الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يمكن للأديان أن تقضي على البشرية.

اسكندر أمبروز

2021 / 11 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أخطار الأديان كثيرة , وأهمها والتي نلحظها بشكل دائم في مجتمعاتنا المغيّبة هي الأمراض الاجتماعية والعقلية التي تتسبب بها , سواء أكان المرض مصدره الاسلام أم غيره...وهذه الأمور أدّت الى مقتل الآلاف وتشريد الملايين وتدمير دول بأكملها كما نعلم من مثال سوريا والعراق وأفغانستان وليبيا...الخ.

ولكن الخطر المحدق الحقيقي , الذي قد يقضي على البشرية بشكل شبه كامل وخلال أشهر قليلة , والذي سيكون حتماً بسبب الأديان , هو خطر حرب نووية بين باكستان والهند !

ففي محاضرة له على منصة Ted قال بروفيسور الطاقة النووية براين تون أن الهند وباكستان دول نووية تمتلك بضعة مئات من القنابل النووية المتوسطة والصغيرة , ومع هذا العدد المحدود من تلك القنابل , فإن اندلعت حرب نووية بين باكستان والهند فإن الغبار النووي الناتج عن تلك القنابل سيغطي 90% من الكرة الأرضية , قاضياً على مليارات البشر خلال أسابيع وأشهر معدودة !

وهذا كلّه منطقي وممكن , حيث أن إدارة كل من باكستان والهند اليوم هي ادارات وحكومات دينيّة متزمّتة تنتظر بفارغ الصبر القضاء على الطرف الآخر , ومع أن الشعب الهندي والباكستاني يشتركون بأمور عديدة كالثقافة والعرق واللغة...وكأنهم شعب واحد... إلّا أن الدين يفرّقهم بصورة بشعة وحيوانيّة فظيعة.

حيث اندلعت حروب سابقة بين البلدين , وهي التجربة التي اذا تكررت في ظل الأسلحة النووية , ستؤدي الى خراب العالم بأسره. فالتزمت الديني والتعصب في إدارة مودي في الهند , والادارة الداعشية في باكستان , هي تربة خصبة مليئة بالمواد المشتعلة الدينية المشبعة بالكراهية والحقد , والتي تنتظر أي شرارة لتشتعل , ناسفة لمليارات البشر في الهند وباكستان , وقاضية على البشرية بأكملها كنتيجة حتمية لتلك النار الفاسدة.

وعلى عكس الصورة في الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفييتي , واللذان امتلكا ادارتين رزينتين من حيث المسؤولية العالمية النووية (وهذا بعد الجنون الستاليني لدى السوفييت طبعاً) , تمكنت كل من هاتين الإدارتين من الخروج من الأزمات بعقلانيّة وحكمة نوعاً ما , حيث وبعد أخطر أحداث الحرب الباردة (وهي أزمة الصواريخ الكوبية) تم وضع خط هاتفي مباشر بين الرئيس الأمريكي والأمين العام للحزب الشيوعي لمنع تكرار تلك التجربة المدمرة للأعصاب.

وحتى الولايات المتحدة التي استعملت القنابل النووية في الحرب العالمية الثانية , اختارت أكثر المدن أهميّة للصناعة الحربية والبحرية اليابانية , وقبيل القصف قامت الطائرات الأمريكية بنشر المناشير لتحذير المدنيين (وهو ما كانت تفعله قبل كل طلعة جويّة ضد أي مدينة يابانية) , ولكن ما أحال دون خروج المدنيين من الطريق هو الحكومة اليابانية الفاشية آنذاك , والتي أجبرت السكّان على البقاء لاستعمالهم كدروع بشرية وعدم الخضوع للتهديد الأمريكي.

فحتى في زمن الحرب المشتعلة والضروس , كانت الإدارة الأمريكية على أعلى مستويات المسؤولية والحكمة والإنسانية...

وهي الصورة التي تتناقض مع ادارة كل من الهند وباكستان اليوم , حيث ينتظر كل منهما الفرصة بفارغ الصبر لنسف الآخر والقضاء عليه , بحكم الخلافات الدينية المحرّكة لدول وحكومات بهيمية لا يمكن وصفها سوى بالعبثية.

ولهذا عندما نتحدث عن خطر الأديان فإننا لا نحصر الأمر في مشاكل مجتمعية , وفي حروب أهليّة في دولنا (المتخلفة بسبب الأديان في المقام الأوّل) , وإنما نتحدث عن أخطار ومصائب أعمق بكثير من هذا , والتي إن أتيحت الفرصة لها , لقضت على الجنس البشري بأكمله.

-------------------------------------------------------------------------------

الصورة المرفقة توضح الغبار النووي وكيف سيغطي العالم , إن قامت كل من باكستان والهند بنسف بعضهما البعض , حيث نرى كيف أن الغبار المشع سيغطي العالم بأسره وسيمنع حتى أشعة الشمس من الوصول الى الأرض متسبباً بعصر جليدي آخر ولكنه مشعّ وقاتل وقادر على نسف البشرية كلها...
https://www.linkpicture.com/q/Capture_100.png

وإليكم رابط المحاضرة كاملة للأستاذ براين تون : https://www.youtube.com/watch?v=M7hOpT0lPGI








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي