الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التاريخ يشهد لا سلام في الإسلام

وسام صباح

2021 / 11 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تأسس الإسلام في مدينة يثرب، معتمدا على القتال وسفك الدماء، انتشر الإسلام بالغزوات والحروب والنزاعات حتى بين محمد وأتباعه من جهة وعشيرته (قريش) وأهله من جهة أخرى. و كذلك انتشرت النزاعات بين الخلفاء الراشدين أنفسهم وبين أتباعهم مما سبب في اغتيال ثلاثة خلفاء ورثوا الحكم بعد وفاة النبي .
التاريخ الدموي للإسلام
قاد نبي الإسلام أول غزوة له بقطع طريق قافلة أبو سفيان لغرض سرقة ما تحمله من بضائع وأموال . لكنه باء بالفشل لتغيير القافلة اتجاه مسيرها . حارب النبي أهله وعشيرته في معركة أحد والخندق وبدر لأنهم لم يؤمنوا بدينه الجديد ولم يصدقوا نبوته، أراد الانتقام منهم . قاد محمد ثمانية وعشرين غزوة وسرية، شارك بنفسه في بعضها . معظم الغزوات كانت لسرقة الغنائم من اصحابها و سبي النساء وتوزيعها على الجند وليس لنشر الدين . اعترف النبي ان رزقه تحت ظل رمحه فهو لا عمل له إلا تنظيم و قيادة الغزوات من أجل السلب والنهب .
بعد موت النبي محمد استلم الخلافة أبو بكر الصديق، فارتد المسلمون في اليمن عن الإسلام و رفضوا دفع الزكاة لبيت المال . شن ابو بكر عليهم حروب سميت بحروب الردة قتل فيها أكثر من ثلاثين ألف مسلم من الطرفين . وكانت تلك باكورة الحروب والمعارك الكبيرة بين المسلمين أنفسهم في صدر الإسلام .
بعد موت أبي بكر استلم الحكم والخلافة عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان و اخيرا علي بن ابي طالب ، تم اغتيال وقتل الخلفاء الثلاثة بأيدي المسلمين أنفسهم ومن اقرب الناس اليهم . أمر عمر بن الخطاب بغزو فلسطين و سوريا و العراق ، قتل السفاح خالد بن الوليد بجيشه أكثر من أربعين ألف من العراقيين كي يرغمهم على قبول الإسلام بالسيف . ثم أرسل الخليفة عمر جيشا الى مصر بقيادة عمرو بن العاص . حارب الرومان و أحتل مصر بالسيف وسفك الدماء ونهب خيراتها ودام الاحتلال الى هذا اليوم وتحولت الدولة القبطية المسيحية إلى دولة الإسلام بالقوة . ثم وجهت دولة الخلافة الإسلامية حملات كبيرة لغزو واحتلال دول وشعوب شمال أفريقيا الأمازيغية وغيروا ديانات شعوبها الى الإسلام بالقوة والإكراه . واصلت الجيوش الغازية الإسلامية زحفها فعبرت البحر الأبيض المتوسط إلى إسبانيا و احتلوها و أقاموا دولة إسلامية فيها اسمها الأندلس على ارض اسبانيا المسيحية بعد ان اغتصبوا الحكم من اهلها بالغزو والسيف والحرب.
معارك المسلمين مع المسلمين .
قاد علي بن ابي طالب العديد من المعارك و أولها معركة الجمل ضد المسلمين القادمين من الحجاز بقيادة عائشة زوجة النبي محمد واثنين من اقربائها طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام . و قتل فيها أكثر من ثلاثين ألف من المسلمين وعادت عاشة خائبة الى ديارها تاركة آلاف الجثث من اتباعها خلفها.
ثم خاض علي بن ابي طالب معركة صفين ضد معاوية والنهروان ضد الخوارج . وقتل من الطرفين آلاف المسلمين كلهم يرفعون المصاحف ويكبرون ويشهدون ان محمدا رسول الله . وانقسم المسلمون الى سنة محمد وشيعة علي. ودبت الكراهية والفرقة و الضغائن بين الطرفين الى يومنا هذا .
هذا في التاريخ الإسلامي القديم . أما في التاريخ الحديث، فنرى الفتن والحروب قائمة بين المسلمين ، ففي أفغانستان يتقاتل مسلمون متشددون من جماعة طالبان مع جيش الحكومة الأفغانية منذ عشرين سنة راح ضحيتها الآلاف من المسلمين من الطرفين. وفي العراق دارت معارك طاحنة بين جيش العراق و الجيش الفارسي الأيراني بتحريض من الإمام الخميني الشيعي وصدام حسين السني . استمرت ثمان سنوات قتل فيها أكثر من مليون مسلم من الطرفين .
في سوريا يقاتل الجيش النظامي السوري بقيادة بشار الأسد الشيعي / العلوي مع المرتدين السنة المنضوين تحت لواء العصابات المتطرفة والارهابية العديدة تحت أسماء مختلفة منها القاعدة و داعش و جيش النصرة و قوات كردية ولازالت الدماء تسفك من جميع الأطراف المتقاتلة وكلهم مسلمين . في دولة اليمن يتقاتل السنة من جيش وقبائل الحكومة ضد المتمردين الشيعة من الحوثيين المتمردين على الدولة تناصرهم إيران الشيعية . وتناصر الحكومة اليمنية السنية المملكة العربية السعودية والإمارات الذين يمثلون السٌنة . وتقصف الحوثيين بالطائرات والدبابات ويسقط القتلى المسلمين من الطرفين و يعدون بمئات الالاف رجلا ونساء واطفال.
في العراق غزا جيش صدام المسلم دولة الكويت واحتلها وقتل الكثير من الكويتيين المسلمين، حتى جاءت قوات دولية و سحقت الجيش العراقي و قتلت منه الآلاف . ثم حدث تمرد شيعي في جنوب العراق بإسناد إيراني شيعي، وسقطت أكثر المحافظات الجنوبية والوسطى بيد الشيعة الثائرين ضد صدام حسين ونظام البعث ، فتم سحقهم من قبل قوات صدام وحرسه الجمهوري السني ، و قتل الالاف من ابناء الشيعة والقاتل والمقتول مسلمين .
بعد الغزو الدولي للعراق من قبل امريكا وحلفائها، واسقاط حكومة صدام والبعث، حدثت معارك وفتن طائفية بين السنة والشيعة من الشعب العراقي و تفجيرات في المساجد والحسينيات واغتيالات طائفية وقتل على الهوية في مدن العراق وراح ضحية تلك الأحداث الآلاف من المسلمين من الجانبين .
غزت قوات ظلامية متخلفة تريد إقامة دولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام ، زحفت من سوريا واحتلت ثلاث محافظات عراقية و حكمت فيها بنظام إسلامي متخلف و متطرف، قطعت الرؤوس و الأيادي وصلبت المخالفين لها على اعمدة الكهرباء في الشوارع تطبيقا للشريعة الإسلامية المنصوص عليها في القرآن. و حرقت البعض وهم أحياء، و تفننت بأساليب القتل انتقاما من المخالفين لها من السنة والشيعة واليزيديين و هجرت المسيحيين من بيوتهم الى محافظات اخرى بعد سلب كل ممتلكاتهم . حتى شنت الدولة والشعب العراقي عليها حربا ضروسا لثلاث سنوات راح ضحيتها عشرات الآلاف من المسلمين من الطرفين .
في ليبيا تدور معارك دامية لازالت نيرانها مشتعلة بين الشعب الليبي الواحد وقبائله المختلفة و المرتزقة السوريين الذين جلبتهم تركيا الى ليبيا . القتلى من الطرفين المتقاتلين كلهم مسلمين.
هذا هو الإسلام السياسي , لم يهدا ولم يستكن و لم يتفرغ لبناء مستقبل مزدهر لأبنائه ولا اسس حضارة بل انشغل بحروب وقتال وسفك دماء منذ بداية ظهور الإسلام و الى يومنا هذا . ولهذا بقت الدول ةالشعوب المسلمة في اواخر ركب الدول و الآخرين تقدموا الصفوف في الحضارة والعلوم والأختراعات و تطور الصناعة والمسلمون والعرب بقوا متخلفين محتاجين الصناعات الغربية وادويتهم واختراعاتهم واسلحتهم .
لم يشهد المسلمون في تاريخهم القديم والحديث منذ نشوء الإسلام و إنتشاره ابتداء من مكة والمدينة مرورا بعهد الخلفاء والدولة الأموية والعباسية، ثم الأحتلال المغولي والفارسي والعثماني ، للبلدان العربية والإسلامية في منطقة الشرق الأوسط و شمال افريقيا سلاما وهدوءٌ سوى فترات قصيرة، ولم يشهد تطورا وأزدهارا, بل سلسلة مترابطة من المعارك والغزوات والحروب الدامية ، الان يهاجر المسلمون من افغانستان والعراق وسوريا و اليمن و الجزائر وتونس والمغرب الى بلاد الغرب التي يسمونها (بلاد الكفار) طلبا للسلام والأمان والعيش بكرامة في ظل الحضارة والتقدم الصناعي وأحترام حقوق الإنسان . يجازفون بحياتهم في عبور البحار بزوارق صغيرة كي يصلوا الى بر الأمان في (بلاد الكفار) لينعموا بالحرية والأمان و العيش الكريم . لم نسمع بلجوء اي مسلم الى بلدان اسلامية طلبا للأمان والحرية والكرامة .
السبب هو الدين الذي بني على السيف والدماء حيث لا قيمة لحياة الإنسان فيه إن لم يكن متطرفا دينيا . لقد قالها نبي الإسلام : ان رزقي تحت ظل رمحي ، ونصرت بالرعب مسيرة شهر . و كانت الحروب والعنف والرعب هي السمة الشائعة في بلاد المسلمين .
ماذنب الأبرياء الذين يقتلون بسبب أطماع و رعونة القادة المسلمين لتحقيق مكاسب شخصية مسنودة بكراهية طائفية متأصلة في قلوب المسلمين المنقسمين بين السنة والشيعة منذ 1400 سنة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي