الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراجعة كتاب (اقنعة جنسية)

شهد السويدي
باحثة و كاتبة

(Shahad Al-suwaidi)

2021 / 11 / 21
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


في هذا الكتاب تتحدث الكاتبة عن انحطاط الفن من نفرتيتي الى اميلي ديكنسون
تم انجاز هذا العمل عام 1990 ولا يزال محل جدل حتى الوقت الحالي
فتصور لنا الثقافة الغربية على انها صراع بين ديانة سماوية ذكورية علوية وديانة ارضية انثوية سفلية عميقة عمق اعماق الارض وما يوجد بها من اسرار ومخاوف مرتبطة بعالم الغيبيات
فالمسيحية على مر العصور لم تمحو الوثنية بل ازاحتها الى اعماق الثقافة الغربية كي تظهر لاحقا في فن النهضة الرومانسية في الثقافة الشعبية وخصوصا السينما
كذلك نجدها تتكلم عن الديانات من الناحية الفنية فهناك ديانة الكلمة المتمثلة باليهودية
وكذلك هناك ديانات الصورة التي اعتمدت على الوثن والخيال
وهذا التقييم للديانات يظهر لنا مدى تاثر الكاتبة بنيتشة وكتاباته الفلسفية فقد راى نيتشة ان اليهود في العصر الروماني جائوا الى المجتمع عن طريق ضعفهم ورثهم فلم يقولوا نحن الاقوياء بل قالوا(نحن المساكين)
فدق الناقوس بقيامة الضعف على القوة منذ بزوغ الديانات الابراهيمية وحتى الوقت الحالي
فالكتاب رد اعتبار للمراة ودورها وحقيقة كيانها لا بوصفها نصف المجتمع او اهلا للمساواة بالرجل وغيرها من الكليشات السطحية المبتذلة التي لا يمل البعض من ترديدها
بل هي الاصل كما الطبيعة هي الاصل
فالاديان السماوية بجلالة قدرها لم تستطع ان تمحو الاصل الذي يخرج من رحم الطبيعة
فالطبيعة والجنس هما القوة الوحشية المسيطرة على هذا الكوكب
ثم تعرض الكاتبة كيف اننا نغلف ذاتنا الحقيقية بغلاف ( القناع ) لنتفق مع المجموع من دون أن تغفل إلى ذكر الانحطاط الذي يعتبر نقيض الكلاسيكية التي عقبته وازدهرت في القرن التاسع عشر (الاخلاق الفيكتورية )
ففي عصر ما قبل الكلاسيكية كان الكل يخضع لأجزاء (الإنحطاط)
اما بعد ظهور الكلاسيكية انقلبت الاية واصبح الجزء يخضع للكل
ففي السياق الاجتماعي كلمة انحطاط تصف انهيار التقاليد الاخلاقية الا ان المجتمع عندما ينبذ القيم الغير ضرورية ويهجرها فلا يكون منحط وبحكم الجدل حول الاخلاقية فان الحكم بالانحطاط وعدمه مسألة مثيرة للخلاف
فالجدال القائم والصراع البدائي الازلي في الثقافة الغربية بين القوتين الابولونية والادينوسية
ابولو مرتبط مع النظام والتماثل حيث انه اله الشمس، اله الموسيقى، اله الرماية، اله الشعر، اله الوباء والشفاء حسب معتقدات الاغريق
بينما ديونيسوس لدى الاغريق هو اله الخمر والفرح والسعادة وملهم طقوس الابتهاج والنشوة
هنا يجدر الاشارة الى انه الطبيب النمساوي الشهير ومؤسس مدرسة التحليل النفسي وعلم النفس الحديث سيغموند فرويد قد كتب في وصيته ان يتم حرق جثمانه ويحفظ الرماد في اناء يوناني قديم مطلي بمشاهد ديونيسس كان يملكه ضمن مجموعته الأثرية معترفا بعبثية الوجود بهذا الفعل وعبثية الكثير من النظريات التي جاهد في وضعها
هناك الكثير من الالتباسات والارتباك الذي يوقظ فينا عند قراءة سطوره فنلاحظ ازدواجية رهيبة بين السطور لكلا الجنسين ومرد هذه الازدواجية اسطوري حيث ان الرجال يمثلون العقلانية والمجتمع والحضارة بينما الانثى كانت وما زالت في تحالف مع العالم الطبيعي الخطير
فيمكن عمل كتالوج ملحمي بانجازات الذكور من الطرق المعبدة، السباكة الداخلية، الغسالات، النظارات الطبية، المضادات الحيوية فنستمتع بالحليب واللحوم والفواكه الاستوائية في المدن المغطاة بالثلوج بفضل هذه الاختراعات
تقول الكاتبة عندما اعبر جسر واشنطن او اي جسر فارى ان الرجال فعلوا ذلك
فالبناء هو شعور ذكوري سامي و كذلك الحال عندما ارى رافعة عملاقة تمر على شاحنة مسطحة اتوقف في رهبة وخشوع كما يفعل المرء في موكب الكنيسة
فسترى انه اذا بقيت الحضارة في ايدي النساء فمن المحتمل اننا لا نزال نعيش في الاكواخ الخشبية
فمنذ ان تم تحجيم النساء بعد جعلهن مواطنات من الدرجة الثانية بعد الثورة الزراعية واعلان الانسان استقراره في مكان معين تتوفر فيه الموارد وحتى الوقت الحالي كانت كل الحضارة هي من صنع الذكور
ثم تتطرق الكاتبة الى موضوع التركيز على براءة الطفل مما يرفع من وعيك بضعف الطفل بطرق مختلفة فيثير بداخلك ما اسمته (بالسادية المازوخية)
هو كتاب مثير للجدل ينقسم على نفسه انقسام الذكر و الانثى والارض والسماء والسفلي و العلوي الخ من هذه الثنائيات المطبوعة في حياتنا من الولادة وحتى الممات
فحتى المؤلفة تنقسم على نفسها فتصرح بانها نسوية مناهضة للنسوية
فهل اميلي ديكنسون هي ساد الانثى من خلال الدعوة الى التحرر من الاخلاقيات المفروضة للكشف عن اعماق النفس البشرية ؟
وهل تمثال ديفيد لدوناتيلو يمثل نوعا من الفن الاباحي؟
ما العلاقة السرية بين بايرون والفس بريسلي وبين الميدوساومادونا؟
كيف يسئ الليبراليون والنسويات وكذلك المحافظون في قراءة الطبيعة البشرية قراءة بالغة ؟
عمل جرئ يشبه حرب العصابات في مجال الدراسة والبحث بقدرته على التهام كل شئ وهظمه مقدما نظرية متكاملة الاركان عن الثقافة الغربية الرفيعة والمتدنية منذ ان اخترع المصريون الجمال..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا