الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استراتيجيات عسكرية جديدة للاتحاد الأوربي

رشيد غويلب

2021 / 11 / 16
الارهاب, الحرب والسلام


ا

يناقش اليوم الاثنين، 15 تشرين الثاني 2021 ، وزراء دفاع وخارجية الاتحاد الأوربي مشروعا جديدا لاستراتيجية عسكرية مشتركة. وحول هذا الموضوع اجرت جريدة “نويزدويجلاند” حوارا مع اوزليف دميريل عضو لجنة الامن والدفاع في البرلمان الأوربي عن حزب اليسار الأوربي، عكست فيه رؤية كتلتها عن المشروع.

وجاء ذلك في اطار الاستعداد، انطلاقا من القناعة بأن القوة العسكرية والنفوذ السياسي العالمي مرتبطان ارتباطًا مباشرًا. وعلى اساس وجهة النظر هذه ، فإن أي شكل من أشكال التسلح “جدير بالاهتمام”، حتى وان بدت العمليات العسكرية المباشرة امرا مستقبليا، فالامر يتعلق بطموحات الاتحاد الأوروبي كقوة عظمى. وما يجري العمل عليه في الجوهر ليس بجديد، لكن المساعي هذه المرة اكثر شدة وملموسية. ومنذ عام 2016 تم اقرار ما يسمى بالاستراتيجية العالمية للاتحاد الأوروبي، التي تم فيها تحديد أهداف ومصالح الاتحاد الأوروبي، لكنها ظلت استراتيجية غير دقيقة في ما يتعلق بالقدرات العسكرية المطلوبة. ويعمل الاتحاد الأوربي الآن على اقرار ما يسمى بالبوصلة الاستراتيجية، لسد ثغرات استراتيجيته العالمية.

وتتحدث مسودة المشروع السرية، والتي سرّبها موقع “ايرو اكتيف عن “تهديدات عديدة”، بضمنها الصين باعتبارها “منافسًا اقتصاديا و منهجيا”. ان جوهر الصراع يتركز حول الدفاع عن الموارد وأسواق المبيعات وتوسيع نطاق الوصول إليها. في وقت ينمو فيه رأس المال الصيني ويستثمر في الأسواق العالمية، ويزداد تأثيره. ومعه خوف القوى الاقتصادية العالمية “القديمة” من الحصول على القليل جدًا من الكيكة . إنه ببساطة صراع إمبريالي محمي بالقدرات العسكرية والردع والتسليح. وينطوي على مخاطر كبيرة، لأن الحروب التجارية سرعان ما تتحول إلى حروب مدمرة. والبوصلة الإستراتيجية المرتقبة تبنى على حزمة من هذه الحجج، لتضفي شرعية على مزيد من تصنيع الأسلحة، الممول من موازنة الاتحاد الأوروبي لصالح شركات الأسلحة الكبرى.

يريد الاتحاد الأوروبي أيضًا توسيع وجوده في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، أي التعاون بشكل أوثق مع دول مثل كوريا الجنوبية أو الهند ويتواجد هناك ويعمل مع اتحادات الاساطيل، وبالتالي الاشتراك أيضًا في النزاعات حول طرق التجارة مستقبلا. في 16 ايلول ، نشر الاتحاد الأوروبي استراتيجيته في المحيطين الهندي والهادئ ، والتي تستهدف، من بين أمور أخرى ، وجودًا عسكريًا دائمًا في المنطقة، باستخدام آلية جديدة تسمى “التواجد البحري المنسق” ، والتي تم اختبارها في خليج غينيا لأول مرة في كانون الثاني 2021. الهدف هو تنسيق الوجود العسكري للدول المنفردة في المناطق ذات الأهمية الخاصة بالاتحاد الأوروبي تحت مظلته. وفي البوصلة الاستراتيجية، يجري أيضًا تعريف منطقة المحيطين الهندي والهادئ على أنها منطقة ذات أهمية خاصة. ومن المعروف أن السوق الآسيوية تحتل دورًا متزايد الأهمية في اطار المنافسة الاقتصادية وأن طرق التجارة هذه ذات أهمية مركزية لرأس المال الصيني.

وفقا لمسودة المشروع، يجب أن تكون هناك أيضًا قوة ردع عسكرية يفترض أن تكون جاهزة للعمل بحلول عام 2025. وهي خطوة ملموسة جديدة تتمتع بأهمية خاصة، لأن هذه القوات يمكن أن توضع تحت قيادة “وحدة التخطيط والقيادة العسكرية”، التي تم إنشاؤها في عام 2017 بهدف تحويلها يومًا ما كمقر رئيس ومتطور للاتحاد الأوروبي لتخطيط وتنفيذ المهام الحربية للاتحاد الأوروبي. وقوة الردع المشار اليها ستجعل الاتحاد الأوربي أقرب إلى هذا الهدف.

وتقترح مسودة المشروع اعتماد رد الفعل السريع و”مرونة باتخاذ القرارات” بشأن عمليات التدخل العسكري، وبالنسبة لقوة التدخل السريع قيد التخطيط سيتم الاستناد الى المادة 44 من معاهدة الاتحاد الأوروبي، التي تمكن نظريا تحقيق تحالف الراغبين. وهو خيار لم يجر العمل به سابقا، لأنه يجب أن يُقرر بتوافق آراء جميع الأعضاء. وينبغي أن يتغير ذلك في المستقبل: وسوف لن يكون ممكنا بعد الآن منع تشكيل مثل هذا التحالف الحربي، نتيجة كسر التوافق الجماعي من قبل دولة واحدة أو عدد قليل من دول الاتحاد متوسطة الحجم، بل يشترط رفض ما لا يقل عن ثلث الدول الأعضاء، التي تمثل ثلث سكان الاتحاد على الأقل، عن التصويت، عندها فقط ستفشل محاولة تشكيل عسكري لخوض الحرب. ومن جانب آخر ستتمتع كل من المانيا وفرنسا بحق الفيتو، ما يعني عمليا تقويض حق البلدان الاخرى في اتخاذ مواقفها. لذلك سيكون من المثير متابعة ما ستفضي إليه مناقشات وزراء خارجية ودفاع الدول الاعضاء في الاتحاد الأوربي اليوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سقوط قتلى وجرحى في غارة إسرائيلية على سيارتين في منطقة الشها


.. نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: الوضع بغزة صعب للغاية




.. وصول وفد أردني إلى غزة


.. قراءة عسكرية.. رشقات صاروخية من غزة باتجاه مستوطنات الغلاف




.. لصحتك.. أعط ظهرك وامش للخلف!