الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أسباب فشل إنتفاضة السودان

المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)

2021 / 11 / 17
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


يسجل هذا النص بعض الأخطاء التي سببت فشل عملية التغيير في السودان التي ظهرت للعالم الخارجي في حدود الفترة الممتدة منذ أبريل أغسطس 2019 إلى 25 أكتوبر 2021


كان التغيير يهدف إلى مدنية الحكم ومحاسبة المفسدين والمجرمين وتحسين المعيشة، وتحلى بشعار (حرية سلام وعدالة) وتواثق على التعامل مع القمع العسكري بأساليب سلمية، وقد فشل التغيير بمكونيه المدني والعسكري وتحالفاته مع نخب البيرواقراطية وتماسيح السوق والإدارة العشائرية في تحقيق أي من هذه المطالب والشعارات، فالعسكر والإسلاميون بقوا مسيطرين على الدولة والفساد والإجرام التجاري والسياسي والعسكري بقى خارج المحاسبة الجادة والمعيشة بقيت بين المسبغة والإملاق والضنك. ووضع السودان في العالم تحول من طريد إلى معتقل في صندوق النقد الدولي والتحديدات الإقليمية والدولية. ولهذا الفشل أسباب يجب أن لا تنسى تزدحم في ذاكرة الصحف والمواقع الإعلامية. يتناولها هذا النص في ثمانية عشرة نقطة كالاتي:


1- نتذكر الإنفراد الثنائي بإعلان دستوري ثم كلفتة الوثيقة الدستورية وتقتيل المعتصمين وتكوين الحكومة بصورة خالية من منافسة الكفاءات ونتذكر رفضها الماكر لبعض أهم معالم برنامج الإسعاف الإقتصادي ونتذكر رفع الأسعار وقبول تحكم البنك الدولي والإدارة القبيلية والتحكم العسكري، ونتذكر إتفاق جوبا، ونتذكر أيضاً تبلور موضوع والي كسلا ووزراء الطاقة والصحة والتعليم إلخ الذي أوضح التراجع عن تعيينهم ضعف وأخطاء كل شراكة الدم.


2- لا ننسى ان قيادة القوى المدنية الداخلة في "شراكة الدم" التي أقصت أو همشت النصائح الشيوعية كانت بلا فكرة أو قدرة سياسية على مواجهة الضغوط الإقليمية أو الدولية أو الضغوط الداخلية من النخب الثلاثة الأخرى العسكرية والتجارية والعشائرية.

كانت النخبة المدنية في شراكة الدم تغطي ضعفها بحديث زلق عن محاسن حمدوك وعن دعم المجتمع الدولي! حديثاً كشف ضعف الإنجاز الداخلي في مجالات المدنية والمحاسبة والمعيشة. من ثم تمدد تحالف الإسلاميين العسكريين مع غيرهم من نخب الأفندية والعشائر وتماسيح السوق ومع المباركة الإقليمية.


3- لا ننسى مأساة قانون النقابات.


4- لا ننسى محاولة إصلاح سياسات الدولة من خلال تغيير فوقي لشخصيات الموزرين والوكلاء والمديرين دون أي تغيير في سياسة عمل أي وزارة بل روتينيات التراخيص والرسوم والتخطيط لجلب تمويل لما هو موجود.


5- لا ننسى السكوت الآثم على الفروق الكبيرة بين حجم أموال حسابات كثير من الأفراد في البنوك وحجم الضرائب القليل التي دفعوها!


6- لاننسى الارتباط العاطفي للحكومة ووزير ماليتها بالشكل الخارجي للميزانية وإهمال وتأجيل وتبخيس قضايا المعيشة والفروق الطبقية والإقليمية داخل السودان.


7- لا ننسى عدم مناصفة المناصب للنساء


8- لا ننسى تأخير تعيينات كل المناصب العليا: وكلاء ومديرين، ولاة وحكام، قضاة، دبلوماسيين.


9- لا ننسى محفظة التصدير والاستوراد كواجهة حكومية لحرية التصدير والإستوراد


10- لا ننسى الوجل الحكومي من محاسبة الإعلام المضاد بالضرائب على الأرباح وأيضاً عدم المحاسبة على الفساد في الرخص ومشتروات الورق والطباعة.


11- لا ننسى أكبر الأخطاء وهو أسلوب التجريب والتلتيق بمحاولة حل القضايا المتداخلة بفصلها عن بعضها: من فصل قضايا المعيشة عن قضية هيكلة الاقتصاد! إلى فصل قضية تنمية هيكلة الإقتصاد عن قضية تنظيم ملكية الأعمال التجارية والمصرفية الكبرى! إلى فصل قضية وضع الإقتصاد عن وضع السلام! ثم فصل وضع السلام عن اللامركزية! ففصل المركزية واللامركزية عن طبيعة الإدارة السياسية للدولة! ثم فصل أو تأجيل موضوع سياسة إدارة الدولة عن إنتقاليتها! وفصل الوضع الإنتقالي للدولة عن عقد المؤتمر الدستوري! بل حتى فصل عقد المؤتمر الدستوري نفسه عن أمور أخرى لازمة لإنعقاده كالأمور الفئوية والنقابية والمحاسبة، إلخ.


12- لاننسى في سياق موضوعات المؤتمر الدستوري أو أي موضوع عن الديموقراطية أو سيادة الشعب أو تجويد أداء الحكومة إهمال مكوني شراكة الدم تنظيم مؤتمرات قواعد المجتمع ومؤسساته الفئوية (الرعاة والزراع والحرفيين والعمال والمهنيين) وضرورة استشارة كل مؤتمر منها في أهم موضوعات إدارة وتنمية مجال عملها وتنظيمها اقتصاده وشكل تنظيم الدولة الأنسب لتحسين وضع الفئة.


13- لا ننسى الأخطاء في مجال الإعلام:
(أ) لا ننسى سير البرامج الحوارية ونشرات الأخبار في خط ليبرالي يعفي حرية التجارة من أي مسؤولية ونقاش ولا يهتم بضرورة أمور الآيديولوجيا الثورية والوحدة والإشتراكية للتنمية والسلام! بل يماشي حركة الحكام والأوضاع التجارية وأخبار النخب الدولية.

(ب) لا ننسى إن الإعلام تجنب نقاش الأسباب المركزية الطبقية والإقليمية والعنصرية والجندرية للأزمات وكيفية حلها، بل غرق في كلام عن التنوع والتشدق بالشعارات.

(ج) لاننسى تواشج ضعف تأثير إعلام (الثورة) مع كثرة إستعماله أسلوب الخطاب والشرح بدلاُ لاستعمال فنون السجالات والمحاورات والفنون المسرحية والتشكيلية وفنون الدعاية والتوجيه المعنوي لتوجيه الآراء من إتفاق إلى إختلاف أو من إختلاف إلى إتفاق. وإنه حصر أخبار للعمل السياسي في مربع لقاءات وخطب نخبة شراكة الدم (حميدتي والبرهان + حمدوك وواحد مختلف كل مرة من "ق ح ت")


14- الغرق في معسوليات الدعم المالي الخارجي مع تدهور المعيشة اليومية جهة الأسعار وتبريرها بخبث الكيزان والتجار وتبرير خبث الكيزان والتجار بضعف الحكومة !


15. عدم وجود أي خطة مدنية أو عسكرية واضحة المعالم لإصلاح القطاع العسكري، أو للتعامل مع سيناريوهات مختلفة لأوضاعه.


16- العداء ضد الشيوعية والشيوعيين وسط مكوني شراكة الدم: المكون المدني والمكون العسكري، إضافة إلى العداوة ضد الشيوعية والشيوعيين وسط النخب العشائرية والتجارية والنشاط الطفيلي الواسع.


17- الصوت المعتدل للحركة الشيوعية ضد أخطاء الحكومة ونخب قوى العسكر والأفندية والعشائر والتجار في وقت تتطلع فيه النزعة الشعبية منذ انتفاضة سبتمبر 2013 وسايكولوجيا الجماهير إلى الصوت العالي النبرة والكلام السخن والمصادمة القوية.


18- لعل فشل التغييرات التي بدأت بإنتفاضة يناير 2018 وتدهورها منذ إنفرادات فترة أبريل أغسطس 2019 وتكوين شراكة الدم ثم فشل معالجتها بالمبالغة في تكرار الحسابات على حساب التنمية الميدانية للمصادمات الشعبية، لعل فشل ناتج من قلة عدد الزراع والرعاة والحرفيين والعمال في صفوف الحركة الثورية وازدحامها بالمهنيين ومشروعات التوافق مع النخب الحاكمة أو مع أحزاب النخب المتحكمة في معيشة غالبية الناس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا