الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطبّع و لبتطبيع (2)

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2021 / 11 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


من المسلمات أن الغاية القصوى للنضال الوطني ، التحريري و التحرري على السواء ، إذا جاز الفصل بين التحرر و التحرير ، "هي التطبيع " بما يعنيه من علاقات سليمة فيما بين الأفراد والجماعات أينما التقوا ، بمنظار العدالة و الحضارة ،إنطلاقا من الإقرار بالمساواة بين الأشخاص وحق الشخص في العمل لكسب ما يحتاجه في تدبير شؤون عيشه دون اعتراض أو عدوان أو اعتداء.

لا نجازف في القول أن الأزمات و الاضطرابات التي تعتمل في مجتمعات البلدان العربية ، وهي بالمناسبة ما تزال في معظمها دون مستوى المجتمع الوطني ، ناتجة عن مفهوم يتساوى فيه التطبيع و التطبع .هذا ما يتضح من وجهة نظري ، كما ألمحنا إليه في الفصل الأول ، من خلال حفلات التوقيع على أتفاقيات " التطبيع " على مروج العشب في حديقة البيت الأبيض ، بين بعض دول العرب من جهة و بين دولة إسرائيل من جهة ثانية .

من البديهي اننا لسنا هنا بصدد تقييم المِثال الذي تعكسه سياسة و مواقف دول العرب في ما يتعلق بمسألة التحررو التحرير الفردي و المجتمعي ، و لا في سياق مفاضلة بين العيش في ظل نظام العائلة المالكة أو في ظل نظام استعماري استيطاني فاشي بات " يلامس تخوم النازية " بحسب أحد المؤرخين الإسرائيليين ، فما نبتغيه في الواقع هو استلفات الإنتباه إلى غياب مسألة "التطبيع المُحرِرْ " في أطروحات حركات التحرير العربية ، باساليب واضحة و دقيقة ، حيث أن مداورة نجاحات وانتكاسات هذه الأخيرة في الذهن تضعنا أمام فرضيات عديدة تتعلق بمسألة فشل مشروع الدولة في البلاد العربية بوجه عام نتيجة عدم تكامل شراكة مجتمعية و طنية بسبب الصراع على السلطة وادِّعاء بعض الفئات السكانية الأحقية الشرعية الحصرية بالإمساك بها مهما كان الثمن ، ضمنا الاستقواء بجهات أجنبية ضد التيارات الوطنية المناضلة من أجل المساواة و التضامن في إطار كيان وطني ملائم للعيش المشترك كخطوة اساس توازيا مع كفاح الإستعمار و" تطبيع العلاقات " مع الشعوب الأخرى في جميع المجالات على اساس الإحترام المتبادل والتعاون.

لا حرج في القول أن اللافت للنظر في مسألة التحرير الوطني هو أنه كلما نهضت في البلاد العربية حركة حزبية تطالب بالدولة الوطنية العادلة بين سكانها ،الديمقراطية ، غطتها " الأعشاب الضارة " .

بالعودة إلى موضوع تطبيع العلاقات بين دولة أسرائيل من جهة و بعض الدول العربية لا نجافي الحقيقة أن المقصود هنا ليس العلاقات بين الإسرائيليين و شعوب هذه الدول و انما العلاقات بين السلطات في كل من الجانبين . لذا يحق لنا تمهيدا لتكملة هذا البحث من أن نتساءل :
ـ أولا عما هو أصل العداوة بين السلطات و ما هي المتغيرات التي جعلت تصالحهما ممكنا أو مبررا ؟
ـ لا بد ثانيا من التوقف عند الفروق بين اتفاقية الصلح التي ابرمت بعد حرب تشرين أول أوكتوبر 1973 ، بين قادة مصر و قادة إسرائيل من مثيلتها التي وقعتها المملكة الأردنية في 1993 ثم تبعتها منظمة التحرير الفلسطينية في 1994 ؟
ـ ثالثا ، ما معنى أن تبادر بعض الدول العربية و في مقدمها دول خليجية بعد الحروب الدموية التدميرية التي ضربت دولا مثل الجزائر و ليبيا و سورية و العراق ، إلى الإعلان عن العلاقات الطبيعية التي تربطها بدولة أسرائيل ، وكأن ذلك من محاصيل " الربيع العربي" ؟
ـ رابعا ، ما هي العلاقة ، إن وجدت ، بين هذه الحروب من جهة و بين تلكؤ قادة الدول المعنية في ابرام اتفاقيات صلح مع اسرائيل دون قيد أو شرط ؟ ( يتبع )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير