الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سخافة المعجزات.

اسكندر أمبروز

2021 / 11 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من أهم المقولات للراحل كريستوفر هيتشنز سبحانه وتعالى هو أن "الادعائات العظيمة تتطلّب أدلّة عظيمة" وهذه المقولة القصيرة تلخص لنا الكثير فيما يتعلق بما يسمى بالمعجزات التي تدعي الأديان حدوثها رابطة إياها بوجود اله ما , ومن ثم ربط هذا الاله بدينهم وادعائاتهم الأُخرى في كتبهم الصفراء.

ولكن لو دققنا النظر في هذه الخرافات الدينية كالعادة , سنجد أن هذه الادعائات ألا وهي خزعبلات المعجزات لا تمت للادعاء الأصلي بأي صلة !! ألا وهو ادعاء وجود اله , وأن هذا الإله هو اله الدين الفلاني...

فمثلاً بحسب القصص الدينية نرى أن موسى قام بشق البحر نصفين , وعمو جيسوس قام بإحياء الموتى وشفاء المرضى , ومحمد قام بنكاح العديد من النساء في ليلة واحدة (أعلم أن هذه ليست بمعجزة ولكن الرجل لم يقم بأي شيء يستحق الذكر سوا النكاح المستمر).

وكل تلك الأمور الخارقة للطبيعة هي فعليّاً أمور لا علاقة لها بوجود الاله من أساسه ولم تثبت وجوده من عدم وجوده على الإطلاق !!

ولتوضيح الفكرة لنفترض أن شخصاً ما اليوم قام بتحريك قارّة أمريكا الشمالية وإلصاقها بأوربا , ومن ثم ادعى أن الهه هو من قام بهذا الفعل , وأن هذا الإله يطلب من البشر قتل كل من لا يؤمن به دون أي تفكير. هل هذا سيدفعنا لتصديق ادعائه أن الهه هذا موجود أصلاً ؟؟ لا طبعاً !!!

ولمَ لا ؟؟ لأنه في هذه الحالة نحن قد أزلنا ملايين الاحتمالات الأُخرى التي قد تكون واقعية ومنطقية وأكثر عقلانية حتى من احتمالية وجود الاله هذا وقيامه بتلك المعجزات , فمثلاً ماذا لو كان هذا الرجل خاضع لسيطرة كائنات فضائية تمتلك من التكنولوجيا ما يمكنها من تحريك القارّات ومن ثم قامت بالقيام بهذه المسرحية لغرض التسلية والتلاعب بالبشرية لا أكثر ولا أقل.

أو ماذا لو كان هذا الرجل يعمل لمنظمة سرّية ما , قادرة على تحريك القارّات بطريقة معينة , وغرض هذه المنظمة تقليل أعداد البشر على سطح الكوكب من خلال اجبارهم على قتل أنفسهم بحكم الدين الذي قام بالمعجزة الأسطورية تلك.

أو أي تبرير آخر يمكن إسقاطه على هذا الحدث المهول , لمحاولة تبريره وتفسيره , وكل هذه الاحتمالات والادعائات الساقطة على هذا الحدث متساوية تماماً من ناحية القيمة , ومنها طبعاً ادعاء الإله الأصلي الذي يدعيه صانع المعجزة.

ولهذا لو عدنا قليلاً لمهزلة "المعجزات والخوارق" التي تدعي الأديان حدوثها سابقاً , سنرى أنها حتى لو كانت قد حدثت فعليّاً (وهي طبعاً لم تحدث) , فإنها لا تقدّم ولا تؤخر ولا تجزم وجود اله ما على الإطلاق , وإنما تدعو العقلاء للتمعن فيها وتحليلها ومحاولة فهمها وكيفية حدوثها , ووضع وتسخير المليارات للقيام بالأبحاث العلمية عليها بغية الوصول لسببها الحقيقي , والذي لم يتم توضيحه على الإطلاق من خلال فرضية وجود الإله ومن ثم إلصاق الخوارق به , ومن ثم بناء هلاوس لا حصر لها على أساس ادعاء فارغ وهش وضعيف.

قال معجزات قال...!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س