلة هم السبب وراء تأجيج الأزمة، و بعضهم صرح بانه اصبح مواطن درجة ثالثة بعد فقدانهم المناصب الوزارية، كما أصابت اخرين حالة توتر شديد أفقدهم السيطرة على الغضب على حد وصف البعض، و فشلوا فى التعامل بحكمة مع الأزمة التى تمر بها البلاد تحكيماً لصوت العقل و العدل، ان يجعلوا مصلحة الوطن هى الأولوية، فأنجرفوا وراء المحاصصات الحزبية، و المكاسب السياسية و الشخصية ، بينما دفع الشباب الثائر الحالم بوطن أفضل الثمن غالى.

فى ذات السياق أشارت جهات اخرى معارضة لقرارات برهان ، ان الجيش أعتاد على قتل المواطنين و استخدام العنف المفرط لتفريق المتظاهرين و هو المسؤول .

فيما أشارت جهات ثانية إلى ان القوى السياسية تستغل الشارع لتحقيق أهدافها، و تستثمر في الفتنة و تستفز العسكر لإحداث الوقيعة بينه و الشعب، حتى تستثمر فى الدماء و تستغلها لتحقيق مكاسب سياسية ذاتية رخيصة ضد المصلحة الوطنية، مبينةً ان هذه القوى السياسية اعتادت
الاصطياد في الماء العكر لكسب سياسي ذاتي غير حقيقي يشعل نار الحرب و الفتنة، و سرعان ما يكشف عن عورة المتاجرين في الفتنة و الازمات القومية .

فى ذات السياق تعالت أصوات اخرى محملةً مسؤولية سقوط الشهداء و الجرحى لشركاء الحكم عسكر و مدنيين على حد سواء، و انهم لم يكونوا فى حجم المسؤولية، و لم يقدروا تضحيات الشعب، و انهمكوا فى صراعاتهم.

كما راى بعض المراقبين للوضع ان هناك مخطط استراتيجي من قبل بعض القوى السياسية الحزبية ضد خصمهم العسكر يتمثل فى الآتى :
أن إستمرارية المظاهرات سوف يزيد من حالة الخوف و الرعب من المجهول الذى بات يعاني منه المجلس السيادى و أجهزته الأمنية و مؤسساته .

_ الاستمرار فى التصعيد و تواصل وتيرة المظاهرات و إرهاق الجهاز الأمني، و إستفزازه الأمر الذي سيجعله يفقد السيطرة على نفسه، و يتدرج فى استخدام وسائل تفريق المظاهرات الى ان يصل حد العنف المفرط، الأمر الذي سينتج عنه تساقط العديد من الضحايا، وعندها يكون التوثيق عبر التلفونات البسيطة، و نشر المقاطع على أوسع نطاق لتأجيج مشاعر الشعب الذى سيشعر بالظلم الاجتماعي و السياسي، و هو يري صورة تشكل امامه لاستمرارية المجلس السيادى و جهاز أمنه في إستبداده، و تساقط رفاقهم ضحايا للرصاص الحي كأوراق الشجر، و عليه تتحقق مكاسب للقوى السياسية
في الوقت الذى سوف تزداد عزيمة الثوار المناضلين الذين سوف يصرون على المواصلة، و يزداد إصرارهم على اقتلاع العسكر و اسقاطهم.

_و تقسم المهام بين الداخل و الخارج ، و انشاء مجموعات رقمية و مواقع لإرسال مقاطع الفيديو التى تكشف عن استخدام العنف من قبل الاجهزة الأمنية و توثق للانتهاكات، و بناء عليه تنشط خلايا بالتحديد فى امريكا و مناطق اخرى حول العالم باستثمار تلك المقاطع ككروت ضغط و مطالبة بفرض عقوبات على شخصيات معينة و اجهزة امنية.

فى الوقت الذى تنشر فيه بصورة عالية تصريحات الأسرة الدولية و المنظمات العالمية التي تستنكر و تدين موقف الجهاز الأمني المتهم بإستخدام العنف المفرط و الرصاص الحي ضد المتظاهرين، هذه التصريحات الدولية التى ستاتى مساندة لموقف تلك القوى السياسية ، ترعب الطرف الأخر ، و تؤكد ادانت موقف المجلس السيادى الحقوقي و الإنساني دوليا مما سيتسبب له فى حرج كبير، و يفقده اى فرصة للاعتراف به ، و تقف دون حصوله على اى شرعية مستقبلية ،.

_ ومن جهة آخر إستمرارية المظاهرات بغرض وضع المجلس السيادى و الجيش أمام أمرين كلاهما مر و صعب عليه إما :_ أن يلجأ مرة أخرى لإستخدام العنف لتفريق المتظاهرين وبذلك يورط نفسه دولياً و قانونيا، و في نفس الوقت تتحقق مكاسب للقوى المحركة للشارع بالنجاح فى تأجيج مشاعر المواطن الذي سوف يثور و ينتفض أكثر عندما يرى مرة أخرى أفراد الشعب يتساقطون كأوراق الشجر والدماء تراق( و كما قالها العديد من كوادر تلك القوى السياسية و الحزبية أنهم فى حاجة للمزيد من الدماء لتحقيق انتصارات و ضمان الحفاظ على المكتسبات).

تابعونا للحديث بقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح


.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل




.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا


.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا




.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز