الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هدية بنموسى للنقابات التعليمية

حسن أحراث

2021 / 11 / 20
الحركة العمالية والنقابية


في أوج الترحيب بجولتي حوار بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، قدم هذا الأخير هدية الفرح (السابق لأوانه) للنقابات التعليمية، والمتمثلة في "تسقيف" سن المترشحين لاجتياز مباراة "الأطر النظامية للأكاديميات" (التسمية الواردة في الإعلان عن المباراة)، أي " ألا يتجاوز عمرهم 30 سنة عند تاريخ إجراء المباراة". ويُلاحظ جيدا أن المعنيين بالمباراة هم "الأطر النظامية للأكاديميات"، وهي إشارة "جامعة ومانعة" لمن يُصدق "حكاية" الإدماج في الوظيفة العمومية باعتماد الحوار وبدون نضالات وتضحيات، بالإضافة طبعا الى قطع الطريق في وجه أبناء شعبنا من حقهم المكتسب في ولوج قطاع التعليم. والوزير بهذه الهدية/الصفعة يُعيد الأمور الى نصابها ويكشف عن نواياه الحقيقية المُستمدة من التعليمات كما دائما. فبدون نضالات مُستميتة ومُتواصلة يبقى أي حوار آلية للتدجين وربح الوقت وبالتالي تكريس الأمر الواقع. إن تغيير وزير بآخر ليس مؤشرا أو تعبيرا عن تغيير رؤية الوزارة وتوجهها. لأن المخططات الطبقية للنظام والمنسجمة مع إملاءات الأذناب المالية للإمبريالية تُنزل في تنوعها بهدوء في كل القطاعات، بما في ذلك قطاع التربية والتكوين، بغض النظر عن اسم هذه الوزير أو ذاك وعن انتمائه الحزبي أو حسه السياسي. والوزير بنموسى المُخلِص لن يخرج عن هذه القاعدة الثابتة لدى النظام.
يقول المثل السائر "رُب ضارة نافعة"، ولعل صدمة بنموسى للنقابات التعليمية توقظها من "حُسن نيتها" وتحثها على خوض المعارك النضالية المطلوبة الى جانب المعنيين لانتزاع الحقوق وفرض المكتسبات، علما أن المعركة سياسية بالدرجة الأولى وتتجاوز سقف هذه "الهدية"؛ واستهداف المدرسة العمومية لفائدة القطاع الخاص واحد من الأهداف التي يشتغل النظام على تحقيقها/حسمها. وتغييب هذه المعطيات الحاسمة سيُطيل عمر المُعاناة ويُسقطنا في دوامة المعارك الصغيرة. كما أن تغييب تواطؤ القيادات النقابية البيروقراطية وإعاقتها لخوض المعارك النضالية المطلوبة سيجعل منا "أضحوكة" ولعبة في أياديها القذرة ولقمة سائغة في فم النظام وأزلامه من القوى السياسية المتخاذلة.
كفانا حوارات مغشوشة..
كفانا الكثير من "التفاؤل" والتوقيع على بياض..
كفانا قبول الأمر الواقع أو الفتات وتسويق الأوهام..
فلا فائدة من حوار لم يأت تتويجا لمعركة/معارك نضالية مرعبة..
والمعركة الكبرى التي لا محيد عنها هي الانخراط النضالي في معارك شعبنا، وخاصة معارك الطبقة العاملة، من أبواب الصراع الطبقي الواسعة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب من جامعة هارفارد يواصلون اعتصامهم المفتوح احتجاجا على ا


.. ماكدونالدز في ورطة جديدة بسبب إصابة عامل باليومية.. والشركة




.. ترمب يكتسب خبرة التعامل بشكل رسمي مع قاعات المحاكم


.. فرصتك-.. منصة لتعليم الشباب وتأهيلهم لسوق العمل




.. طلاب معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا يعتصمون احتجاجا على الإبادة