الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤسسة الدينية والمثلية

منظمة مجتمع الميم في العراق

2021 / 11 / 20
حقوق مثليي الجنس


((الزواج المثلي لم يخلق مشاكل للمؤسسات الدينية؛ خلقت المؤسسات الدينية مشاكل للزواج المثلي)) داشان ستوكس، مؤلف أمريكي.

لا يحتاج المرء الى تعمق معرفي كبير حتى يدرك ان أكثر عائق يواجه وجود المثلية واندماجها في المجتمع هي المؤسسة الدينية وعلى مختلف تنوعاتها واشكالها، فهي تقف بقوة وبحزم امام هذا الميل والتوجه الجنسي الجديد، وتعتبره مهدد للعائلة والمجتمع، والحقيقة التي لا تخفى انها تخاف على وجودها هي من هذا الشكل، فأي تغيير يطال شكل العائلة الحالي فانه يمس بشكل ما الوجود الكهنوتي.

في العراق اليوم المؤسسة الدينية هي التي تحكم فعليا، ممثلة بقوى الإسلام السياسي، بالإضافة الى القوى العشائرية؛ هذه المؤسسة كونت لها سطوة قوية على المجتمع، واخضعت هذا المجتمع لأرادتها، فقد أسست ميليشيات مسلحة لها، وضربت بهم كل مخالفيها ومن لم يلتزم بأوامرها، فرضوا قيودا قاسية على المجتمع، حاربوا كل الحريات التي اكتسبها المجتمع على مر سنينه الماضية.

كان الهجوم الاشرس والاعنف على المرأة والمثلية، فقد بدأت الالة الإعلامية لهذه القوى بالتمهيد لعمليات القتل، وبأبشع الأساليب، فقد اتخذ رجال الدين المنابر وخطب الجمعة للتشهير بالمثليين، وبأنهم "الرجس الأكبر" الذي يجتاح المجتمع، وان على المجتمع "تحصين نفسه" من هذا "الوباء الغربي"، و "حماية أولادنا" واجب ديني مقدس من "الشذوذ الجنسي" الخ من هذه الترهات؛ التي أعطت الضوء الأخضر للقيام بعمليات القتل والتعذيب للمثليين، مما اضطرهم للبحث عن ملجأ يهربون اليه، فصاروا بين خيارين: اما الهجرة والنفي الى بلدان أخرى اكثر امنا، او التخفي وعدم اظهار شخصيتهم الحقيقية.

ان هذه المؤسسة الدينية تعي جيدا الخطر المحدق بها من تغيير بنية العائلة، فهذا الشكل الحالي للعائلة، والذي فيه الاشكال الجنينية للعبودية، هو بحق يضمن لها –المؤسسة الدينية- الشكل الأكثر طاعة وخضوعا، او امتثالا للأوامر، أي بالنتيجة النهائية الشكل الأكثر عبودية؛ لهذا فهي تبقى تقاتل بشراسة ضد توجهات جنسية كهذه، فلا يمكن لهذه المؤسسة ان تراهن على وجودها ابدا.

ان المجتمع الدولي، ومنظمات حقوق الانسان، ومنظمات المجتمع المدني جميعها، والأحزاب العلمانية واليسارية جميعها عليها واجب حماية هذه الشريحة من المجتمع، والزام جميع الدول بإصدار قوانين تحميهم من أي هجمات دينية او عشائرية او ذكورية بغيضة، والحد من سلوكيات وممارسات وفتاوى رجال المؤسسة الدينية، الذين يشرعون لقتل افراد هذه الشريحة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مجازر وجرائم مستمرة وتفاقم الوضع الإنساني في غزة


.. «أكسيوس»: عباس يرفض التراجع عن التصويت على عضوية كاملة لفلسط




.. الأمم المتحدة: المجاعة التي يواجهها شمال غزة معقدة جدا


.. حملة اعتقالات في إيران لمنتقدي الهجوم على إسرائيل.. ما الاته




.. بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين