الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراعات اوزان انتخابية ومقايضات جاهلية

علي عرمش شوكت

2021 / 11 / 19
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


تمخضت الانتخابات البرلمانية العراقية الاخيرة في العاشر من تشرين الثاني التي يمكن تسميتها بـ " البنوراما المعتمة " حيث غدت الاضواء الكاشفة عاجزة عن معرفة ما يعتمل تحت الارض من " فتلكات " ودسائس. مما دفع التفسيرات للنتائج الى مسارب متضاربة ولكن الحقيقة تجلت ناصعة ولم يغطيها غبار " ثورة بركان" الذين خسروا في السباق الانتخابي
يتوهم البعض بان الخاسرين يبحثون عن اصوات ناخبيهم التي زورت او غيّبت لانهم لا يجهلون مصيرها الحقيقي حيث ضيعها جهلهم المطبق في السياسة وبدورها غيّبت فرص مرشحيهم للوصول الى قبة البرلمان ، انما البحث عن سلاح برلماني " نواب مسلحون" يتّقون بهم تشريعات قانونية سوف تطالهم مستقبلاً لاسيما اذا ما كان تأثيرها بأثر رجعي لملاحقة فسادهم.
كانت انتخابات عام 2018 قد وصمها الرأي العام الداخلي والخارجي بـ " التزوير " ولكن كان " التغليس " سيد موقف الخاسرين الان، الذين يشككون بالانتخابات الحالية التي حظيت باعتراف الرأي العام الداخلي والخارجي كونها نزيهة ونظيفة والاشادة من قبل مجلس الامن الدولي بنصاعتها.
وعلى ما تقدم علا صوت عدالة الانتخابات وبفعلة اغلقت كافت سبل الالتفاف والتحايل على النتائج الانتخابية. فلم يبق امام {شاحذي السلطة والجاه} سوى الذهاب الى سوق " عكاظ " للمقايضة الجاهلية، على قاعدة القبول وتسليم بالنتائج الانتخابية، مقابل منحهم عدداً من المقاعد البرلمانية، بل والاغرب من هذا هو المطلب الذي يطرحونه في هذه المقايضة المتمثل بتجيمع وخلط كافة الاصوات الفائزة والخاسرة ومن ثم توضع لها قاعدة نسبية توزع بموجبها المقاعد البرلمانية على الخليط الكتلوي غير المتجانس من حيث مستوى النجاح والخسارة او حتى بالتوجهات السياسية.!!!
ان هذا الشكل المبتكر من المحاصصة، ما هو الا كفيلاً بأبقاء الامور على ما هي عليه. بمعنى تكريس الاسباب التي ادت الى انتفاضة تشرين والتي لا تعني سوى ان العراق ذاهب الى مجهول لاحدود له. ان مثل هذه المساومات مؤداها قطعاً اعدام اي نفس للتغيير، وهنالك لسان الحال يتساءل عن ما هو الذي يدعو لقيام انتخابات اذن ؟؟. وكذلك ما يجعل الدستور والقوانين ضرباً من الخيال في ظل النظام الحالي.
خلاصة القول ان الامور تدعو الى التشاؤم المرير جداً. غير ان خيوط الامل تبقى مرهونة بيد شعبنا الباسل الذي لا ينام على ضيم والمتجلي في حراك الشارع وبخاصة ثوار الانتفاضة الذين يعيشون حالة الترقب الحذر. والمرتجى منه، الا يتحول الى ترقب سلبي قاتل . وان يقدح كلما تم" اغتصاب" رغيف خبز المواطنين وحريتهم.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا